43 عاما على اختفاء عالم الذرة المصري نبيل القليني

43 عاما على اختفاء عالم الذرة المصري نبيل القليني

شام إف إم - خاص 
«طن واحد من اليورانيوم يعادل ملايين الأطنان من الفحم وملايين براميل البترول»، هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليها عالم الذرة المصري الدكتور نبيل القليني من خلال أبحاثه الذرية والذي كان سببا في اختفائه منذ العام 1975 حتى يومنا هذا.
نبيل القليني المولود في تشرين الثاني من العام 1939 في مدينة المنصورة، تميز بدراساته التي أجراها بمجال علوم الذرة في كلية العلوم بجامعة القاهرة، الأمر الذي لفت انتباه إدارة الجامعة إلى القيمة العلمية الكبيرة لهذه العالم، ودفعها لإيفاده إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بعمل المزيد من الأبحاث والدراسات في مجال الذرة.
وبالفعل وكما هو متوقع من عالم مثل نبيل القليني حقق من خلال أبحاثه الذرية التي أجراها في تشيكوسلوفاكيا شهرة واسعة وتحدثت عنه جميع الصحف التشيكية، وخاصة بعد توصله من خلال أبحاثه إلى أن موارد الأرض من الفحم والبترول محدودة، وعمر استهلاكها يتراوح من 63 إلى 95 عامًا، ومن واقع خبرته الواسعة في دراسة الذرة، والتي حصل على الدكتوراه فيها من جامعة براغ، أثبت أن «طن واحد من اليورانيوم يعادل ملايين الأطنان من الفحم وملايين براميل البترول».

لكن المفاجأة وقعت في صباح 27 كانون الثاني من العام 1975، حيث تلقى القليني اتصالًا هاتفيًا في شقته، وبعد أن خرج من منزله، إلا لم يعد من جديد ولم يعرف أحدٌ أثرًا له، وظل الوضع على ما هو عليه حتى انتبهت إدارة كلية العلوم بجامعة القاهرة أن اتصالات «قليني» انقطعت بهم، وهنا أرسلت إلى نظيرتها «براغ» للاستفسار عن مصيره، وبعد تكرار المحاولات أجابت الأخيرة بأن العالم اختفى بعد تلقيه اتصالًا هاتفيًا بمنزله.
المثير في القضية هو كيفية معرفة جامعة «براغ» أن العالم المصري تلقي اتصالًا هاتفيًا في شقته قبل خروجه، وهنا تشير الوقائع إلى وقوف جهاز الموساد الإسرائيلي وراء الاختفاء، حيث كان يتمتع هذا الجهاز الاستخباراتي بأذرع طويلة في دول أوربا الشرقية، فمن المعلوم أن هذا الجهاز وعلى زمن رئيسة وزراء كيان العدو الإسرائيلي أسس مجموعة أطلق عليها اسم "المجموعة أكس" وألحقت به وحدة مختصة بالاغتيالات من جهاز الموساد بهدف التحري وجمع المعلومات عن العلماء العرب وخاصة علماء الذرة وتصفيتهم. 
مثل هذه القضايا لم تعد غريبة عن واقعنا العربي فطالما دأب كيان العدو على اغتيال واختطاف العقول العربية، وحرص منذ اغتصابه لأرض فلسطين التاريخية على عدم امتلاك العرب لأي تقنية حديثة وخاصة في المجال الذري، وتأتي الغارات التي نفذها كيان العدو على مراكز البحوث العلمية في سوريا خلال الأعوام الماضية مستغلا الحرب على سوريا في إطار هذا السعي، لإدراكه تماماً التهديد الوجودي الذي سيواجه في حال امتلكت سوريا مثل هذه التقنيات.