"حي ساروجة"... النيران تأكل التاريخ الدمشقي

حريق ساروجة

لين حمدان- شام إف إم

 

صباح الأحد 16 تموز من سنة 2023، انضمت منطقة جديدة إلى قائمة التراث السوري المتهالك نتيجة الحوادث والكوارث، الطبيعية منها والمفتعلة.

اندلع حريق كبير في منطقة ساروجة وتحديدًا خلف مبنى المصالح العقارية، امتد على مدى 15 منزلًا في المنطقة ولم تطفئ نيرانه إلا بعد ساعات طويلة من الاشتعال، دون وقوع ضحايا بشرية.

 

التاريخ هو الضحية!

الضحية الأساسية في هذه الكارثة كانت البيوت الدمشقية العريقة التي تحولت إلى ركام وخسرت خصوصيتها الكبرى بعمارها وزخرفتها وأثاثها القديم، فبداية اشتعال النيران كانت في محيط منزل أمير الحج الشامي عبد الرحمن باشا اليوسف، الذي طاله الأذى بشكل كبير، وكتب المؤرخ السوري سامي مروان مبيّض عبر حسابه الرسمي على فيسبوك "نحن بخير، ومكتبي الكائن في منطقة سوق ساروجة لم يطله الحريق الكبير الذي نشب بدمشق صباح اليوم. أمّا بيت جدّي المرحوم عبد الرحمن باشا اليوسف فقد تضرّر كثيراً، ولكنّ الأضرار اقتصرت على المادّيّات والحجر، ولم تطل أحداً من البشر".

كما امتدت النيران للقسم الجنوبي من قصر خالد العظم، واحد من أبرز الشخصيات السياسية في التاريخ السوري، ووصلت إلى جناح الحرملك، الذي يحتوي على مركز الوثائق التاريخية لوزارة الثقافة، والتي نُقلت إلى أماكن آمنة خوفًا من امتداد الحريق. كما هُدم جزء من منزل عربي في المنطقة أثناء عمليات الإخماد والتبريد.

 

حارات ضيقة وصعوبة في وصول الآليات..

في سياق الحديث عن أسباب الحريق، أوضح مدير الآثار والمتاحف نظير عوض لبرنامج "البلد اليوم" على شام إف إم أن الورشات والصناعات في المناطق الأثرية تؤدي إلى الحرائق وضمن محيط منزل اليوسف يوجد العديد من الورشات التي تستخدم وتخزن مواد قابلة للاشتعال، وقد تكون هي إحدى أسباب اندلاع الحريق.

وبدوره بيّن مدير الدفاع المدني في دمشق أن الأسباب ناتجة عن الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، وطبيعة المنطقة والحارات الضيقة التي أدت إلى صعوبة وصول آليات إخماد الحريق إليها فورًا.

 

أصالة لا يمكن تعويضها..

وحول عودة المنازل إلى سابق عهدها، قال مدير الآثار والمتاحف في سورية إن "دور المديرية صعب جدًا، خصوصًا أن عمليات الترميم تحتاج إلى مبالغ طائلة، وأضافت هذه الكارثة حملًا ثقيلًا على ما تعانيه المديرية نتيجة الحصار والعقوبات"، مضيفًا أن الخسارة التي لا يمكن تعويضها هي فقدان أصالة القصور.

كما بيّن عوض خلال مداخلة على الهاتف أن المديرية تملك العديد من الوثائق والصور التي من الممكن أن تساعد في إعادة ترميم الأضرار، ولكن مع ذلك تم فقدان الكثير منها.