أول مكتبة متنقلة في الجزائر تطلقها دار الحكمة للنشر

 

أطلقت دار الحكمة للنشر والترجمة والتوزيع أول مكتبة متنقلة في الجزائر، وهو المشروع الذي بإمكانه تلبية مجموعة من الحاجات الثقافية والمعرفية في المشهد الجزائري، المشروع الذي أعطى إشارة انطلاقة مدير دار الحكمة أحمد ماضي رفقة مجموعة من الإعلاميين والمثقفين، أكد في لقاء صحفي أن المكتبة المتنقلة مهمتها ليست المطالعة ولكن توفير الكتاب وإصاله الى المناطق المعزولة من الجزائر، والتي تفتقد إلى المكتبات ويجد سكانها أنفسهم مضطرين إلى الانتقال إلى المدن الكبرى أو المعارض الدولية للحصول على الكتاب.

وحول الدوافع والأهداف التي تصبو إلى تحقيقها دار الحكمة من هذا المشروع، قال ماضي بأنه جاء سعيا من دار الحكمة إلى توفير خدمات ثقافية تناسب التطورات الجديدة للمجتمع وإدراكا منها للرهانات الكبرى التي يشكله الكتاب العمود الفقري للثقافة، ورغبة منها في المساهمة في التقليل من سقف قلة المقرؤية المرتفع، وتجاوبها مع أهداف برامج دعم الثقافة الجزائرية، التي أقرتها الحكومة، واستجابة لنداء الواجب الذي تفرضه مهنة دار النشر، وتحملا لمسؤولياتها التاريخية تجاه المجتمع، وتطلعا منها إلى تأسيس صناعة حقيقية للكتاب تسهم في التنمية الوطنية، وتنفيذا لإستراتيجيتها القائمة على ضرورة المساهمة في توزيع الكتاب، وإيصاله إلى كل مناطق الوطن. ومسايرتها للأنماط الحديثة في الترويج للمعرفة والتعريف بالثقافة وتقديم خدمات مكتبية متحضرة .

وفي هذا الإطار حدد ماضي مهمة المكتبة المتنقلة في المحاور الكبرى والمتمثلة في إيصال الكتاب إلى المواطن الجزائري في كل المناطق، وبالذات المعزولة منها، وأنها مفتوحة أمام جميع الناشرين الذين يرغبون في توزيع كتبهم ووضعها في متناول القارئ الجزائري، باعتبار المكتبة مساهمة من دار الحكمة لحل مشكلة التوزيع التي يعاني منها الكتاب الجزائري، وأضاف ماضي بأن المحور الثاني في مهمة المكتبة المتنقلة هو تنظيم نشاطات ثقافية جوارية، عن طريق البيع بالتوقيع للكتاب والمؤلفين، وذلك في الفضاءات العمومية وتقريب الكتاب من الجمهور العريض والابتعاد عن الفضاءات المغلقة التي أصبحت لا تجلب إليها الجمهور. وهو البعد الذي يجب أن تهتم به دور النشر باعتبارها صانعة الفكر ومنتجة للمعرفة وعليها أن تجد من الوسائل ما يمكنها من الوصول إلى الجمهور.

ومن المحاور الكبرى التي أشار إليها ماضي المحور الإعلامي باعتبار الإعلام الحليف الاستراتيجي لدور النشر، من أجل التعريف بالكتاب وتحسين علاقة المواطن بالقراءة، وخلق فضاءات الحوار والنقاش بين جميع الفاعلين في المجتمع.

وقد أشار الدليل الإعلامي المرفق للمكتبة المكتبة المتنقلة، باعتبار المكتبات المتنقلة منذ ظهورها وسيلة متقدمة ونمطاً متطوراً لإيصال الخدمة المكتبية إلى المناطق النائية والمعزولة وسواها من المناطق الأخرى، وقد اتجهت المكتبات العامة إلى إيجاد هذه الوسيلة لتتمكن من خلالها الاتصال بمثل هذه التجمعات السكانية والقرى النائية لنشر الوعي الثقافي، وقد يطلق على هذه المكتبات تسميات أخرى مثل المكتبة الرحالة ومكتبات المعارض أو العرض، والمكتبات المتجولة، وقوافل الكتب ، وصناديق الكتب وغيرها.

وقد تعددت وسائل النقل المستخدمة من السيارة أو العربة أو الزوارق في مناطق البحيرات، ولكن الوسيلة العامة في تقديم هذه الخدمة هي السيارة.

