يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. عن الاحتفال بالحقوق المسلوبة في ذكرى سلبها!

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. عن الاحتفال بالحقوق المسلوبة في ذكرى سلبها!

ملفات

الأربعاء,٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٣

عروب حمود – شام إف إم

كم من المعاناة عليك أن ترى وتسمع على شاشات التلفاز حتى تشعر بإحساس أصحابها؟ مهما كان الشعور قاسياً، لن يكون يوماً بنفس شعور ضحاياها، ولكن العالم ومن مبدأ احترام القانون العالمي، يظهر بعض الحزن ليوم واحد في السنة، وإن كان يتجاهل بقية العام ما يحدث. هو يوم واحد خصص من قبل الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. تضامن على الحقوق المسلوبة والتي لسببٍ أو لآخر، لا يعترف بها المجتمع الدولي إلّا في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني، والذي يوافق يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.

في كل عام، تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة 16 قراراً تؤكد فيها على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف؛ بما في ذلك "حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة"، و"حق العودة"، و"السيادة على الموارد الطبيعية"، و"عدم شرعية الاستيطان".

"اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"

ولأن الظلم يحتاج مناسبة رسمية للوقوف ضده، ففي التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1977 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإطلاق "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، بينما كانت اعتمدت في اليوم ذاته من عام 1947 قرار تقسيم فلسطين، أي أن يكون الاحتفال بالحقوق المسلوبة في ذكرى سلبها!

وطلبت الجمعية العامة في الأول من شهر كانون الأول عام 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني، تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجيع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.

وفي العام 2015، رُفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين، حيث أقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 أيلول 2015.

"فلسطين.. أرض وشعب" 

وفي هذا العام الذي شهد أكبر إبادة بحق الشعب الفلسطيني، قررت الأمم المتحدة إعادة التذكير بهذا الشعب من خلال معرض بعنوان "فلسطين: أرض وشعب"، ويجسد المعرض إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية كحدثٍ مؤلم وقع خلال سنة 1948، عندما طُرد وهُجّر أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من منازلهم ليصبحوا لاجئين.

ويشمل المعرض صوراً ومقاطع فيديو وأعمالاً فنية تصور حلقات مختلفة من الرحلة الفلسطينية قبل وأثناء وبعد النكبة، وهو بمثابة تذكير بأن نحو 6 ملايين فلسطيني ما زالوا لاجئين حتى يومنا هذا، وهم منتشرون في جميع أنحاء المنطقة، بسبب الاحتلال الاسرائيلي الذي احتّل أرضهم ومنازلهم إضافة إلى الأحداث المؤلمة التي تشهدها غزّة حتّى اليوم، والتحركات الإسرائيلية في أعوام 2003 و 2008 والوقت الحاضر التي أدت إلى قتل مئات الآلاف من الفلسطينيين.

وستظل هذه الصور واللوحات معروضة ضمن المقر الرئيسي للأمم المتحدة في ردهة الزوار في نيويورك حتى 8 كانون الثاني 2023، وفي أذهان أبناء القضية والمتضامنين معها إلى الأبد.

كيف تضامنت الأمم المتحدة مع الأحداث الأخيرة؟

اتجهت أنظار العالم إلى ما يحدث في غزة منذ أكثر من خمسين يوماً.. أي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من شهر تشرين الأول الماضي، ورغم تقديم العديد من الطلبات لوقف الاعتداءات على بلاد فلسطين، إلّا أن غالبية القرارات كانت شكلية دون أن تظهر أي أفعال على الأرض لتخفف من حدة الهجمات على القطاع.

أول أمس الواقع في 27 تشرين الثاني، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بأغلبية 120 عضواً يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء غزة فوراً وبدون عوائق، ليأتي الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بعد أيامٍ من الصمت.

"حماس" تدعو إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية في هذا اليوم

بدورها دعت حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة "حماس" إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، رفضاً للعدوان ودعماً لحقه في الحرية والاستقلال.

وقالت الحركة في بيان لها، يوم أمس الثلاثاء: "في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم، إلى تصعيد كل أشكال الحراك الجماهيري والفعاليات والمسيرات التضامنية مع قطاع غزَّة، رفضاً وتنديداً بالعدوان الصهيوني وجرائم حرب الإبادة الجماعية، التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد شعبنا، على مدار أكثر من 50 يوماً".

ودعا البيان إلى مواصلة هذه الفعاليات والمسيرات، في كل المدن والعواصم، خلال الأيام القادمة، ورفع الصوت عالياً رفضاً وتنديداً بجرائم العدو، والضغط لتجريمها ووقفها، وتشكيل رأي عام عالمي داعم لحقوق شعبنا في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير.

لا يكفي الاعتراف عندما تكون صاحب القرار

يومٌ للتضامن، أو للاعتراف بالخطيئة لن يكون مبرراً للصمت خاصة عندما ترفض الأمم المتحدة أي محاولات لحل النزاع أو إيقاف الاعتداء، وإنما الاكتفاء بالتعاطف والتضامن والقليل من "الهدنة الإنسانية"، فهل نحتاج -نحن- ليوم يذكرنا بحقوق الشعب على أرضه؟ هو يومٌ واحد للعالم، ولنا كل الأيام، لنكون شاهدين على كل ما يجري منذ ٧٥ عاماً، فالتضامن لغةً يعني المشاركة، وإن كنّا لم نلامس أياديهم يوماً، ولكن سنكون يوماً متضامنين حقاً لا مجازاً عندما تعود الحقوق دون الحاجة ليوم حزن من الآخرين.

فلسطين
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
الأمم المتحدة
حماس
تضامن
غزة
الضفة الغربية
إسرائيل