الفنان هادئ، والطبيب حكيم، والنجار ذو شخصية صعبة!! كم تؤثر المهنة على شخصية الفرد؟؟

رزان حبش – شام إف إم
يا ترى، هل الأشخاص الذين يعملون بالمهن الصعبة كالحدادة والنجارة وأعمال البناء، والميكانيكيين، تكون شخصياتهم أيضاً صعبة ومعقدة؟؟
أو هل من الممكن أن يكون الكتّاب والفنانون من موسيقيين ورسامين وغيرهم يتصفون بالرقة والشخصيات الهادئة؟؟
والمهندسون مثلاً يكون لديهم حس عالٍ بالمنطق في كل تفاصيل حياتهم، والأطباء يتمتعون بالحكمة العالية والدقة حتى مع عائلاتهم وأولادهم!!
حول ذلك أكد المدرب المعتمد في المجالات الإدارية د. خالد سنيور أن المهنة مؤثرة بشكل حاسم على حياة كل شخص، سواء على المظهر الخارجي، أو على نبرة الصوت، ولغة الجسد، أو حتى على التصرفات، والتعامل مع الآخرين، فالإنسان هو كائن يؤثر ويتأثر بمحيطه.
وأشار د. سنيور إلى بعض الأمثلة حول ذلك، فضابط الجيش يتصف بالحزم والجدية، والنظام الدائم في المنزل والاستيقاظ المبكر، أما المطرب على سبيل المثال أو العازف فإن معظم عمله في أوقات الليل وهو أكثر نشاطاً في هذا التوقيت.
كما ذكر المدرب في المجالات الإدارية أن الموظف الحكومي غالباً ما يميل إلى المهادنة والسكينة، على عكس الموظف في القطاع الخاص أو من يملك عملاً خاصاً، حيث يكون لديه حس المحاربة والقتال ويسعى دوماً نحو تطوير الذات.
وشدد د. خالد سنيور على أن المهنة غير المرغوبة والتي لا تتناسب مع إمكانية الشخص، تُحول حياته إلى حياة تعيسة، ولذلك يجب الحذر عند اختيار المهنة المناسبة.
من جانبٍ أخر، لفت المدرب إلى أهمية تبديل العمل كل 5 سنوات، لأن ذلك يُضفي تحديثاً على الشخصية وتطويراً للذات.
ودعا د. سنيور إلى البحث عن الشغف عند اختيار المهنة أو الوظيفة المناسبة، لأن ذلك يفتح المجال أمام الإبداع والتطور المهني والشخصي، فالمهنة التي تؤثر إيجاباً على الشخص يُؤثر بها الشخص إيجاباً أيضاً، ما يؤدي إلى مخرجات أكثر من رائعة.
يشكل العمل تقريباً نصفاً أو أكثر في بعض الأحيان من توقيت اليوم، ومن الأكيد أن يكون له دور كبير في تشكيل الشخصيات، وتأثيرها على طريقة وأسلوب التعامل مع المحيط سواء كان ضمن بيئة العمل أو خارجها..
لذلك من المهم اختيارها بعناية وروية، وبكثير من الشغف!