189 بحث علمي في جامعة دمشق

 

تولي جامعة دمشق كبرى الجامعات السورية وأقدمها موضوع البحث العلمي أهمية كبيرة باعتباره من أركان تطوير المجتمعات ومقياس تقدمها وعاملا هاما في تطوير الإنتاج لارتباطه المباشر بخطط التنمية وذلك من خلال تأمين مستلزماته وإحداث المراكز التخصصية وتشجيع الباحثين على القيام بأبحاث نوعية في الاختصاصات المختلفة .

وأسست الجامعة التي تعد المؤسسة الأكاديمية العربية الرائدة للتعليم العالي في المنطقة باستخدام اللغة العربية في التدريس والتأليف وحدات بحث علمية بلغت 189 وحدة موزعة على 18 كلية ومعهد عال لتطوير بنية البحث العلمي وأطلقت قاعدة بيانات في كانون الثاني الماضي بهدف توثيق جميع النشاطات البحثية القائمة في الجامعة والبنى التحتية لها وتسهيل الحصول على مختلف البيانات المرتبطة بها كما أطلقت موقعا ملحقا بالموقع الإلكتروني للجامعة خاصا بالبحث العلمي لتأمين الولوج المستمر للمعلومات المتوفرة في قاعدة البيانات.

وتعمل الجامعة على تأمين متطلبات الباحثين فيها من المكتبات الإلكترونية لرفع مهاراتهم باستخدام الموارد الإلكترونية للمعلومات إضافة إلى العمل على التوصيف الدقيق للمخابر المتوفرة بالكليات والمعاهد ودراسة إعادة هيكلية وحدات البحث العلمي بما يتناسب مع الاختصاصات العلمية المتاحة والبنية التحتية المتوفرة وخطط التنمية .

وأوضح الدكتور فتحي غنمة مدير البحث العلمي في الجامعة لوكالة سانا أن وحدات البحث العلمي تشكل البنية المناسبة للعمل في الأبحاث حيث تعكس هذه الوحدات فرق بحثية متكاملة مكونة من باحثين باختصاصات متقاطعة أو مختلفة لخدمة نشاط بحثي معين ولتحقيق التكامل بين الإمكانيات والخبرات العلمية والعملية لدى أعضاء هذه الوحدات مؤكدا أن التركيز الذي يتم على التوصيف الدقيق لهذه الوحدات من حيث أهدافها والمحاور العلمية التي تقوم بمعالجتها من شأنه ضمان تطوير البحث العلمي والاستفادة المثلى من مختلف الموارد المتاحة.

وتسعى الجامعة من خلال خططها إلى بناء ورفع القدرات البحثية لدى أعضاء الهيئة التعليمية وطلاب الدراسات العليا وربط الجامعة بالمجتمع من خلال التصدي لحل المشكلات التقنية التي تواجه القطاعات الاقتصادية المختلفة وتعزيز روح فريق العمل والأبحاث الجماعية إضافة إلى التركيز على الأبحاث التطبيقية المعتمدة على بناء القدرات الذاتية التي تسهم في توطين التقانة والحد من الاستيراد والتركيز على الأبحاث الخدمية مثل الأبحاث المتعلقة بالمياه والتلوث والطرق والزلازل والبرامج الطبية المختلفة وعلوم المواد والطاقات المتجددة والتقانات الحيوية.

وأحدثت الجامعة نحو 23 مركزا للتميز لرفد الكليات والمعاهد العليا بحاضنات خاصة بالبحث العلمي بعضها مازال قيد التأسيس لتأمين بيئة بحثية مناسبة ضمن اختصاص دقيق أو عام أو قطاع اختصاصي.

وبين الدكتور غنمة أن مراكز التميز في جامعة دمشق تكتسب أهمية خاصة كونها توفر بيئة بحثية مناسبة في بعض الاختصاصات الحيوية وفقا لمتطلبات التنمية وبما يضمن الاستفادة من الموارد المتاحة في الجامعة لخدمة النشاطات البحثية لمختلف الكليات ذات الصلة أو تلك التي لها علاقة بالاختصاص الدقيق لهذه المراكز.