إلا أن المكتبة المتنقلة لدار الحكمة لا توفر الخدمات الكلاسيكية لهذا النوع من المكتبات مثل المطالعة ومعرفة آخر الإصدرات ولكنها توفر خدمات أخرى في مقدمتها خدمة امتلاك الكتاب والمساهمة في إيصاله إلى القارئ بالسعر المعقول لتجنبه عناء التنقل الى المدن الكبرى وتوفر له خدمات مكتبية طول العام دون أن ينتظر مواعيد معارض الكتاب الوطنية والدولية. ولكن في شكل أنيق وبطريقة محترفة .

اما حول خصائصها فأكد الدليل الاعلامي بانها تتلخص فيما يلي:

*- المكتبة هي شاحنة من الحجم المتوسط يمكنها التنقل بسرعة معقولة والتوقف في الامكان الضيقة دون ان تتسبب في الازدحام أو تعرقل حركة المرور.

*- تم تصميمها بشكل أنيق بحث يثير اهتمام المواطن وجلبه اليها من خلال الألوان المستخدمة والتى تم تفضيل الفاتح منها وكذا الصور والعبارات المكتوبة.

*- تتوفر على واجهة تمكن المواطن من الاطلاع على الكتب المعروضة والمتوفرة في المكتبة وذلك بهدف تسهيل الخدمات وتوفير المعلومات المطلوبة.

*- تتوفر المكتبة على شاشة كبيرة تعرض مختلف الأشرطة البصرية والتي تتضمن مواد إعلامية تساعد على توفير معلومات تساعد في الحث على القراءة إضافة إلى مواد ترفيهية تحقق نفس الأهداف.

*- تتوفر على أجهزة اتصالات بحيث تمكن الباحث على الكتاب من الحصول على المعلومات في فترة زمنية قصيرة وبالذات للباحثين والأكاديميين

*- يقوم على الخدمات المكتبية التي توفرها المكتبة مكتبيون متخصصون في هذا المجال ومحترفون بحيث يتمكن الجمهور من التعامل معهم بكل سهولة ويسر.

*- تتوفر المكتبة المتنقلة على بنك للمعلومات المتعلقة بدور النشر وإصدراتها وعناوينها والخدمات التي توفيرها، إضافة المطابع .

*- يساعد الموقع الالكتروني لدار الحكمة وكذا مواقع التواصل الاجتماعي من تواصل الجمهور مع إدارة دار الحكمة والحصول على المعلومات التي يحتاجها الطرفان.

*- تتوفر المكتبة المتنقلة على وسائل حديثة تمكنها من جمع المعلومات التى تساعد على خصائص المقرؤية ورغبات الجمهور وكذا مواضع الكتب المطلوبة في كل منطقة مما يمكنها من الحصول على خريطة للمقروؤية في الجزائر.

وعن أهدافها فجاء في الدليل بإنها:

*- المساهمة في توزيع الكتاب الجزائري وايصاله إلى المواطن في مختلف مناطق الوطن لتوفير خدمة مكتبية راقية وأنيقة ومسايرة للواقع.

*- العمل على رفع المستوى الثقافي وزيادة وعي المواطنين بالتطورات والأحداث التي تدور من حولهم وبالذات في مجال المعرفة التى يتضمنها الكتاب.

*- مساعدة سكان المناطق المعزولة والتى تفتقد إلى خدمات مكتبية من خلال تزويدهم بالكتب .

*- استثمار رغبة الإنسان الجزائري في القراءة من خلال توفير الكتاب وإيصاله اليه مهما كان المكان الذي يوجد فيه .

*- المساهمة في القضاء على ظاهرة تراجع المقرؤية في المجتمع والتي عادة ما يكون غياب الكتاب السبب الاكبر في ارتفاع معدلاتها.

*- المساهمة في نشر الوعي وتأسيس تقاليد ثقافية جديدة في أوساط المجتمع وغرسها في نفوس الإجيال الجديدة وبالذات حب القراءة وألفة اصطحاب الكتاب .

*- المساهمة في دعم الروابط الاجتماعية وتعزيز أواصر العلاقات الإنسانية من خلال اللقاءات التي يتم برمجتها مع الكتاب والمؤلفين في الفضاءات العامة .

وعن مميزاتها جاء:

*- تناسبها ورغبات المستفيدين من خدمات الكتاب في مختلف مجالات المعرفة.

*- توازنها في مختلف فنون المعرفة فهي تقدم كل أنواع الكتب ومختلف أحجامها ومواضيعها.

*- حداثة مصادرها فهي تسعى إلى توزيع الكتب وتراهن على الجديد من الإصدرات حتى تمكن القارئ من الاستفادة من الجديد في مجال الكتاب.

*- تجديدها بشكل مستمر فهي تجددها حمولتها وذلك وفق رغبات المناطق واهتمامات سكانها نتيجة الاستطلاعات التي يقوم بها القائمون عليها.