ريابكوف: روسيا تعارض بشدة محاولات بعض دول الناتو تكرار السيناريو الليبي في سورية

أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى أن بلاده تعارض بشدة محاولات بعض دول حلف شمال الأطلسي الناتو تكرار السيناريو الليبي في سورية.
وقال ريابكوف في تصريحات له أمس خلال حديث بين الخبراء جرى على هامش المعرض الدولي للأسلحة والمعدات العسكرية في مدينة نيجني تاغيل الروسية إن "مجموعات من دول حلف الناتو تنتهك بنشاطها المبادئ التي حددها مجلس الأمن الدولي وبذلك تحاول تكرار السيناريو الليبي في سورية" مشددا على أن بلاده تعارض بشدة مثل هذه الأفعال على الساحة الدولية.
من جهة أخرى أكد ريابكوف أن روسيا تعتبر عودة البعثة الجديدة لخبراء الأمم المتحدة الخاصة بالأسلحة الكيميائية إلى سورية خطوة في الاتجاه الصحيح وهي تأمل بأن يكون التقرير الذي ستقدمه موضوعيا.
وقال ريابكوف "إننا نعتبر هذا الحل صحيحا ويجب أن يتسم التقرير الذي سيعد لاحقا بطابع شامل وخال من تلك الاستنتاجات المتسرعة والوحيدة الجانب أو من تلك الإملاءات التي برزت في المادة الأولية المقدمة لنائب الأمين العام للأمم المتحدة أنجيلا كيت".
وأشار ريابكوف إلى أن على خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "توثيق المعلومات الأولية أو الكشوفات الأولية التي قدمتها دمشق في الأسبوع الماضي إلى الأمانة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية".
وأضاف "إننا نتوقع من الحكومة السورية التعاون الكامل والثابت في هذين المجالين اما القوى الأخرى الموجودة في سورية والتي نحن واثقون من تورطها في استخدام المواد الحربية السامة ولدينا أدلة كثيرة على ذلك جرى تقديمها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وإلى الأمانة العامة للأمم المتحدة فنأمل منها توفير الإجراءات لقيام خبراء الأمم المتحدة وبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتنفيذ مهمتهم".
وفي سياق متصل أعلن ريابكوف أن بلاده مستعدة للمشاركة في توفير الإجراءات الأمنية في محيط إتلاف السلاح الكيميائي وقال "إن بإمكان روسيا أن تقدم الدعم والمساعدة بعد أن تدخل مسألة إتلاف السلاح الكيميائي في سورية مرحلتها العملية وتظهر هناك حاجة لتوفير الحراسة حول المواقع الخاصة بهذا السلاح".
وأضاف"إنه وفقا لما جرى الإعلان عنه من قبل الطرف الروسي بما في ذلك بشكل علني إننا على استعداد للمشاركة في توفير الأمن في محيط المواقع التي ستجري فيها الأعمال المقررة".
وردا على سؤال حول مشاركة دول معاهدة الأمن الجماعي في هذه العملية قال ريابكوف "إننا نأمل من شركائنا أن ينظروا بجدية إلى المشاركة في هذه العملية" مشيرا إلى أن الكثير من حيثياتها متعلق بتطور الأوضاع في سورية وقال "إن هذه العملية معقدة جدا وهي مرتبطة بالوضع العام في مجال الأمن في سورية".
وامتنع ريابكوف عن التعليق حول إمكانية توفير الحراسة لمواقع الأسلحة الكيميائية من قبل قوات الناتو وقال "إن ما يخص مشاركة قوات حلف الناتو لن أقدم على التعليق عليه لأنه لم تتوفر لدي الإمكانيات لمعرفة موقفهم من هذا الموضوع".
بوشكوف: الغرب يعيش حالة من الغيرة تجاه نجاحات روسيا بشأن سورية
في سياق آخر اعتبر الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي أن الغرب يعيش حالة من الغيرة تجاه نجاحات روسيا في موضوع حل الأزمة في سورية مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد تحاول العمل من أجل استعادة زمام المبادرة إليها.
وقال بوشكوف في تعليق له على حسابه بموقع تويتر للتواصل الاجتماعى أمس "إن غيرة حادة تسود دول الغرب تجاه النجاحات الروسية بشأن سورية.. وفيما يكتب الحاسدون أن الولايات المتحدة لم تنزل لمستوى أفكار موسكو يعترف العاقلون بأن لا خيار آخر كان أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما".
وأعرب بوشكوف عن اعتقاده بأن "أوباما مدين جدا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وينبغي عليه أن يقدم الشكر له أكثر مما يقدمه لكونغرسه.." مضيفا إنه "لا يمكن للمرء أن يخدع نفسه إذ إن الولايات المتحدة الملسوعة الآن تحاول قلب الوضع واستعادة زمام المبادرة برمي الورقة العسكرية الرابحة بسبب غياب الخبرة لدى الآخرين".
يذكر أن وسائل الإعلام الغربية خصوصا والعالمية عموما اعتبرت الاتفاق الروسي الأمريكي حول الأسلحة الكيميائية السورية في الرابع عشر من الشهر الجاري نجاحا دبلوماسيا كبيرا لروسيا على حساب الولايات المتحدة.
كما أكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما أن موسكو تأمل بان تنفذ واشنطن الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن الأسلحة الكيميائية السورية.
وبعد أن أشار بوشكوف في تعليق مماثل له على صفحته على موقع تويتر إلى تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي أكد فيه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتراجع عن كلامه أبدا وهو متمسك بالاتفاقات أعرب عن أمله بأن تكون الولايات المتحدة وفية للاتفاقات.
وكان كلينتون أعلن في وقت سابق أنه يثق بالرئيس بوتين فيما يتعلق بموضوع الأسلحة الكيميائية السورية لافتا إلى أن الرئيس الروسي يتمسك بجميع الاتفاقات مع واشنطن ولم ينكث بوعوده أبدا.