وتماشيا مع متطلبات التنمية تعمل الجامعة بشكل متواصل على تطوير برامج الدراسات العليا لتغطية معظم الاختصاصات حيث بلغ عدد الاختصاصات المفتتحة 213 اختصاصا يغطي بعضها درجة الماجستير فقط والبعض الآخر يغطي درجة الدكتوراه أيضا إضافة إلى إتاحة نظام الدراسات العليا في جميع التخصصات السريرية في كلية الطب البشري.

وتقوم الجامعة بتطوير برامج تأهيل وتخصص بشكل مستمر لتلبية الرغبة المتزايدة بالحصول على تأهيل متميز في بعض الاختصاصات ذات الأهمية الخاصة لدى الفعاليات المختلفة في سورية.

وبلغ عدد برامج التأهيل والتخصص في الجامعة حتى نهاية عام 2010 نحو 40 برنامجا منها ما هو بجهد ذاتي وآخر بالتعاون مع جهات ومراكز بحثية عالمية كما بلغ عدد الباحثين في الجامعة 2679 باحثا منهم 1983 من أعضاء الهيئة التدريسية و696 من أعضاء الهيئة الفنية.

وأشار الدكتور غنمة إلى التركيز باستمرار على دراسة وتقييم الاختصاصات المتاحة في برامج الدراسات العليا والتأهيل والتخصص وإحداث اختصاصات جديدة تتلاءم مع التطورات العلمية والتقنية المستثمرة في المجتمع.

وسجل في الجامعة خلال عام 2010 نحو 1732 بحثا موزعا على مختلف الكليات العلمية منها 330 بحثا للدكتوراه و1184 للماجستير و218 بحثا للدراسات العليا في مختلف الاختصاصات السريرية في كلية الطب البشري في حين بلغ عدد الرسائل المنجزة 991 رسالة منها 168 للدكتوراه و166 للدراسات العليا و657 للماجستير.

كما بلغ عدد الأبحاث المسجلة بالجامعة خلال العام الماضي من قبل أعضاء الهيئة التدريسية 185 بحثا بموجب خطط عمل تبدأ من شهر وتنتهي ب55 شهرا في حين شمل النشاط البحثي للجامعة 98 بحثا من أبحاث أعضاء الهيئة التدريسية المسجلة عام 2009 التي تم البدء بها في العام نفسه واستمر خلال 2010.

وشملت مخرجات البحث العلمي للجامعة خلال العام الماضي العديد من المشاريع البحثية من قبل أعضاء الهيئة التدريسية ورسائل الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه المنتهية إضافة إلى العديد من النشرات العلمية والأوراق البحثية المنشورة والكثير من المجلات المحلية والعالمية أو المساهم بها في المؤتمرات العلمية المحلية والدولية عن الأعمال البحثية.

وحول خطة جامعة دمشق المستقبلية للبحث العلمي أوضح مدير البحث العلمي بالجامعة أن الخطة تتمثل في مجموعة من النقاط منها إجراء عملية تكثيف البحوث العلمية القائمة والجديدة حول عدد من المحاور الرئيسية التي سيتم تعريفها على مستوى الكليات أو الاختصاصات المختلفة للجامعة إضافة إلى السعي إلى تعاريف مشاريع البحث المشتركة مع مؤسسات علمية وطنية أو عربية أو دولية ترتبط باتفاق مع الجامعة وبما يتناسب مع احتياجات التنمية من جهة والإمكانيات البشرية والتقنية والعلمية من جهة أخرى.

وأشار الدكتور غنمة إلى أن الخطة تتضمن أيضا وضع برامج تدريبية مكثفة لمختلف الباحثين بالجامعة لتطوير مهاراتهم في استخدام قواعد البيانات الإلكترونية وتسجيل واعتماد براءات الاختراع إضافة إلى النشر العلمي والعمل على توصيف الإمكانيات المتاحة في جامعة دمشق لخدمة البحث العلمي من خبرات علمية وعملية وبنى تحتية وتأمين الوسائل المناسبة لإيصال هذه الصورة للجهات والقطاعات المختلفة في سورية بهدف ربط الجامعة بالمجتمع.

 

شام نيوز- سانا