161.5 مليون ليرة أضرار مادية في مدينة حماة ومجلسها

عاثوا تخريباً وتحطيما لكل ما وقع تحت أنظارهم وأيديهم من أسوار معدنية للحدائق وأعمدة للإنارة ومواقف للباصات حتى حجارة الأرصفة لم تسلم ولا أسوار الأبنية الإسمنتية ليستخدموها في قطع الطرقات الرئيسية والفرعية والأزقة وإن حدث نقص عندهم يلجؤون لحرق السيارات والدراجات النارية واستخدامها للغرض ذاته.
وحتى النوافذ والأبواب تعرضت للتكسير والخلع ليقوموا بسرقة ما خف حمله وغلا ثمنه من المؤسسات العامة والخاصة وكان التركيز على الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وكاميرات المراقبة بظنهم أن الأخيرة قد تكشف أمرهم، متناسين أن يد العدالة لابد من أن تطولهم عاجلاً أو آجلاً.
أضرار جسيمة
المهندس مختار حوراني، رئيس مجلس مدينة حماة، قال: إن المخربين قاموا باقتلاع أكثر من مئتي عمود إنارة من الشوارع لاستخدامها كحواجز لقطع الطرقات، إضافة لتخريب أعمدة الإشارات الضوئية على المفارق الطرقية ولوحات الدلالة الطرقية ونزع وتحطيم أجزاء كبيرة من الأسوار المعدنية التي كانت تزين وتحمي الحدائق وبعض المؤسسات العامة والتعليمية كالجامعات والمعاهد وقدرت قيمة الأضرار الناتجة عن هذه الأعمال بنحو 150 مليون ليرة في مختلف أنحاء المدينة.
أما الآليات التي تخص مجلس المدينة فتم تقدير قيمة أضرارها ونفقات إصلاحها بحوالي 4.5 ملايين ليرة، حيث تم تخريب سيارتي إطفاء و4 سيارات مخصصة لنقل القمامة وسيارة خدمة لنقل العمال وسيارتين سياحيتين.
كما قدرت الأضرار التي لحقت بمبنيي مجلس المدينة القديم والجديد بما يزيد عن سبعة ملايين ليرة من جراء العبث والتخريب والسرقة التي تعرضت لها معظم المكاتب والدوائر، حيث تركزت السرقات على ما خف حمله وغلا ثمنه من أجهزة الكمبيوتر التي وصل عدد ما سرق منها إلى 28 جهازاً مع كامل ملحقاتها منها 6 كمبيوترات محمولة تضاف لها أعداد كبيرة من الآلات الحاسبة والتلفزيونات وأجهزة الرسيفر والطابعات وآلات التصوير وأجهزة الهاتف العادي واللاسلكي ومنظمات الكهرباء والـups والكراسي المكتبية الدوارة والمراوح واسطوانات الغاز التي كانت تستخدم للتفجير.
وأضاف حوراني: إن ما لم يتمكنوا من سرقته قاموا بتخريبه بحيث لا تمكن إعادته للاستخدام كتمزيق الفرش والأثاث المكتبي وتحطيم أدوات الإنارة وملحقات الخدمة.
الأنقاض والقمامة
بدوره قال المهندس عامر خموسية مدير النظافة في مجلس مدينة حماة: إن توقف العمل في مجال ترحيل القمامة والنفايات من المدينة لمدة 12 يوماً متصلة، إضافة لفترة بعدها كان العمل بشكل جزئي بسبب الشلل الكامل للحركة في المدينة الذي فرضته العصابات التخريبية أدى لتراكم كميات كبيرة من النفايات والقمامة تجاوزت كميتها 5500 طن في مختلف مناطق المدينة وأحيائها على شكل مكبات عشوائية وبعضها استخدم في قطع الطرقات تضاف لها كميات أخرى من الأتربة والأنقاض وبقايا حطام البلوك الإسمنتي وأطاريف الأرصفة التي تم نزعها من الشوارع والأسوار قدرت كميتها بأكثر من 1250 م3 من الأنقاض ما استدعى قيام البلدية بالاستعانة ببعض الجهات العامة الخدمية كالخدمات الفنية والزراعة وغيرها وذلك حسب تعليمات محافظ حماة الدكتور أنس الناعم للقيام بتنظيف المدينة بأسرع وقت ممكن، حيث وصلت الكميات المرحلة من القمامة في اليوم الواحد لأكثر من 700 طن من مختلف أحياء المدينة، مع العلم أن المعدل الوسطي للترحيل اليومي تراوح بين 400-450 طناً من النفايات.
