أيادي بيضاء للأغا خان ترسم ملامح جديدة لبعض بيوت دمشق

باقتراح من شبكة الأغا خان للتنمية بدأت الفكرة , وبرحابة صدر أتت الموافقة من الحكومة السورية .
و على أرض الواقع كان لمسنا للنتائج المُبهرة .
فقضية البيوت الدمشقية القديمة أرهقت كاهل محبيّ عراقة هذا البلد...
وعلى هذا كان التنفيذ الأولي لأعمال الترميم و إعادة تأهيل البيوت الدمشقية القديمة .وتحديدا منها المواقع ذات الطابع الثقافي و التاريخي
و افتتاح عمليات الترميم كان متزامنا مع الاحتفال السنوي للأغا خان المصادف لشهر تموز. وللمناسبة اقيم حفل استقبال في بيت نظام .
حضره الممثل المقيم للشبكة في سوريا السيد محمد مفضي سيفو و السيد غياث جرعتلي ممثل الحكومة السورية و عدد من رجال السلك السياسي و الدبلوماسي و المهندسين و حشد من المدعوين
و عن هذا الترميم أخبرنا السيد محمد سيفو الوزير السابق رئيس الأغا خان في سوريا بقوله:
((فكرة الاستفادة من البيوت القديمة و تحويلها لإرث ثقافي. هي من أفكار الشبكة وفي العالم كله و ليس سوريا فقط. واهمية الفكرة أتت من سعينا الدائم للحفاظ على الإرث الثقافي و استثماره اقتصاديا ))
خطط ما بعد الترميم و التأهيل كان السؤال الأهم في حوارنا فجاوب السيد سيفو بقوله:
((الاستثمار سيشمل بيت نظام , بيت سباعي, بيت القوتلي ,والمدرسة بينهما ,
بهدف تحويله لموقع استراتيجي هام جداً للاستثمار السياحي الثقافي الفندقي. فالبيوت ستبقى على حالها بجعلها بعد الترميم بيوت ضيافة واستقبال . وإقامة المناسبات الجيدة فيها واللائقة بقيمة هذه البيوت وأمّا المدرسة ستتحول لفندق))
حضور حفل افتتاح بيت نظام , كان كبيرا وشاملا لمحبي الفن الدمشقي القديم .
فالدكتور صائب نحاس عبر عن عشقه لعراقة دمشق بقوله :
(( ما يحدث أكثر من مهم. فمن خلال إعطائنا الآثار حقّها -عنايةً وترميم وتوضيب- سيعاد بالتالي الطابع الدمشقي إلى الواجهة . فدمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في العالم وواجبنا تجاهها, تقديم إثبات على عراقتها و تاريخها و مكانتها من خلال الاعتناء بهذه البيوت و أعادتها للحياة ))
و عن تفاؤله بالخطوة المهمة للأغا خان في حفظ تراث البيوت الدمشقية قال بهاء الدين حسن , عضو مجلس الشعب بقوله:
(( أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي أبدا. فنحن أضعنا تراث البيوت الدمشقية و التي كانت مشابهة تقريبا لهذا البيت,باستبدالها بالكتل الإسمنتية التي لا ترى النور ولا الهواء ,
فبيت نظام الدين يعتبر من الأوابد التاريخية الحقيقة لهذه المنطقة .والأغا خان مشكورة أعادت الحياة لهذه البيوت, و أناشد الحكومة الحفاظ على هذه البيوت و أن لا يكون الأمر مقتصرا على منظمات مثل الأغا خان و غيرها.))
- الإعجاب بمنجزات منظمة الأغا خان كان واضحا على الحضور و عبر عنه د.محمد حبش عضو مجلس الشعب بقوله :
((برأي شبكة الأغا خان التنموية نجحت في سوريا,لأنها تحمل رؤية واضحة .وهي فقط المشاريع التنموية ذات الصلة بالحضارة والتاريخ بالإضافة لخدمات المجتمع .ونحن في سوريا بحاجة لمثل هذا النوع من الشبكات المبرأة من السياسة والأهداف الربحية الاستراتيجية الكبرى والاستثمارية))
و من بين الحضور كان لنا لقاء مع محافظ درعا السيد الدكتور فيصل كلثوم الذي قال:
(( عملية الترميم التي تقوم بها الأغا خان مهمة جدا و لا تقتصر فقط على دمشق , فنحن في درعا مثلا ايضا لنا أعمالنا الترميمية المهمة و تحديدا منها ما يعنى بمنطقة بصرى الأثرية ))
بعد 15 عاما تقريباً على تواجد الأغا خان في سوريا ,لمسنالخدمات المهمة التي قدمتها المنظمة على صعيد التنمية بكل أنواعها,بالإضافة إلى تمكين المجتمعات المحيطة ضمن فلسفة الاستفادة من الإرث الحضاري,الثقافي لهذه المجتمعات