اعتراف دولي واسع بجنوب السودان

نالت دولة جنوب السودان السبت اعترافا دوليا واسعا بما في ذلك دول عربية, ووعودا بمساعدتها, بعدما كان السودان قد بادر الجمعة إلى الاعتراف بالدولة الجديدة قبيل إعلان انفصالها عنه رسميا.

وستصبح جمهورية جنوب السودان الدولة العضو 193 في الأمم المتحدة, كما يفترض أن تنضم إلى الاتحاد الأفريقي. وكان السودان قد حرص على أن يكون أول من يعترف بدولة الجنوب, وهو الاعتراف الذي أعلنت عنه الخرطوم رسميا الجمعة.

لكن الخرطوم حرصت في المقابل على التأكيد على أن اعترافها بدولة الجنوب لا يشمل المناطق المتنازع عليها, وفي مقدمتها منطقة أبيي الغنية بالنفط التي لم يتوصل الطرفان بعد إلى اتفاق يحدد وضعها النهائي.

وقد حضر الرئيس السوداني عمر البشير مراسم إعلان جمهورية جنوب السودان في جوبا, وهنأ قيادة الدولة الجديدة. وقال البشير إن إرادة شعب الجنوب ينبغي أن تحترم, وأبدى استعداد بلاده لدعم دولة الجنوب في إقامة مؤسساتها, وتقديم الخبرات اللازمة لها في هذا الصدد.

 
وسارعت القوى الغربية من جهتها  إلى الاعتراف بدولة جنوب السودان, ووعدت بمساعدتها.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض "بعد كفاح طويل لسكان جنوب السودان ترحب الولايات المتحدة بميلاد دولة جديدة".

وحث أوباما جنوب وشمال السودان على تنفيذ اتفاق السلام وحل النزاع بشأن أبيي، ودعا لإنهاء العنف في جنوب كردفان.

وفي كلمة ألقتها في جوبا نيابة عن أوباما, قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إن بلادها ستسعى لبناء دولة جنوب السودان, وستعمل على نشر الرخاء فيها.

 

وأعلن الاتحاد الأوروبي بدوره السبت في بيان باسم دوله السبع والعشرين اعترافه بالدولة الجديدة, وذكّر بأنه كان يقدم المساعدة لجنوب السودان منذ 2005 الذي شهد توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل.

وقال في بيان إنه سيعمل على بناء شراكة قوية وطويلة الأمد مع الدولة الجديدة التي دعاها في الوقت نفسه إلى إقامة مجتمع ديمقراطي تسوده التعددية السياسية. وشدد بيان الاتحاد الأوروبي على أن أحدث دولة في العالم ستحتاج إلى دعم دولي لتزدهر.

وفي بيانات ورسائل تهنئة متزامنة, اعترفت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكذلك سويسرا –وهي ليست عضوا بالاتحاد الأوروبي- بالدولة الجديدة, ودعت في الوقت نفسه إلى تسوية المشاكل العالقة بين جنوب السودان وشماله.


وفي هذا السياق تحديدا, عرضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مساعدة الدولة الجديدة, وقالت إن موضوع السودان سيكون على قمة جدول أعمال مجلس الأمن الذي ترأسه ألمانيا حاليا.

وقد حصلت دولة جنوب السودان أيضا على اعتراف من قوى دولية أخرى منها الصين –التي تعد أحد أكبر المستثمرين بالسودان- وأيضا من روسيا, والهند, والبرازيل, وتركيا.

كما نالت اعترافا من دول أفريقية بينها نيجيريا وكينيا وأوغندا, وكان الاتحاد الأفريقي قد قال في وقت سابق إنه سيكون في مقدمة المعترفين بدولة جنوب السودان.

الدول العربية
وكانت مصر أول دولة عربية –بعد السودان- تعلن اعترافها بدولة جنوب السودان. كما اعترف بالدولة الجديدة نظام العقيد الليبي معمر القذافي, والأردن.

وقال أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة العربية السبت إنه سيكون لدولة جنوب السودان "حق أصيل" في الانضمام إليها لأنها كانت جزءا من دولة عربية انقسمت إلى شطرين.