الاعتماد على الرضاعة الطبيعية فقط لتعذية الأطفال أمر خاطئ

الرضاعة الطبيعية لا تكفي


اكتشفت دراسة بريطانية خطأ برامج التغذية الصادرة من منظمة الصحة العالمية، والتي تنصح الأمهات بالاعتماد على الرضاعة كمصدر تغذية وحيد خلال الستة أشهر الأولى من حياة أطفالهم، ولكن يبدو أن هذا البرنامج الذي تمّ وضعه عام 2001 سوف يتغيّر بعد نتائج هذه الدراسة التي أجرتها أكثر من جهة علمية بريطانية مشهودًا لها بالثقة والدقة العلمية، ونشرت في الجريدة الطبية البريطانية.

 


وتقول الدراسة التي شاركت فيها جامعات أدنبره وبرمنغهام إلى جانب معهد لندن لصحة الأطفال إن الاعتماد بشكل كامل على حليب الأم لمدة ستة أشهر يزيد من احتمال إصابة الطفل بأنيميا نقص الحديد، وهو المرض الذي قد يتطوّر إلى مضاعفات عقلية وحركية ونفسية خطيرة. كما يؤدّي تأخير إدخال المواد الصلبة لغذاء الأطفال إلى زيادة إمكانية الإصابة بحساسية من بعض أنواع الطعام، وزيادة نسب التعرّض للأمراض الهضمية.

  


وتؤكد ماري فيرتويل من معهد لندن لصحة الطفل أن توصيّات منظمة الصحة العالمية تملك قدرًا كبيرًا من الاحترام والموضوعية، ولكنها تعتمد على حقيقة أن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية يُقلّل من فرص إصابة الأطفال بأي عدوى، وهو الأمر الذي يجب التعامل معه بمرونة طبقًا للمكان، فإذا كان التلوث وإمكانية العدوى خطرين كبيرين في الدول النامية يجعلان من الأفضل استكمال الأشهر الستة، فإن معدّلات التلوث المنخفضة في الدول المتقدمة تجعل تقليل هذه الفترة إلى أربعة أشهر فقط أمرًا أفضل، لأن احتمالية إصابة الطفل بأي عدوى منخفضة من الأساس.

  

وترفض فيرتويل اعتبار نتائج الدراسة معادية للرضاعة الطبيعية، بل على العكس فجميع المشاركين في الدراسة من مؤيدي الرضاعة الطبيعية والمؤمنين بفوائدها، ولكنهم فقط يبحثون عن الوقت المثالي لإدخال المواد الصلبة لغذاء الأطفال، ويرفضون التضليل الذي أدّى لانخفاض نسبة السيّدات البريطانيات اللاتي أدخلن نوعًا مختلفًا من الغذاء لأطفالهن من 85 في المائة عام 2001 إلى 51 في المائة عام 2005.

 


ولكن ردّ فعل الجمعيات المناصرة للرضاعة الطبيعية كان أعنف من المتوقع، فعمّت حالة من الغضب على الدراسة، حتى أن باتي راندل التي تُمثل إحدى هذه الجمعيات قد وصفت الدراسة أنها خطوة للوراء، بل واتهمت القائمين بها أنهم قد تلقّوا أموالاً من الشركات التي تصنع أغذية الأطفال ليقوموا بإعلان مثل هذه النتائج!

 


ورفضت ماري فيرتويل هذه الاتهامات، مؤكدةً أن الدراسة تمّت بتمويل من جامعات ومعاهد بحثية، وأنها تدعو لاستخدام الأغذية الطبيعية ولا تروّج لأي أغذية مصنعة، وإن كانت هناك استعانة ببعض شركات أغذية الأطفال، فإن الأمر قد اقتصر على استشارة بعض خبراء التغذية العاملين بهذه الشركات.

 


وقد قامت وزراة الصحة البريطانية بيانًا جاء فيه أن الوزارة ستقوم بدراسة النتائج وبحث إماكنية تطبيقها على برامج التغذية الخاصة بها، ولكنها نصحت الأمهات بالاستمرار مؤقتًا على برنامج التغذية القديم، وعدم تقديم أي أغذية صلبة للأطفال قبل سن ستة أشهر دون استشارة الطبيب.

 

وكالات