7813 حالة جديدة لمرضى السرطان في سورية منذ بداية عام 2024 وحتى نهاية شهر أيلول

7813 حالة جديدة لمرضى السرطان في سورية منذ بداية عام 2024 وحتى نهاية شهر أيلول

رزان حبش – شام إف إم

أقامت وزارة الصحة والبرنامج الوطني للتحكم ‏بالسرطان الورشة الوطنية للتخطيط الإستراتيجي لمواجهة ‏السرطان 2025-2030 الثلاثاء الماضي بدمشق، واستمرت لـ 3 أيام.

وقد بيّن رئيس شعبة أورام الثدي ومعاون مدير عام مشفى البيروني د. محمد العواك لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن هذه الورشة هي الأولى من نوعها تحت عنوان "معاً نحو عام 2030" والتي تُقام بهذه الفكرة والحضور والفعاليات من مختلف الكوادر والخبرات والتمثيل الحقيقي للمنظومة الصحية في سورية.

وتمثّلت فكرة الورشة وفقاً للطبيب العواك أن التخطيط بشكل جماعي لمدة 5 سنوات، حيث لا يمكن أن ينعكس كل شيء ويُنفذ بشكل مباشر، بل المطلوب هو وضع رؤية استراتيجية لاستطاعة كل مؤسسة وفقاً لقدراتها، بحسب أهداف البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان.

وتميزت هذه الورشة بشمولية تمثيل مختلف الجهات المشاركة، حيث لم تكن تنعكس أهداف الورشة إلا على بضعة جهات ترتبط بوزارة واحدة فقط على سبيل المثال.

كما ذكر د. العواك أن خطط الورشة وُضعت للخمس سنوات القادمة لأن كل ما يمكن أن ينتج عنها من مقترحات قد يكون لها أثر مالي أو أثر تشريعي ناظم، كفكرة التعاقد مع فنيي أشعة للعلاج الشعاعي والتي لا يمكن أن تتم في الوضع التشريعي الحالي بشكل مباشر، حيث يمكن أن يشكل ذلك مقتراحاً مستقبلياً.

وأوضح معاون مدير عام مشفى البيروني أن اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان هي المشرفة على الآلية الناظمة وأهداف البنامج الوطني للتحكم بالسرطان، ولكن عند ظهور المخرجات والمحاور التي ستعمل من خلالها معظم الهيئات، فإنها تنتقل الفكرة الاستراتيجية إلى خطط تنفيذية سنوية، وبناءً عليه سيكون هناك مسؤولون على مستوى كل جهة لتنفيذ هذه الخطط.

أما حول واقع مرض السرطان في سورية قال د. العواك إن العدد السنوي لحالات السرطان الجديدة في سورية تعادل 15 ألف حالة سنوية، وهو رقم لا يمكن اعتباره مرتفعاً بقدر ما يجب الإضاءة عليه، وذلك بسبب ارتفاع الوعي للكشف المبكر وانتشار المراكز الطبية في مختلف المناطق، ما أدى لزيادة توثيق هذه الحالات.

وأشار د. العواك إلى أن نسبة الشفاء من السرطان في سورية تختلف وفقاً للحالة الورمية، فنسبة الشفاء من سرطان الثدي تعتبر عالية، على عكس أنواع أخرى من السرطانات سريعة الانتشار كسرطان الرئة أو الجلد الذي يكون حادّاً وعدوانياً.

ونوّه معاون مدير عام مشفى البيروني أن عدد مرضى الأورام في المشفى منذ بداية العام وحتى 31 آب 2024 بلغ 6809 حالات من المرضى الجدد، بينما ارتفعت الحالات خلال الشهر الذي يليه أي حتى 30 أيلول إلى 7813، ما يعني أن هناك معدل شهري بين الـ 800 والـ 1000 حالة.

كما لفت د. العواك إلى أن المشفى يُقدم الخدمات الشعاعية التي يتميز بها مركز البيروني لوجود 4 أجهزة كوبالت و4 أخرى مسرعات خطية في قسمي المزة وحرستا مركزي التشخيص والعلاج الشعاعي.

وتم حتى نهاية شهر آب تطبيق 66 ألف جلسة شعاعية، وارتفع ذلك إلى 71 ألف ومئة جلسة حتى نهاية أيلول الماضي، ومن المتوقع الوصول إلى عدد 100 ألف إلى 110 آلاف خلال الشهر الجاري والشهرين المقبلين حتى نهاية العام.

وأضاف معاون مدير عام مشفى البيروني أن عدد الجرعات التي قدمها مشفى البيروني وصل إلى 68 ألف و700 جرعة بمختلف أنواعها (كيماوية، بيولوجية، هرمونية، أو حب فموي) حتى نهاية شهر أيلول 2024، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تعتبر كبيرة ومهولة بالنسبة لكونها مقدمة من مركز واحد.

بالإضافة إلى ذلك كشف د. العواك عن وجود خطط تطويرية يمكن أن تبصر النور قريباً في المناطق الشمالية الشرقية في أحد مشافي حلب، وسيتحول إلى مشفى ورمي بالكامل.

ومن جهة أخرى قال الطبيب العواك إن انتشار أنواع معينة من الأورام السرطانية يمكن أن تنتشر في مناطق أكثر من غيرها، وذلك بسبب اختلاف العوامل البيئية والاجتماعية، كانتشار سرطانات الغدة الدرقية في جبال طرطوس والسويداء، ويمكن أن يعود ذلك إلى عوز الأجسام في هذه المناطق إلى عناصر معينة كاليود ما يُشكّل أهبة استعدادية لديهم لتضخم الغدة الدرقية والتي يمكن أن تتطور فيما بعد إلى ورم.

 وكذلك لُوحظ من خلال الإحصائيات التي تمت مناقشتها خلال الورشة أن محافظة القنيطرة لديها عدد مرتفع من الإصابات الورمية، وذلك يعود إلى أن عدد سكان المحافظة ليس كبيراً بطبيعة الحال، ولذلك فإن نسبة الأورام تظهر بشكل واضح.

وبيّن د. العواك أن سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الرئة لدى الذكور هي أكثر أنواع الأورام انتشاراً في سورية، ويأتي بعدها تباعاً سرطان الرئة بشكل عام وسرطان القولون.

فيما لفت رئيس شعبة أورام الثدي في مشفى البيروني إلى أن البلاد لا تزال تحتفظ بمجانية العلاج لكل أنواع السرطان ولكل المواطنين وفي كل المراكز العلاجية وفي جميع مراحله بدءاً من التشخيص وحتى العلاج، وذلك بمرسوم من الرئيس بشار الأسد.

وعلى الرغم من ذلك فإنه يمكن مواجهة نقص ما في البروتوكول العلاجي، أو عطل في أحد الأجهزة التي تتطلب إصلاحاً من الخارج ما يؤدي إلى الانتظار لأشهر قبل إصلاحه، وذلك نتيجة الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له سورية.

ومن الأمور أيضاً التي تناولتها الورشة، تحدث د. العواك عن وجود سجل وطني حقيقي للسرطان يعتمد على السكان، وهو عبارة عن إحصائية دقيقة في كل الأماكن التي يتم فيها تشخيص أي حالة سرطان سواء في عيادة طبية أو مخبر تشريح مرضي، أو في المستشفيات العامة والخاصة، ما يُشكّل قاعدة بيانات واسعة، وهو أمر موجود في كل أنحاء العالم، وقد تم البدء فيه ضمن البلاد.