الحلقي يؤكد أهمية دور المثقفين

أكد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء أهمية دور المثقفين والأدباء والمفكرين العرب في فضح ما يحاك ضد الأمة العربية جمعاء من مؤامرات تستهدف تفتيت البلاد العربية ونهب ثرواتها وتخريب النسيج المجتمعي العربي مشيراً إلى أهمية قيام المثقفين العرب بكشف طبيعة هذه المؤامرات وآليات عملها داخلياً وخارجياً من أجل التصدي لها وهزيمتها.

وبين الدكتور الحلقي خلال لقائه أمس وفداً من الشخصيات الثقافية والأدبية العربية المشاركة في فعاليات ندوة الحوار الوطني من أجل سورية أن مشاركة المثقفين العرب تعبير صادق وأخوي عن وقوفهم إلى جانب سورية وطناً وشعباً وتفهمهم لما يجري من هجمة أمريكية صهيونية شرسة تحاول تدمير آخر قلاع الصمود والمقاومة في المنطقة العربية مشيداً باهمية هذه الندوة الحوارية التي جمعت المحبين والمخلصين والأوفياء لسورية وما ساد فيها من لغة حضارية وعقلانية شفافة تخاطب العقل والضمير والوجدان من أجل إنقاذ سورية وإعادة اللحمة الوطنية والأمن والاستقرار اليها.

وثمن الحلقي مواقف المثقفين العرب في فضح حقيقة المؤامرة التي تتعرض لها سورية ووقوفهم إلى جانب الشعب والدولة في سورية للخروج معا منتصرين.

وقدم الحلقي خلال اللقاء عرضاً لما قامت به الحكومة على صعيد تنفيذ بنود مراحل تنفيذ البرنامج السياسي لافتاً إلى أن الحكومة جادة وبإخلاص للوطن والشعب في إنجاح عملية الحوار ولا تريد أن تقصي أحداً وأن البرنامج السياسي سيطبق بنيات صادقة وحسنة من أجل إنقاذ وطننا وذلك من خلال الوصول إلى رؤى وقواسم مشتركة تعزز عملية الحوار تحت سقف الوطن والخروج جميعاً منتصرين.

وأوضح الدكتور الحلقي أن الحكومة تسعى بالتوازي إلى فرض الأمن والاستقرار على الأراضي السورية كافة ومواجهة الغزو الثقافي والإعلامي الذي ينشر القتل والظلام ويشوه الحقائق.

20130225-210819.jpg

وبالنسبة للوضع الاقتصادي بين رئيس مجلس الوزراء أنه بالرغم من الحصار الجائر واعتداء المجموعات الإرهابية على الممتلكات العامة والخاصة بما فيها المشافي ومحطات نقل الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية والبنى التحتية كافة إلا أن الحكومة مصممة على إعادة البناء والإعمار وتأمين المستلزمات المعيشية للمواطن ودفع عجلة التنمية قدماً إلى الأمام من خلال خطط وبرامج مستقبلية لإعادة الإعمار بعد النصر مؤكداً أن الاقتصاد السوري قادر على مواجهة كل التحديات ولدى الحكومة حزمة من الإجراءات الاقتصادية قادرة على تعزيز صمود واستقرار الليرة السورية.

من جهتهم عبر المثقفون العرب عن ثقتهم وإيمانهم العميق بأن سورية ستخرج منتصرة على أعدائها وستبقى قلب العروبة النابض والمدافع عن حقوق الأمة العربية جمعاء ومنارة ساطعة تضيء الحق العربي وتدافع عنه مؤكدين أن الثقافة الحقيقية هي ثقافة الانتماء للوطن والدفاع عنه.

حضر اللقاء الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة.

وأكد المفكر العربي يحيى أبو زكريا في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء أن المثقفين العرب على امتداد الوطن العربي يدركون التحديات التي تعترض وجود الأمة ورسالتها وأن الأزمة في سورية وضعت المثقف أمام صورة أوضح للصراعات في المنطقة وانتجت رؤية شاملة لخيارات الاصطفاف في معسكر المقاومة والرسالة العربية الحقيقية أو معسكر الارتهان للصهيونية ودعم مصالحها.

