35 مليون ليرة خسائر البورسلان والصناعة تدرس طرحها للاستثمار

في ضوء تواصل خسائر الشركة العربية لصناعة البورسلان والأدوات الصحية نتيجة عدم قدرتها على تسويق إنتاجها بسبب المنافسة وتوقيف معملي البورسلان وفرن من فرني الأدوات الصحية عن الإنتاج لجأت الشركة إلى إعداد دراسة جديدة لطرح الشركة للاستثمار لمدة ست سنوات سيتم رفعها إلى وزارة الصناعة.
وتهدف الدراسة إلى أن يقوم المستثمر بتنفيذ الأعمال والأشغال والخدمات والتوريدات وتركيبها وتشغيلها بما يضمن تطوير الشركة ورفع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى إنتاج كمية 5000 متر مربع باليوم من البورسلان من كافة القياسات والأشكال والزخارف في معمل البورسلان بخطيه الأول والثاني وإنتاج كمية 6000 طن من الأدوات الصحية بالسنة وذلك لقاء قيمة محددة على وحدة المنتج يقدمها المستثمر للشركة.
وكانت شركة البورسلان قد تقدمت بدراستين في السنوات الثماني السابقة لطرح الشركة للاستثمار إلا أنه لم يتم الإعلان عنها وتضمن الطرح الأول أن يتم تحويل الشركة من إنتاج البورسلان والأدوات الصحية إلى إنتاج القرميد ولكن تبين أن معامل إنتاج القرميد لاسيما معامل القطاع العام تكفي حاجة السوق المحلية في حين تضمن الطرح الثاني أن يتم تحويل الشركة إلى طلاء «الفريد» للبورسلان إلا أن الشركات الأم لهذه الصناعة أكدت وجود شركات كبيرة لهذه الصناعة في مصر وتركيا وإيران وهي شركات كبيرة ومنافسة.
وذكر المهندس بدر مشعل مدير الشركة العامة لصناعة البورسلان أن خسائر الشركة بلغت حوالي 35 مليون ليرة سورية خلال العام الماضي في حين كانت الخسائر 27 مليون ليرة في العام الذي سبقه وأن سبب هذه الخسائر زيادة التكاليف الثابتة للإنتاج نتيجة ارتفاع كتلة الرواتب والأجور للعمال التي تبلغ 64% من التكاليف العامة للمنتج والتي بلغت 150 مليون ليرة سورية وذلك بسبب ارتفاع سن العمال وكثرة الأمراض ووصول أغلب العمال إلى سقف الراتب وهي كتلة مرتفعة جداً مقارنة بالتكاليف التي يمكن اعتمادها بشكل أصولي والتي يجب أن لا تتجاوز 15% -20% من التكاليف العامة للمنتج.
وأوضح مشعل أن السبب الثاني لارتفاع التكاليف الثابتة انخفاض الطاقة الإنتاجية للشركة بسبب عدم إمكانية تسويق الإنتاج حيث بلغت الخطة الإنتاجية المنفذة خلال العام الماضي 62% وبما يساوي الخطة التسويقية المنفذة والبالغة 62% إذ عمدت الشركة قبل سنوات إلى توقيف معملي البورسلان عن الإنتاج واقتصر الإنتاج في معمل الأدوات الصحية على تشغيل فرن واحد بطاقة إنتاجية سنوية 360 ألف قطعة 3000طن وتم زيادة الطاقة الإنتاجية لهذا الفرن لتوفير التكاليف في حين يتوفر بالشركة فرنين لإنتاج الأدوات الصحية حيث وصلت المخازين بالشركة إلى 350 ألف قطعة أدوات صحية بقيمة 160 مليون ليرة سورية.
وأشار مشعل إلى أن الشركة لجأت العام الماضي إلى التسويق المباشر للأدوات الصحية ولأي تاجر يتقدم للشراء من الشركة وبسعر المبيع للمعتمد ويتم إرسال مندوبين من المديرية التجارية بالشركة إلى المحافظات لفتح أسواق جديدة للشركة وقد وصلت الطاقة التسويقية اليومية إلى حدود 1000 قطعة أدوات صحية وهذه الكمية تساوي معدل الإنتاج اليومي للشركة من الأدوات الصحية بطاقة فرن واحد وأن الشركة توجهت مؤخراً إلى إنتاج القطع الرائجة بالسوق علماً- والكلام للمهندس مشعل- تقوم بتصميم بعض القوالب الأم لإنتاج قطع صحية مطلوبة بالسوق المحلية سيتم طرحها بالسوق قريباً.
ولفت مشعل إلى أن الشركة تعاني حالياً من قلة السيولة المالية بسبب ارتفاع المخازين وأن الشركة تبذل جهوداً مكثفة لتصريف المخازين لتأمين السيولة اللازمة لشراء مستلزمات الإنتاج وبما يضمن إعادة تشغيل فرن الأدوات الصحية الثاني والذي بدوره يخفض التكاليف الثابتة وبالتالي تنخفض التكاليف النهائية للمنتج.
يذكر أن شركة البورسلان تعاني منذ سنوات من انخفاض الطاقة التسويقة وتراكم المخازين بسبب المنافسة الشديدة من قبل معامل القطاع الخاص ومنافسة المستورد من الأدوات الصحية.