هرباً من برد المنازل.. سكان دمشق يلجؤون إلى الحدائق في الأيام الدافئة

حديقة

علي خزنه – شام إف إم

عندما تعيش في سورية في مثل هذه الأيام فإن معادلة الشتاء للدفء و"الكنكنة" تختلف، إذ أصبح البحث عن أي مصدر للدفء من أولويات السوريين كما كل شتاء، وتكون أشعة الشمس في يوم شتوي ملجأ السوريين للدفء والتنزه في آن معاً.

ومع الليالي الباردة التي تشهدها البلاد هذه الأيام، وتحول البيوت إلى "براد" في معظم الأحيان نتيجة غياب الكهرباء لساعات طويلة، بات السوريون ينتظرون يوماً هارباً من الصيف ليتجهوا إلى الحدائق أو ليجلسوا بالقرب من نافذة حولتها أشعة الشمس مصدراً للدفء.

وفي جولة صغيرة خلال يوم مشمس على حدائق أحياء دمشق، من دوار البيطرة إلى المزة وغيرها، ترى مساحات قليلة من العشب الأخضر، إذ باتت بقيته مزروعة بالزائرين.

الحدائق المكان الأمثل للتنزه

يقول سوار لـ"شام إف إم" وهو يلاعب طفله بالألعاب المتاحة في حديقة الوحدة بمنطقة المزة: "في منزلي بمنطقة المزة 86 لا تدخل أشعة الشمس وبات الجلوس فيه وكأنك تجلس ضمن براد محكم الإغلاق، أصبحت أنتظر وأسرتي يوماً مشمساً لنتجه إلى إحدى حدائق دمشق".

تضيف الشابة سمية ذات الـ32 عاماً في حديثٍ مع "شام إف إم" خلال وجودها في ذات الحديقة: "في الحديقة نتنزه ونستمتع بأشعة الشمس الدافئة وننسى لبعض الوقت حال الكهرباء والغلاء وغيرها من هموم حياتية".

مصطحبين حصيرتهم ومفترشين أرض الحديقة تتحدث السيدة أم مالك لـ"شام إف إم": "أقطن في منطقة السومرية ونتجه في كل عطلة نهاية أسبوع إذا كانت الشمس مشرقة إلى حديقة ما فالأطفال يلعبون ونحن نحتسي المتة مع بعض التسالي، فلا كهرباء في بيوتنا تقينا برد الشتاء وبات سبيلنا الوحيد للدفء هو أشعة الشمس".

الحدائق وجهة للبائعين أيضاً

لا يقتصر انتظار أشعة الشمس على الأهالي فقط ليتوجهوا إلى الحدائق، فأيضاً البائعون المتجولون ينتظرون هذا اليوم؛ حيث يجدون في الأماكن المزدحمة اقتصاداً خاصاً بهم، ويرى الباعة المتجولون أن الازدحام هو فرصة للبيع.

يعتبر أيهم خلال حديثه مع "شام إف إم" أن الحدائق في الأيام المشمسة تصبح مقصداً للبائعين، حيث يصطحب حافظتي مياه ساخنة لتحضير المشروبات الدافئة وبيعها، وبسطة صغيرة عليها عدة أنواع من البسكويت.

و"للأركيلة" بائعون أيضاً وكأنك في مقهى، فما إن تجلس على مقعد أو حصيرة تصطحبها معك، سرعان ما يقبل عليك شاب ويسألك "بدك أركيلة؟".

في دمشق 177 حديقة مزودة بالألعاب 

يقول مدير الحدائق في دمشق المهندس سومر فرفور لـ"شام إف إم" إن في دمشق 177 حديقة مزودة بألعاب الأطفال ومقاعد لجلوس الرواد، لافتاً إلى وجود إقبال على التنزه وخاصة في الأوقات الدافئة.

وطالب فرفور بضرورة الحفاظ على نظافة الحدائق وأثاثها لأنها ملك للجميع.