20130225-234948.jpg وأشار أبو زكريا إلى أن "واجب العرب المهتمين بوقف نزيف الدم في سورية دعم جهود الحوار ضمن ثوابت الهوية الوطنية السورية" والحفاظ على مكتسبات الشعب مؤكداً أن صمود الدولة السورية وانتصارها على المؤامرة وأدواتها نصر لكل العرب وأن "محاولات الإرهابيين من تفجيرات وبث رعب في الفترة الأخيرة ومحاولات الغرب تعطيل أي مشروع عربي نهضوي حضاري إعلان كامل لإفلاس المؤامرة".

بدورها قالت عضو المكتب السياسي في تيار المردة اللبناني فيرا يمين "إن ثقافة الانتماء للأرض والوطن أسهمت في صمود السوريين" وأنتجت حالة من التضحية للحفاظ على الهوية والكرامة بأي ثمن لتبقى سورية موحدة وتنهض من الأزمة الحالية أكثر قوة وقدرة على البناء.

20130225-235038.jpg

وأشار مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنور رجا إلى دور القيادات الفكرية والمثقفين في تعزيز ثقافة المقاومة والولاء للوطن وتكريس حالة شعبية في الوطن العربي تعيد النظر بتحديد أولويات الصراع ومواجهة المشاريع التي تستهدف وجود الإنسان العربي وحضارته وهويته.

من جهته قال الباحث والمفكر العربي المصري أشرف بيومي إن "انطلاق الحوار في سورية على كل المستويات يعيد الأمل بحل سريع للأزمة الحالية" لافتاً إلى أهمية دراسة الأوضاع في البلاد العربية في العامين الماضيين وتشكيلها الفكر السياسي في بعض المجتمعات العربية.

ندوة الحوار الوطني من أجل سورية تدعو المثقفين جميعاً لأن يمارسوا دورهم كاملاً في إعادة بناء الأخلاق وتنمية الوعي المجتمعي العام

وكانت ندوة "الحوار الوطني من أجل سورية" خلصت في ختام فعالياتها إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات التي تمحورت حول تفعيل وتجديد دور المثقفين السوريين عبر مراجعة صادقة واعتراف بمكامن الخطأ والتزييف الثقافي بما يخلق تفاعلاً حقيقياً بين النخب الثقافية والمواطنين وذلك عبر ترك باب الحوار مفتوحاً بلغة الوطن وتحت مظلته لأن الحوار هو دعوة لإبقاء العقل متيقظاً حفاظاً على النسيج الوطني ودرءاً لانحرافات التعصب والإقصاء.

ودعا البيان الذي صدر في ختام الندوة "المثقفين جميعاً لأن يمارسوا دورهم كاملاً في إعادة بناء الأخلاق وتنمية الوعي المجتمعي العام" بتعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية والوحدة الوطنية و"تحصين الفكر ضد انحرافات التعصب والتغييب والإقصاء حفاظاً على نسيج وطني متين منيع" يتيح لكل أبناء سورية العمل معاً يداً بيد لخير الوطن وخير الإنسان فيه.

كما أوصى المشاركون في الندوة بدعوة وجوه جديدة من المثقفين والنخب السياسية والفكرية التي لم نشاهدها مسبقا في ندواتنا وحواراتنا أو على المنابر الإعلامية و"تفعيل الحوار بين المثقفين السوريين أنفسهم للقيام بعمل ثقافي ثوري حقيقي ووضع برامج لتثقيف الشباب على وجه الخصوص" مع وضع آليات عمل لتلك البرامج.

الاهتمام بالبحث العلمي باعتباره أولوية وطنية وتلافي أخطاء الماضي

وركزت التوصيات على الاهتمام "بالبحث العلمي باعتباره أولوية وطنية وتلافي أخطاء الماضي بما يمكننا من ردم الهوة في تفاوت مستوى المعيشة بين شرائح المجتمع واستيعاب الشباب العاطل عن العمل لإخراجهم من دائرة البطالة والفراغ".

