49 عاماً على رحيل أم كلثوم " كوكب الشرق"
ثقافة وفن
السبت,٠٣ شباط ٢٠٢٤
علي خزنه - شام إف إم
لم يكن ما خلدته " الست" صرحاً من الخيال ولا تكفي "ألف ليلة وليلة" لأرشفة وجمع ماخلدته "أم كلثوم"، قبل 49 عاماً رحلت "فنانة الشعب" عن عالمنا، وتحديداً في 3 شباط من عام 1975، إلا أنه ما زال صوتها خالداً في آذان عشاقها ومستمعيها، من خلال الإرث الكبير الذي تركته خلفها.
الست، كوكب الشرق، سيدة الغناء العربي، ثومة، شمس الأصيل، فنانة الشعب، تعددت الأسماء التي عرفت بها "أم كلثوم" فاطمة بنت الشيخ المؤذن إبراهيم السيد البلتاجي، ولدت في الدقهلية بالخديوية المصرية عام 1908 بحسب ما هو متداول عن السجلات الرسمية وتوفيت في القاهرة عام 1975، وولدت أم كلثوم لأسرة متواضعة، وكان والدها يعمل إماماً ومؤذناً لمسجد قريتهم، ووالدتها ربة منزل.
في أحد الأيام سمعت الست والدها يعلم أخيها خالد القصائد والموشحات، ومع تكرار ما كانت تسمعه من أبيها لأخيها، حفظت وبدأت بتقليد والدها أثناء لعبها، وعندما سمع والدها صوتها وقوته انبهر، فطلب منها الانضمام لدروس الغناء مقابل حصولها على طبق من حلوى المهلبية، وكان هذا بمثابة أول حفل تغني فيه "كوكب الشرق" قبالة خمسة عشر طالباً يتعلمون القصائد والوشائح، وهنا كانت بدايتها، واستمر والدها في تدريبها إلى أن اشتهرت في القرية والقرى المجاورة وبدأت بالغناء هناك.
ذات مرة سمع بها عز الدين يكن باشا ودعاها لإحياء ليلة غنائية في القاهرة وانبهر الحاضرون بصوتها، وكان تلك أول زيارة لها إلى القاهرة، وتكررت عدة مرات بعدها.
عام 1924 سمع الملحن محمد القصبجي بأم كلثوم وفخامة صوتها، وهنا كانت البداية الحقيقية لها حيث تولى تدريبها وتعليمها المقامات الغنائية ولاحقاً العود وبدأ يلحن أغاني خاصة بها، وعام 1926 كون القصبجي فرقة موسيقية خاصة بأم كلثوم، وعام 1928 غنت " إن كنت أسامح وأنسى الآسية" للقصبجي وحققت الأسطوانة حينها أعلى نسبة مبيعات وبدأت تنافس أكبر مطربتين في ذلك العصر وهما منيرة المهدية وفتحية أحمد وأيضاً بدأت تنافس محمد عبد الوهاب، واستمرت في شهرتها وعظمتها وكانت أول من غنى في الإذاعة المصرية في افتتاحها عام 1934.
لا يمكن لـ "ألف ليلة وليلة" مقبلة أن تكفي للحديث عن عظمة أم كلثوم وأرشفة ما خلدته مسيرتها الفنية التي ما زال صوتها خالداً في آذان محبيها من خلال الأغاني التي غنتها، مثل "سيرة الحب" و "أنساك" و "عودت عيني" و "أنت عمري" و "إسأل روحك" والكثير من الأغاني.
وغنت أم كلثوم الكثير من القصائد باللغة الفصحى مثل "رباعيات الخيام" و "الأطلال" و"عصي الدمع" و "وقف الليل"و "أغداً ألقاك"، كما حاولت كوكب الشرق تسجيل القرآن الكريم بصوتها إلا أن الأزهر الشريف وقف في وجهها حينها، إلا أنها تلت بعضاً من الآيات من "سورة إبراهيم" خلال تمثيلها في فيلم "سلامة" وغنت الكثير من القصائد الدينية من أهمها "نهج البردة".
وإضافة للأغاني العظيمة التي غنتها الست، يوجد في مسيرتها الفنية ستة أفلام سينمائية غنائية وهي " وداد" و "نشيد الامل" و "دنانير" و "عايدة" و "سلامة" و "فاطمة".
توفيت "ثومة" قبل أن تؤدي أغنية بمناسبة حرب أكتوبر من كلمات الشاعر صالح جودت، وألحان رياض السنباطي، حيث بدأت صحتها تسوء عام 1971 وانقطعت عن تقديم الحفلات، وآخر ما غنته أغنية "ليلة حب" عام 1972، وصارعت الست مشاكل في كليتيها قبل وفاتها عام 1975، وفي يوم 3 شباط عند الرابعة مساء توفيت عن عمر يناهز 76 عاماً بسبب قصور في القلب.
وكانت الست اشتهرت بالكثير من الإكسسوارات التي أصبحت علامة مميزة لها كالنظارة والعقد المكون من أكثر من 1500 حبة لؤلؤ والمنديل الذي كانت تستخدمه.