افتتاح معرض حوار الحضارات في المتحف الوطني بدمشق

افتتح في المتحف الوطني بدمشق مساء أمس معرض حوار الحضارات الذي تنظمه المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع منظمة اليونيسكو والوكالة الاسبانية للتعاون والتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو).
يتضمن المعرض 26 قطعة أثرية من عصور تاريخية مختلفة تبدأ من عصر البرونز مرورا بعصر الحديد والعصور الكلاسيكية وانتهاء بالعصر العربي الإسلامي وعهوده, ومن أهم القطع الأثرية المعروضة الأبجدية السورية وأوان تحمل تأثيرات مصرية وأخرى قبرصية وتماثيل للمرأة التدمرية ومعروضات من الفخار والحجر والطين والخشب والخزف ومخطوطات مكتوبة بالخط العربي.
وتتحدث الآثار المعروضة التي تم اكتشافها جميعا في سورية عن العالم القديم والحضارة السورية التي تمتعت بموقع استراتيجي مكنها من التواصل مع حضارات المنطقة القديمة.
وأشار الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة في كلمة له خلال افتتاح المعرض إلى أن المعرض يؤكد الرسالة التي حملتها سورية منذ القدم في احتضانها للحضارات المتعاقبة وقال: إن سورية تشكل لوحة من موزاييك التفاهم والتسامح والمحبة وتتكامل مع اللوحة العالمية الشاملة للإنسان.
وأوضح الدكتور عصمت أن المعرض بما يضمه من آثار وشواهد يدل على حوار الحضارات الذي يمثل شعار سورية في تلاقح هذه الحضارات وتثاقفها يغني الإنسانية ويجلب للمجتمعات مزيدا من الاستقرار والرفاهية.
من جانبه لفت الدكتور بسام جاموس مدير الآثار والمتاحف في كلمته إلى ما يضمه المعرض من لقى أثرية مكتشفة في سورية التي شهدت على مر العصور نهوض العديد من المدن القديمة بفضل موقعها الجغرافي بين قارتي آسيا وإفريقيا وإطلالتها على منطقة البحر المتوسط وتحكمها بطرق التجارة القديمة ما جعل منها نقطة احتكاك وتواصل وجسراً يربط اقتصاد وثقافات شعوب عديدة.
بدوره قال الدكتور نضال الحسن أمين اللجنة الوطنية السورية لليونيسكو: إن الجهد والعطاء السوري أسهم بإغناء الحضارة البشرية وإنارة درب مستقبلها منوها بأهمية المتحف الوطني بما يتضمنه من اللقى والمكتشفات الأثرية التي أبدعتها مخيلة الإنسان السوري وجسدتها يداه على مدى القرون الطويلة.
من جانبه أكد الدكتور عبد المنعم عثمان ممثل المدير العام لليونيسكو ومدير مكتب اليونيسكو للتربية في الدول العربية, أهمية هذه المعروضات المختارة من لكونها فكرة نافذة على الطرق المتعددة لمختلف الثقافات والحضارات في ترك آثارها الملحوظة في تاريخ سورية والتي لعبت دورا حاسما في نقل المعرفة والتقنيات بين المتوسط وبلاد ما بين النهرين.
كما قالت منى المؤذن أمينة المتاحف في سورية: إن اختيار سورية كواحدة من خمس دول لاحتضان هذه الفعالية الثقافية بالتعاون مع اليونيسكو يأتي تقديرا لدورها العالمي وتأثيرها الفاعل في تجسيد حوار بين مختلف الحضارات الإنسانية وغناها بالموروث الثقافي والمعرفي المتنوع والأصيل.
حضر الافتتاح السفير الاسباني بدمشق خوليو البي وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في سورية ومجموعة من الخبراء الآثاريين السوريين والأجانب.
يشار إلى أن المعرض يستمر حتى شهر آذار القادم.