ارتياح إسرائيلي من قرار الجامعة العربية والمطالبة بالمزيد ضد سورية

لم يكد قرار الجامعة العربية يظهر إلى العلن في مؤتمر صحفي في القاهرة حتى سارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تغطيته في كل وسائلها المرئية والمكتوبة وتنافس المحللون الإسرائيليون على التعليق عليه وعرض الموقف الإسرائيلي المطلوب منه.. فثمة من رأى من المحللين في القناة الإسرائيلية الأولى أن قرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية وما رافقه من دعوة لسحب السفراء لمن يرغب من الدول فتح الباب على مصراعيه أمام حرب عربية خليجية بشكل خاص ضد سورية وأغلق باب أي احتمال في مخاض هذه الحرب أمام سورية لتهديد إسرائيل.
وتمنى بعض المحللين الإسرائيليين أن تسرع الجامعة العربية بالانتقال إلى مرحلة المشهد الثاني وتفرضه على سورية وهو التدخل العسكري حتى لو لم يكن بقرار من الأمم المتحدة لأن هذه الطريقة ستنقذ إسرائيل من صواريخ سورية على غرار ما حدث في ليبيا وانتهاء خطر صواريخها رغم أن القذافي تخلى عن معظمها سابقاً.
وفي صحيفة هآريتس يقول (تسفي بارئيل): إن الجامعة العربية تعرف أن قرارها بتعليق العضوية لسورية يهيئ للغرب فرصة للتدخل العسكري من الخارج وليس من الداخل فقط لكن بارئيل يضيف ويقول: (لكن الغرب سيتردد كثيراً في اللجوء إلى التدخل العسكري لأنه يخشى من عواقب تحوله إلى حرب إقليمية يقامر فيها على ما حققه من مصالح).
ويبدو أن القيادة الإسرائيلية تدرك أن قادة أميركا وأوروبا غير متشجعين من القيام بتدخل عسكري لأن اللعبة مع سورية تختلف وقد ينتج عنها تعريض جميع مصالح أميركا في المنطقة للخطر بما في ذلك مصالحها في الخليج الذي قد لا تتمكن من توفير الحماية له. ولعل هذا ما يشير إليه (بارئيل) في هآريتس حين يضيف: «إن الغرب يخشى من ظهور جبهة حرب واسعة ضد كافة حلفائه تفتحها إيران بدعم روسي صيني إضافة إلى التهديدات التي أعلن عنها حزب اللـه على جبهته مع إسرائيل».
ويعترف (بارئيل) أن «الجامعة العربية لا تملك كل أوراق اللعبة ضد سورية لأن موسكو وبكين تشكلان غطاءً دولياً مؤيداً لها».
ويخشى محللون آخرون من قيام واشنطن بالتلويح بالتدخل العسكري قبل حدوثه فتسارع طهران أو سورية نفسها أو حزب اللـه بشن هجوم على إسرائيل فتتورط إسرائيل قبل أن تقوم هي بشن الهجوم.. وفي يديعوت أحرونوت يقدر (روعي نحمياس) الموقف بعد قرار الجامعة العربية فيرى أن هذا القرار لن يكون له مفعول كبير على الوضع الداخلي السوري وأنه مجرد رسالة إلى أميركا وأوروبا بأن الجامعة تقدمت خطوة مهمة في التصعيد ضد سورية وبقي على الغرب استغلال الفرصة.
ويستنتج محلل آخر في صحيفة جروزاليم بوست أن تجاوز سورية لمضاعفات هذا القرار عليها وامتناع الغرب عن التصعيد ضدها بسبب الخوف من النتائج سيكشف حالة ضعف عربي أمام سورية وحلفائها وهو ما لم تضعه دول الخليج في حساباتها.
وفي واشنطن ثمة من يعتقد أن العالم العربي لن يعود إلى وضعه الذي كان عليه قبل عام 2011 وأن صراعاً داخلياً يتحرك فيه ولا يمكن التكهن بشكل مؤكد بنتائجه فثمة قادة يراقبون جميع الاتجاهات ويضعون جميع الاحتمالات لقضية أو هدف ما ثم لا يأخذونها بالحسبان وهذا ما يسمى الحماقة المدمرة.
والحقيقة أن واشنطن وبريطانيا وفرنسا يغريها اللجوء إلى الحل العسكري ما دامت الحرب تقع خارج دائرة مصالح الدول التي ثبتت مصالحها فيها ثم تجد في النهاية أنها لم تستطع تحقيق الهدف أو معظم الأهداف فتخسر جزءاً من مصالحها السابقة.
هذا ما حدث لواشنطن وبريطانيا في العراق اللتين أجبرتا على الانسحاب منه ثم وجدتا أن إيران وسورية ازدادت قدراتهما ونفوذهما أكثر مما قبل احتلال العراق!؟