حفاظاً على التراث وطريقة للعيش.. "فروات ومدات" الصوف تزين طريق دمشق - حمص

حفاظاً على التراث وطريقة للعيش.. "فروات ومدات" الصوف تزين طريق دمشق - حمص

علي خزنه - شام إف إم

في دمشق، تنتشر البسطات على أطراف الطرقات والشوراع مشوهةً مظهر العاصمة الحضاري، في حين يتزين طريق دمشق - حمص الدولي ببسطات لبيع الفرو والبسط بمحاولة من أصحابها للحفاظ على التراث المادي للمنطقة وكسب العيش.

فما أن يبدأ طريقك باتجاه حمص من جسر معلولا وصولاً إلى ما بعد مدينة النبك، مروراً بالقلمون، تشدّ بسطات بيع الفرو والبسط ناظري المسافرين من خلال ألوانها، الأمر الذي يدعوهم للتوقف لشراء ما يلزمهم إما من مدات صوف أرضية أو بسط وفروات وغيرها.

في قارة بالقرب من إحدى الاستراحات، يجلس "أبو حسين" جانب معروضاته، بانتظار من يقترب "للفرجة" أو الشراء، معتبراً أن وجوده هناك بمثابة معرض لمشغولات منطقته وسبيل للعيش في الوقت ذاته.

يروي صاحب البسطة لـ"شام إف إم" أن المعروضات هي صنع "أهل البلد" قاصداً أهالي قرى القلمون، حيث تتم صناعتها من قبلهم أو الورشات الصغيرة وتُباع خلال فصل الشتاء من خلال الوجود على طريق دمشق - حمص، كما يتم إيصال بعض منها للبيع وسط العاصمة، منوهاً إلى أن هذه البسطات تساهم في الحفاظ على التراث المادي للمنطقة وخاصة الفروة والتي تعد من الحضارة العربية.

وعن الأسعار، يبدأ سعر الفروة من 450 ألف ليرة وصولاً إلى 800 ألف ليرة، مرجعاً اختلاف السعر إلى مقاسها ونوع الصوف المستخدم فيها، إن كان طبيعياً أم صناعياً ونوعية القماش المستخدم والخيطان أيضاً.

فيما تبدأ أسعار مدات الصوف والبسط من 150 ألف ليرة وتصل إلى 600 ألف ليرة، بحسب حجمها ونوعية الصوف الداخل في صناعتها.

وأردف البائع في حديثه مع "شام إف إم" أن هذه البسطات لا تكون سوى في فصل الشتاء كونهم يصنعونها خلال الصيف ويتم الانتهاء من صناعتها ووضعها على الطرقات مع بداية فصل الشتاء، حيث تتم دباغة الجلد في الصيف وبشكل يدوي بعيداً عن الآلات، وتبدأ العملية من خلال رش الملح على الجلد للتعقيم وتجفيف البقيات بعد عملية سلخ الشاة، ثم يوضع الجلد تحت أشعة الشمس حتى يجف بشكل كامل.

يتفق خليل وهو أحد المسافرين الذين توقفوا لمشاهدة المعروضات مع كلام "أبو حسين"، ويقول في حديثه مع "شام إف إم" إن هذه البسطات تساهم بالحفاظ على تراث المنطقة وعلى الفروة التي اشتهرت بها المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على صناعتها خوفاً من الاندثار رغم ارتفاع ثمنها، سواء على بسطات دمشق حمص أو أسواق المحافظات السورية.

فيما تقول سوسن وهي طالبة جامعية التقتها "شام إف إم" في منطقة قارة تعاين إحدى مدات الصوف إنها جاءت لشرائها ووضعها في غرفتها بالسكن الجامعي لما لها من طابع أثري جميل وفي الوقت ذاته تمنح الدفء للغرفة، لافتة ألى أن هذه المدات موجودة في أسواق العاصمة ولكن لها طابع خاص عندما تشاهدها على طريق دمشق حمص.