كما تضمن البيان الختامي توصية بإقامة ندوات خاصة بالشباب السوري ودعوتهم لحضور موءتمرات وندوات من هذا النوع لأنهم حاملو النهضة الحقيقية مع "الانتباه من الآثار الخطرة لمنظمات التمويل الأجنبي وكثير من الشعارات المزيفة التي يتم دسها في وسائل الإعلام لتلميع صورتها والتعتيم على أغراضها الحقيقية" وتنشيط الحوار الحزبي الداخلي البيني وتفعيله للخروج بآراء تفيد الحوار الوطني الشامل.

ودعت التوصيات إلى التركيز على "أهمية ودور القوات المسلحة في حفظ أمن البلاد وحماية حدودها" والتأكيد على دور المثقفين في "كشف الفكر الظلامي التكفيري والجهات الداعمة له".

وزيرة الثقافة: المثقفون أثبتوا أن سورية حية بأبنائها وإرادتهم ومحبتهم لوطنهم

وأكدت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في كلمة لها في ختام الندوة أن المثقفين أثبتوا لكل فرد في الوطن أن سورية حية بأبنائها وإرادتهم ومحبتهم لوطنهم.

وقالت الدكتورة مشوح: نستخلص من كل ما سمعناه من أساتذة كرام ومفكرين وأدباء ومن جمهور كريم على مختلف "ثقافاتهم وانتماءاتهم أننا بالمحبة ننقذ وطننا وبالعقل والحكمة يمكننا أن نقترح نقاطاً إيجابية يستند عليها أصحاب القرار للخروج بالوطن من أزمته "لافتة إلى أن لكل مشكلة حلا وإن كانت المشكلة معقدة متنوعة الجوانب يجب البحث في كل ذرة من ذراتها والنظر إليها بتأمل وحكمة.

20130225-193353.jpg

وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن هدف الندوة كان "تحديد دور المثقف في الحوار الوطني وفي تنشيط الذهن وبناء العقول والارتقاء بالنفس والعودة بالمواطن إلى أخلاقه" مبينة أن هذه الندوة هي "خطوة اولى ستليها خطوات أخرى للعمل في الاتجاه الصحيح".

بدورها ألقت "فيرا يامين" عضو المكتب السياسي في تيار المردة من لبنان كلمة المشاركين أوضحت من خلالها أهمية المداخلات التي قدمت للوصول إلى "عمل نهضوي يؤطر للحوار الذي نفتقده والقائم على التفاعل مع الآخر" مؤكدة ضرورة "تعميم ثقافة الحوار للارتقاء إلى المستوى الذي بدونه ليس هناك ديمقراطية ولا حق اختلاف ولا اعتراف بالآخر".

وأضافت "يامين" أن ما حققته وزارة الثقافة في زمن قصير هو فعل تحد وفصل من فصول الحوار وهو ما يؤكد أن التحجج بوجود موانع للحوار حجة ساقطة.

الزعبي: بالحوار نصل إلى قواسم مشتركة‏‏‏‏

وخلال محور"دور الحوار الوطني في دعم وجودنا" أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أننا في سورية من لا يفتخر بانتمائه ويحترم تراث هذا البلد فهو خصمنا ومن يعتبره فهو جزء مننا وليس بيننا وبينه مشكلة وان اختلف معنا فلدينا حجتنا كما لدى الاخرين حججهم وبالحوار يمكن أن نصل إلى قواسم مشتركة وعندما نعتمد مبدأ الحوار يعني اننا نرفض مبدأ الاقتتال.‏‏‏‏

وأشار إلى أن البرنامج السياسي للحوار يتضمن ابعاداً اقتصادية وانشائية و عمرانية اوسع من مبادرة سياسية مضيفا إن كثيرين تساءلوا عن معنى انطلاقه في هذا التوقيت بالذات وكان الجواب أنه طرح وفق الروزنامة السورية وضبط على الساعة السورية وإن مبدأ الحوار لم تخترعه القيادة السورية وهو سائد منذ أزل التاريخ وقد ساد ولا يمكن أن يباد مادام يتعلق بجوهر الإنسان والآن يجري توظيفه في العمل السياسي.

