70 مصاباً بالجذام منهم 31 غير سوريين يعيشون في "قرية"

يعيش نحو سبعين شخصاً في مصح الوليد في دوما والمخصص لمرضى الجذام في سورية في مجتمع أقرب ما يكون إلى القرية الصغيرة بعد أن خلف المرض تشوهات على أجسادهم. مدير صحة ريف دمشق حسن جبه جي الذي شبه المصح بالقرية الصغيرة والتي بنى فيها القاطنون في المصح منازل صغيرة أوضح أن عدد النزلاء في المصح نحو 70 منهم 29 لبنانياً وقطري وأفغاني والباقي سوريون ومنهم من أصيب بالمرض منذ عشرات السنين وخلف لديهم عقابيل من تشوهات وسواها والأمراض التي يعانون منها هي عقابيل لمرض الجذام.
جبه جي الذي يتبع المصح لمديريته أوضح أن المقيمين في المصح يتلقون الخدمات الصحية والعلاج بأنواعه إضافة إلى المعالجة السنية، كما يتم تقديم مبلغ مالي للمقيمين في المصح وفق عدد الأفراد في الأسرة ويصل إلى نحو 1700 ليرة سورية للشخص الواحد شهريا وبالتالي يصل المبلغ الشهري لبعض الأسر في المصح إلى نحو 12 وحتى 14 ألف ليرة سورية إضافة إلى تقديم 150 ليتر مازوت شهرياً بالسعر المدعوم للمازوت والبالغ 9 ليرات سورية لليتر الواحد.
وزير الصحة رضا سعيد زار المصح برفقة ممثل من وزارة الشؤون الاجتماعية وشدد خلال الزيارة على أهمية إجراء دراسة اجتماعية لتحديد الاحتياجات الحالية للمرضى المقيمين في المصح وبشكل عاجل وبما يضمن تحسين أوضاعهم المعيشية، وأكدت مصادر في الوزارة أن الدراسة سيتم التحضير لها خلال شهر.
سعيد أكد أهمية تكليف فريق طبي متعدد الاختصاصات يعمل على إعداد مسح صحي شامل لجميع النزلاء بغية التعرف إلى حالتهم الصحية واحتياجاتهم الدوائية لافتا إلى أن وزارة الصحة ستسعى بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى إشراك الجمعيات الأهلية الناشطة في المنطقة وأخذ دورها بما يكفل تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية.
وينص المرسوم التشريعي رقم 297 لعام 2000 على منح مرضى الجذام وزوجاتهم وأولادهم المقيمين معهم في مصح الوليد بمحافظة ريف دمشق المستحقين لأقومة الطعام والإكساء والأرزاق بموجب أنظمة وزارة الصحة النافذة بهذا الشأن بدلا نقديا يعادل تلك الأقومة.
إهمال العلاج يؤدي للتشوهات
وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنه وفي مطلع عام 2009 بلغ العدد الإجمالي للحالات المُبلّغ عنها في 121 بلداً 213036 حالة، على حين بلغ عدد الحالات الجديدة التي تم الكشف عنها في عام 2008 زهاء 249007 حالات. كما انخفض عدد الحالات التي اكتُشفت على الصعيد العالمي بنحو 9126 حالة (أي بنسبة 4%) خلال عام 2008، مقارنة بعام 2007، وعلى مدى الأعوام العشرين الماضية شُفي أكثر من 14 مليوناً من مرضى الجذام، علماً أن أربعة ملايين منهم شُفوا منذ عام 2000 وانخفض معدل انتشار المرض بنسبة 90٪ أي من 21.1 لكل 10000 ساكن، إلى أقل من 1 لكل 10000 ساكن في عام 2000، كما حدث انخفاض هائل في العبء العالمي للمرض: من 5.2 ملايين حالة في عام 1985 إلى 000 805 حالة في عام 1995 وإلى 753000 حالة في نهاية عام 1999 وإلى 213036 حالة في نهاية عام 2008، وتم القضاء على الجذام في 119 بلداً من بين 122 بلداً كان هذا المرض يمثل فيها مشكلة من مشاكل الصحة العمومية في عام 1985، كما لم تُسجّل، حتى الآن، أي مقاومة حيال المعالجة المتعدّدة الأدوية، وتتركّز الجهود التي تُبذل حالياً على التخلّص من الجذام على المستوى الوطني في بقية البلدان التي يتوطنها المرض، وعلى المستوى دون الوطني في البلدان الأخرى.
طبياً فإن الجذام ليس من الأمراض القاتلة، لكن إهمال علاجه قد يؤدي إلى تشوهات ربما تشمل اليدين والقدمين، وينتج الجذام عن الإصابة ببكتريا عضوية الشكل تسمى «المتفطرة الجذامية» وتحدث الإصابة أو العدوى بالمتفطرة الجذامية أساساً في الإنسان، ولكنها لوحظت أيضاً في الشمبانزي وقرد المانجابي، ولا يعرف العلماء والأبحاث كيفية انتقال البكتريا، في حين أشارت تقارير إلى حدوث إصابات عن طريق التلامس الجلدي.
أما أعراض الجذام فهي تظهر عادة بعد الإصابة بفترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات. وتشمل الأعراض الرئيسية للجذام لطخات جلدية بيضاء أو حمراء تشبه لطخات البرص، تسمى «الآفات الجلدية» وفقدان الإحساس في مناطق اللطخات الجلدية، وتغلظ الأعصاب وقد يتغلظ الجلد أيضاً، وتظهر عقد (انتفاخات) داكنة في أجزاء متعددة من الجسم وقد تكثر في الوجه وتتدرج بين كبيرة وصغيرة، وفي معظم الحالات تصاب الأعصاب بتلف شديد في حالة عدم علاج المرض، وينتج عن ذلك ضعف اليدين والقدمين والتواء أصابع اليدين والقدمين إلى الداخل. وعند دخول المتفطرة الجذامية إلى العين يحدث التهاب مؤلم يسمى (التهاب القزحية)، وفي الحالات الحادة تسبب البكتريا العمى.
وللجذام نوعان: الجذام الدرني ويسبب فقدان الأطراف، ومن الصعب جداً العثور على ميكروب الجذام في خزعة الجلد أو حتى خزعة الأنف أو عينة من إفرازات الأنف، وهذا النوع رغم خطورته على المصاب قليل الأثر على العدوى، أما النوع الثاني فهو الجذام ذو الورم الجذامي ويعتبر هذا النوع معدياً شديد العدوى.
ولم يتوصل العلماء بعد إلى لقاح فعال ضد الجذام يمكن الاعتماد عليه، ولكن هناك عقاقير يمكنها إيقاف تقدم المرض ومنع انتقاله من المصاب.
شام نيوز- الوطن