من هم أشخاص "كودا"؟؟ فرح ميدة تروي قصتها لـ "شام إف إم" كواحدة منهم

من هم أشخاص "كودا"؟؟ فرح ميدة تروي قصتها لـ "شام إف إم" كواحدة منهم

رزان حبش – شام إف إم

"كودا" هو مصطلح يعني الابن أو الابنة الذين يولدون عاديين وبصحة سمعية جيدة لأسرة من الصم والبكم، كما أنه مصطلح إيطالي يرمز في الأصل للخاتمة الموسيقية.

فرح ميدة من أشخاص "كودا" وهي مهندسة معلوماتية متخصصة بنظم وشبكات الحاسوب، ومترجمة لغة إشارة، ولها أختان من "كودا" أيضاً، وروت لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أنها عاشت طفولة طبيعية تعتمد على لغة الإشارة المنزلية الخاصة بعائلتها.

وشبهت ميدة قصة تعلمها للغتين المنطوقة ولغة الإشارة بالأطفال الذين يولدون في بلاد أجنبية، ويتحدثون مع آبائهم بلغتهم الأم، فيما يتحدثون خارج المنزل باللغة الأجنبية، وكذلك كان الأمر بالنسبة لها ولأختيها، حيث كانوا يستخدمون لغة الإشارة في المنزل، ويتحدثون باللغة المنطوقة خارجاً، مشيرةً إلى أن لعائلتها الكبيرة من جديها وخالاتها دوراً كبيراً في تعلمها لغة الكلام.

وبيّنت ميدة أنها واجهت التحديات خلال دراستها في المدرسة، حيث كانت مضطرة للاعتماد على نفسها، مشيرةً إلى أن أمها على الرغم من عدم قدرتها على السمع والكلام فقد كانت تطلع على كتبها ودفاترها وتتأكد من إنجازها لواجباتها بشكل كامل.

وتحدثت ميدة أيضاً عن القصص التي كان يرويها لها والدها في طفولتها حول حياته وإنجازاته وأعماله، وأنه كان يروي الكثير باستخدام لغة الإشارة فقط.

كما قالت ميدة إنها سعت إلى توسيع معرفتها بلغة الإشارة الموحدة عن طريق ترددها باستمرار إلى مقر جمعية الصم والبكم بدمشق، واستطاعت تكليل ذلك بحصولها على وثيقة خبرة بلغة الإشارة، وهي تعمل حالياً كمترجمة، وتقدم استشارات بلغة الإشارة للمشاريع التقنية المتعلقة بالصم.

وأعربت ميدة عن تمنياتها بأن تكون عضواً فعالاً بشكل أكبر ضمن مجتمع الصم، ليستطيعوا عيش حياة طبيعية كالجميع، لافتةً إلى وجود الكثير من أشخاص "كودا" الذين لا يستطيعون التعامل مع وضعهم الأسري أو يهمشونه، وتوجهت لهم بالكلام قائلةً إنه على العكس "فنحن الأجدر بإيصال هذا المجتمع إلى الأماكن التي يجب أن يصل إليها".