ولفت وزير الإعلام إلى أن الكثير ممن هم في الخارج لم يقرأ ويطلع على خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الأخير والبرنامج السياسي لحل الأزمة مايعكس مواقف مسبقة من كل شيء يطرح للخروج من الأزمة التي يتعرض لها بلادنا مؤكدا أن "رمي السلاح ليس جبناً أو استسلاماً ولا يكون كذلك إلا عندما أكون أقاتل الإسرائيلي أو العدو الخارجي" أما الرضوخ للقانون وللدولة فهو مفخرة وميزة وموقف أخلاقي متقدم لا بل إنه فضيلة وليس هزيمة.‏‏‏‏

مراد: من البداهة أن نستجيب جميعاً إلى نداء الوطن ونقبل نحو الحوار الفاعل المسؤول

20130225-193410.jpg

إلى ذلك قال الياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين إن المقصود بالوجود هو وجود الدولة السورية أرضاً وشعباً وقيادة ومؤسسات موضحاً أن هذا العنوان يضع أي إنسان مهما كانت صفته أمام مسؤولياته ويدفع به إلى تقديم تضحيات كبيرة من أجل حماية وطنه.

وأضاف مراد أن من البداهة أن نستجيب جميعاً إلى نداء الوطن ونقبل نحو الحوار الفاعل المسؤول الذي يحمينا من الشرور التي أرادها البعض لنا ولأبنائنا وأحفادنا فمهما تباعدت وجهات النظر واشتد صوت الرصاص فلابد من العودة إلى ساحة الوطن الذي يحميه أهله ومحبوه والمضحون من أجله لا نزلاء الفنادق في عواصم العالم الذين يبحثون عن الكراسي وأن على حساب الثوابت بعيداً عن مصالح مجموع الشعب وأهدافه الاستراتيجية واضعين الوطن شعباً وأرضاً رهينة الارتباطات والتعهدات التي منحوها للقوى الخارجية ذات المصالح التدميرية لشعبنا وأمتنا.

وأوضح رئيس اتحاد الصحفيين أن السوريين اليوم بحاجة إلى من يتحمل مسؤولية إخراجهم من الواقع الذي وصلوا إليه وبالتالي فالخطابات عن بعد والشروط والتهديدات جميعها تصب في خانة واحدة هي تبديدنا وتدمير وجودنا وخدمة مصالح أعدائنا مشيراً إلى أن التوجه نحو الحوار دون شروط والذي يشكل أساساً للحل السياسي ومرتكزاً للبناء من أجل حماية سورية وتجديد الحياة السياسية فيها هو السبيل الوحيد لإفشال المشروع الصهيوني والعدوان على سورية.

نصري: الحوار الوطني اليوم قدر سورية

وقال الدكتور عبد الهادي نصري رئيس جمعية رواد الفكر التنويري السورية منسق أمانة حلب للثوابت الوطنية ضمن مداخلته بعنوان "مقاصد الحوار ومشروع الإنقاذ الوطني".. تأتي ندوة الحوار من أجل سورية تعبيراً عن الحركة الفكرية والاجتماعية السورية وخياراً وطنياً لرسالة الثقافة باعتبارها الحاجة العليا للبشرية ورافعة ريادية إزاء الأزمة التي تعصف بالبلاد.

وأضاف نصري أن الحوار الوطني اليوم قدر سورية بل أنه يعادل وجودها في مواجهة أزمة مركبة متحدرة من عقود وظفت في إطار مؤامرة كونية استهدفت الدولة السورية المدنية التي كانت ثمرة كفاح الشعب السوري خلال نصف قرن أو يزيد.. استهدفت سورية التاريخ و الحضارة والوجود سورية العروبة ملهمة الشعوب العربية وقائدة حركة القومية العربية.