الهدف الأول ملفات الأحداث
تخريب فظيع آخر قامت به العصابات المسلحة في حماة تمثل بالاعتداء الآثم على رمز العدل والقانون وأهم موقع في المحافظة وهو قصر العدل الذي يضم كل ما يتعلق بالمواطنين وحقوقهم وما يترتب عليهم من أحكام قضائية كما قال رئيس فرع نقابة المحامين بحماة المحامي محمد عباس وأضاف: لقد قام المخربون باعتداء ممنهج ومدروس لإتلاف ملفات دعاوى العديد من المحاكم وخاصة القضايا التحقيقية التي تهم المواطنين بشكل مباشر والمجتمع بشكل عام والتي تحتوي في معظمها على ملفات لجرائم خطرة على أمن الجميع وتجب مكافحتها ومتابعة فاعليها لينالوا جزاءهم العادل، وهذا ما شكل دافعاً رئيساً لاستهدافها لأنها تخص غالبيتهم.
ويضيف عباس: لقد لوحظ أن الاستهداف تركز على القضايا الجزائية وبالذات جنايات الأحداث المتفرغة المختصة بجرائم الأحداث الجنائية لمن هم تحت سن 18عاماً حيث تم حرقها بالكامل كهدف أول إضافة لحرق ديوان محاكم صلح الجزاء كاملاً ودائرة التنفيذ والمستودع الرئيسي للأضابير والملفات القضائية بكافة فئاتها مع سجلات أساس الدعاوى والقرارات التي تعد أساساً لتوجيه العدالة في المحافظة والتي تعود لعشرات السنين ويتم الرجوع إليها في قضايا الميراث وغيرها من القضايا التي تتعلق بقوانين قديمة كما في القضايا الأسرية وما إلى ذلك، وهذه الملفات والأضابير لا يمكن أن تقدر بثمن لأنها تعتبر تاريخاً معنوياً ذا قيمة علمية ودينية وأخلاقية وحضارية.
سرقة مستودع الأمانات والقرطاسية
ولفت عباس إلى أن مستودع الأمانات يحتوي على كل شيء يتعلق بالجرائم والجنح والمخالفات المرتكبة أو المصادرة أو ما يتم وضعه على سبيل الأمانة من أشياء تخص الموقوفين وعادة ما يكون في هذا المستودع أموال ومصاغ ذهبي وأسلحة ومخدرات ومسروقات مصادرة....الخ ولهذا السبب لم يتوان المخربون عن السطو على هذا المستودع وسرقة كافة موجوداته..
كما سرقوا المكيفات وأوراق وكالات المحامين وأجهزة الهاتف وما وصلت إليه أيديهم المجرمة من أدوات أخرى في قاعة المحامين وتحطيم الأثاث والنوافذ والأبواب وإتلاف ما لم يتمكنوا من سرقته كي لا يعود ذا فائدة كآلات التصوير الكبيرة وغيرها.
وختم عباس قوله بأن نقابة المحامين تدين بشدة هذه الاعتداءات الوحشية أينما وجدت وبكافة أشكالها لأن من يستهدف المؤسسات القضائية يستهدف المجتمع بأكمله وهذا الفعل مناف للأخلاق ولا يصدر إلا عن الجاهلين والخارجين على القانون والذين تجب محاسبتهم من قبل الدولة والمجتمع.
ضياع الحقوق
مجموعة من المواطنين منهم خالد المصطفى وحسين العبيد وعبد الله الهلال وحسين الفرج وفياض العوض الذين كانوا أمام قصر العدل بحماة عبروا عن استيائهم الشديد مما جرى واعتبروا أن من قام بحرق القصر العدلي اعتدى عليهم شخصياً لأنه أضاع حقوقهم، حيث أفادوا أن لديهم دعوى منها ما مضى عليها أكثر من ثماني سنوات وكان أملهم كبيراً أن يتم تسريع البت بها خلال فترة قريبة خاصة مع موجة الإصلاح التي تتسارع في القطر وعملية إصلاح القضاء وتشكيل لجنة مكافحة الفساد، ولكن هذا الأمل تلاشى حالياً ويتساءلون: أين ضاعت الحقوق وكيف لهم أن يستعيدوها وخاصة فيما يتعلق بالأمور الجزائية والتنفيذية المستعجلة؟.
نقل المقر لإعادة التأهيل والترميم
نتيجة لاحتراق معظم أجزاء وأقسام مبنى القصر وخاصة الطابق الأرضي أمر محافظ حماة الدكتور أنس الناعم وبناء على اقتراح رئيس مجلس المدينة بنقل مقر القصر العدلي بصفة مؤقتة إلى كتلة البرج Cفي حي البارودية المؤلف من سبعة طوابق لمتابعة تسيير قضايا المواطنين وطلب من المعنيين العمل بالطرق المناسبة لاستعادة أكبر قدر مستطاع من الملفات والأضابير وبأسرع وقت ممكن كمحاولة لعدم تضييع أي حق من حقوق المواطنين، وذلك بالتعاون بين الهيئة القضائية والمحامين والمواطنين وكل من يستطيع الإسهام بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
ترويع السكان
هذا بعض مما تعرضت له المنشآت العامة التي حاولنا تسليط الضوء على أضرارها وهناك الكثير من الأضرار التي لحقت بمؤسسات أخرى وبالقطاع الخاص، والأهم من ذلك كله ما تعرض له سكان مدينة حماة من ضغوط نفسية ومعنوية.
شام نيوز. تشرين