3 ملايين ليرة سورية شهرياً للتدفئة..والاعتماد على التدفئة الذاتية والبطانيات

علي خزنه _ شام إف إم

"الشوربة والكشك وما يتوفر من قشور اللوز" هي جزء من استعدادات السوريين لهذا الشتاء، حيث رحلة السوريين للبحث عن أي وسيلة للتدفئة، في ظل ارتفاع أسعار المازوت والحطب في السوق السوداء، مع بطء عملية توزيع مازوت التدفئة، والحديث عن شتاء قاسٍ، متزامن مع ازدياد في ساعات التقنين الكهربائي، وهنا يجد السوريون أنفسهم، أمام خيار البحث عن البدائل، لعل أبرزها الحطب.

حطب وبيليت وقشور لوز!

وفي جولة على بعض محال بيع الحطب في دمشق وريفها، تراوح سعر كيلو الحطب ما بين 15 و 20 ألف ليرة، أي أن سعر الطن منه يتراوح ما بين مليون ونصف ومليوني ليرة، بحسب الجودة، أما قشور اللوز البديل الرئيسي للحطب تراوح سعره مابين 10 و20 ألفاً، أما البيليت والذي هو مكون من "بقايا ثمار الزيتون" الأغلى ثمناً يبدأ سعر الطن الواحد من خمسة ملايين ليرة سورية.


مازوت الشوارع يحرق الجيوب، والمأكولات الساخنة حل أيضاً

تشهد المحافظات السورية انتشاراً لظاهرة بيع المازوت في الشوارع، بأسعار خيالية وصلت في معظم المحافظات إلى 20 ألف ليرة للتر الواحد، وبالتالي تلجأ الأمهات الى الاعتماد على مأكولات تساهم بمنح شعور بالدفء خلال الشتاء، حيث تروي (خولة 55 عاماً) لـشام اف ام "أنها تعتمد خلال الشتاء على شوربة العدس والكشك الذي تُحضره منذ الصيف، ليكون موجوداً، في أيام البرد القاسي".


(سوسن 40 عاماً) تذهب باتجاه الحلويات الشعبية ذات السعرات الحرارية العالية، مثل "المشبك والعوامة"، فيما يعتمد (حاتم 35 عاماً) على الأغطية والبطانيات، لمواجهة البرودة الشديدة في منطقة التل بريف دمشق، بينما سيمضي الشاب العازب (علاء 26 عاماً) معظم وقته في مكان عمله، حيث تتوافر مدفأة كهربائية يمكن استخدامها خلال فترة عمله الطويلة.

100 ألف ليرة ليوم دافئ!

كشف أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة لـ"شام إف إم" عن وجود إقبال على المدافئ التي تعمل على الكحول رغم خطورتها وأسعارها المرتفعة، مشيراً إلى أن هذه المدافئ غير حاصلة على شهادة أمن صناعي من وزارة الصناعة.

وقال حبزة إن اعتماد المواطن هذا الشتاء سيكون على التدفئة الذاتية من خلال ارتداء الملابس السميكة والبطانيات، نظراً لارتفاع أسعار المازوت والحطب في السوق السوداء، حيث بلغ سعر كيلو الحطب وليتر المازوت قرابة الـ 20 ألف ليرة، حيث تحتاج العائلة لـ5 ليترات بشكل يومي بثمن 100 ألف ليرة، وبحسبة بسيطة تكون التكلفة الشهرية للتدفئة 3 ملايين ليرة سورية.

وأشار أمين سر جمعية حماية المستهلك إلى أن توزيع مخصصات مازوت التدفئة يتم بشكل بطيء، وهناك عائلات لم تحصل على مخصصاتها للعام الماضي، مبيناً أن الـ50 ليتراً من المازوت تكفي لمدة 20 يوماً فقط، داعياً لتدخل حكومي من أجل توزيع كميات كافية من محروقات التدفئة خلال فصل الشتاء.