ولفت نصري إلى أن آفاق الحوار ومقاصده ليست هدفاً بحد ذاته بل غاية للوصول إلى برامج مشاريع من خلال خوارزميات وطنية إنقادية للأمة وفق تشخيص مراحل مترابطة.. معتبراً أن الحوار هو النفير الوطني الذي يؤسس لسورية الجديدة التعددية الديمقراطية القائمة على مبدأ تداول السلطة من خلال إرادة شعبية معيارها صندوق الاقتراع. وقال رئيس جمعية رواد الفكر التنويري السورية أن مقاصد الحوار الوطني هي خارطة طريق نحو الداخل لحل الأزمة ووثيقة سورية هامة أمام مؤتمر جنيف القادم الذي يحدد الموقف السوري لإنهاء الأزمة إضافة إلى فتح الدائرة من الداخل بمشاركة أطياف المجتمع الأهلي وأحزابه السياسية وتياراته الثقافية والفكرية ووضع آلية لتوظيف معطيات الحوار وقراراته على أرض الواقع بعد الانتهاء من المؤتمر الحواري القادم مباشرة.

كما تتمثل مقاصد الحوار الوطني في استعادة الحراك السياسي من خلال حياة سياسية فاعلة مع أهمية دور المعارضة الوطنية شريكاً أساسياً في الحياة السياسية والتأكيد على الثوابت الوطنية ولاسيما اللاءات الثلاث ..لا للتدخل الخارجي ..لا للطائفية والاثنية ..لا للإرهاب وحمل السلاح إضافة إلى إنجاز المصالحة الوطنية على أساس منظومة القيم للشعب السوري من التسامح والتراحم والصفح ومواجهة الفساد والكشف عن عواهنه وبناء اقتصاد وطني على أساس أعلى معدل للنمو وأعمق عدالة اجتماعية وربط الأجور بالأسعار ومعالجة الأوضاع الداخلية الأمنية التي أصابت المدن والمناطق السورية وحماية الموروث الثقافي والآثاري التاريخي من النهب والتدمير.

أبو زكريا: الحوار مبدأ مقدس في تاريخ الحضارات والفلسفات وحتى في الديانات السماوية

من جهته اعتبر المفكر العربي الدكتور يحيى أبو زكريا من الجزائر في مداخلته أن الحوار مبدأ مقدس في تاريخ الحضارات والفلسفات وحتى في الديانات السماوية والشعوب والأمم التي احترفت الحوار كمسلكية ثقافية واجتماعية وحياتية استطاعت أن تترك بصمتها في المسرح الحضاري والإنساني منوها بأن الحوار البناء يراكم العملية الحضارية والثقافية والتي بدونها يكون شكل الحياة باهتاً حزيناً أحادياً.

وأكد أبو زكريا أن المبدعين والمثقفين هم الذين مهدوا للتطورات الكبرى التي عرفها التاريخ حيث أنهم يحملون هماً ثقافياً ويهدفون إلى تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل وأن مصير البشرية سيكون مظلماً بدون ثقافة تعددية.

واعتبر الباحث الجزائري أن الثقافة في مطلقها الحضاري هي التعددية والمثقف لا يمكن أن يكون أسير فكرته ومنطلقاته فذاك سيؤدي إلى تحجيم العقل وتطويقه.

وأوضح أبو زكريا أنه إذا كان الحوار مبدأ في الحضارة الإنسانية وقيمة ثقافية كبيرة فإنه في الثقافة العربية والإسلامية يعتبر فرضاً وواجباً حضارياً مقدساً أيضاً قائلاً إن الثقافة الإسلامية أرخت العنان للحوار وحذرت من الجدل وهو شدة الخصومة ففي الثقافة العربية الحوار مهم والعنف مرفوض.

بدورها قالت فيرا يامين في مداخلتها بعنوان دور المثقف في إرساء قيم الحوار إنه من الخطر الكبير استحداث طبقة جديدة تتعاطى بطبقية فكرية مع الآخر بحجة الثقافة فيغيب التواصل وينتفى الحوار الذي هو أساس للمثقف دورا وحضوراً.

وأشارت "يامين" إلى تراجع دور الثقافة من دور القيادة والريادة إلى دور التنظير الذي من شأنه ضرب الجوهر وتغريب المثقف عن أهله وبيئته وأرضه لافتة إلى أن المعارضة تبقى ضرورة حيوية أما الاعتراض فهو إعاقة وخصوصاً إذا تحول الاعتراض إلى استعراض بل إلى عرض في سوق الثقافة المعممة حديثاً المحصورة بالتبعية والمال.