300 عائد جديد إلى جسر الشغور..

تسود مدينة جسر الشغور والعديد من قراها والتجمعات السكنية المحيطة بها أجواء الهدوء والاستقرار بينما تتواصل عودة أبناء المدينة وريفها إلى منازلهم التي هجرتهم منها التنظيمات الإرهابية المسلحة، إذ عاد 300 مواطن أمس عبر بوابة الحسانية الحدودية.

وفي هذا السياق جاءت إعادة تأهيل معمل السكر وفتح أبوابه لاستقبال محصول الشوندر السكري وتجهيز أقسامه الإنتاجية وكوادره العاملة لاستقبال الموسم لتؤكد عودة الحياة الطبيعية إلى هذه المدينة التي روعتها التنظيمات الإرهابية المسلحة. ‏

وقد عبّر الأهالي والمزارعون في مدينة جسر الشغور وريفها عن فرحتهم بإعادة الأمن والاستقرار حيث باتوا يمارسون حياتهم الاعتيادية كل في مجال عمله. ‏

خالد الفياض من بلدة فريكة المجاورة لمدينة الجسر أكد أنه يقوم بنقل محصوله إلى المعمل بعد أن سادت الحياة الطبيعية في المدينة التي روعتها التنظيمات الإرهابية المسلحة وأساءت لكل من فيها وارتكبت أعمال القتل والتهديد والتخريب للممتلكات العامة وروعت الناس الآمنين. ‏

ويشير المزارع توفيق إسماعيل من الغاب إلى أن الوضع في المدينة يسير من حسن لأحسن بعد دخول الجيش إلى المدينة وإنهاء حالة الفوضى التي حاولت التنظيمات الإرهابية المسلحة فرضها على المدينة لافتاً إلى أن كل شيء جيد ولم يجد عبر المسافة التي قطعها لتوريد محصوله ما يعكر صفوه. ‏

وقال فيصل السوادي من أهالي المدينة: إن الحياة طبيعية يسودها الأمن والطمأنينة بعد دخول الجيش الذي أسهم في استقرار الحياة. ‏

وفي هذا السياق اطلع المهندس خالد الأحمد محافظ إدلب على واقع العمل في معمل سكر جسر الشغور والإجراءات المتخذة لتسهيل تسليم محصول الشوندر من المزارعين وتحقيق الراحة لهم دون أي منغصات تذكر والسبل الكفيلة لتسليمه بسهولة. ‏

واستمع من المزارعين إلى وجهات نظرهم ومقترحاتهم فيما يتعلق بعمليات التوزيع والصعوبات الموجودة وطرق تجاوزها وخاصة بالنسبة لاستقبال المحصول وعمليات الفرز والوزن والمدد الزمنية التي تستغرقها عملية توريد المحصول. ‏

كما زار المحافظ عدداً من الأقسام الإنتاجية وأماكن فحص العينات ونسب الأجرام وعدد من الأقسام الفنية ضمن المعمل. ‏

وأشار المحافظ إلى أن العائلات تواصل عودتها إلى المدينة بعد أن أغرقتها التنظيمات المسلحة بالإشاعات والتضليل الإعلامي من القنوات المغرضة وإن 80 بالمئة من الأهالي عادوا إلى منازلهم وخاصة بعد أن أيقن المواطنون أن الحياة تسير بشكل طبيعي. ‏

وذكرت (سانا) أن المعمر محمود دقة أكد في طريق عودته إلى بلدته الجانودية التي عاش سنين حياته الطوال في أرضها أن الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية لم يشهد لها مثيلاً في حياته والتي اعتمدت على الإساءة للبشر والشجر مبيناً أن إقامتهم في أحد المخيمات كانت طوال هذه المدة لا تعني لهم شيئاً ولم يشعروا بالأمن والأمان فقرر هو وزوجه العودة إلى قريته وبساتينها بعد أن وفر الجيش أجواء الأمن والأمان. ‏

وقالت زوجه زهية عليكو: إنها تتطلع بشوق لرؤية منزلها الريفي المتواضع والذي يعني لها الكثير من المعاني السامية فهو الوطن وهو الأمان ومهما حاول الآخرون تغيير الصورة الجميلة عن وطنها فلن يجدوا لذلك سبيلاً، مضيفة: إنها تفكر وقبل الوصول لمنزلها أن تصنع بعض المأكولات المشهورة في المنطقة بعد أن حرمتها كل هذه الفترة ومن أهمها أكلة الكبة التي تشتهر بها القرية. ‏

بدورها قالت أمينة كدو: إن الحياة في المخيمات لم تكن جيدة وخاصة أنها مريضة بالسكري ما زاد من إرهاقها مشيرة إلى أنها تأكدت من كذب فضائيات التضليل التي تعتمد تزوير الحقائق أسلوباً لعملها بعد أن شعرت منذ دخولها الحدود بالأمن والأمان ولمست المعاملة الجيدة القائمة على الاحترام المتبادل من عناصر الجيش والذين رحبوا بهم. ‏

وقالت إحدى العائدات: إن هناك الكثير من العائلات تنتظر على الحدود وهي تعد العدة للعودة بعد أن بدأت تصلهم أخبار الأمن والأمان التي تسود المدينة والريف وأنه لا يوجد أفضل من بلادنا مهما حاول المضللون اعتماد أساليب ترويع وتخويف ولكن محبة الوطن فوق كل اعتبار. ‏

من جانبه دعا علي دقة الذي عاد هو وأفراد أسرته من أحد المخيمات من لم يعد بعد إلى العودة لأن الأجواء في المدينة أصبحت آمنة بفضل الجيش الذي حمى الجميع. ‏