الدابي يحضر مظاهرة في المدينة ويلتقي مواطنيها ومسؤوليها

لم يصمد طويلاً العصيان المدني الذي دعت إليه ما تسمى «تنسقيات الثورة السورية في حماة» مؤخراً، فقد انهار أمام إصرار الأغلبية العظمى من أصحاب المحال التجارية والبقاليات والمهن والحرف، على فتح محالهم– رغم التهديد والوعيد من المجموعات الملثمة– ومزاولة أعمالهم ونشاطاتهم التجارية، ليعيشوا ويتمكنوا من إعالة أسرهم وأطفالهم.
فبعد أن ضاقوا ذرعاً بهذا العصيان– ومن قبله الإضراب العام– الذي استجاب له من استجاب خوفاً من المسلحين وخشية على محالهم من الحرق أو التحطيم، تجرَّأ تجار حماة في أسواق الدباغة وابن رشد والمرابط، والعديد من أصحاب البسطات في سوق شارع 8 آذار، وأصحاب البقاليات في الأحياء الشعبية، على فتح محالهم فتحاً كاملاً، منذ الصباح وحتى العِشاء، على حين ظلت أسواق الحاضر الكبير الكائن في منطقة البارودية، والحاضر الصغير القريب من ساحة العاصي، و8 آذار الذي تباع فيه الخضار والفاكهة واللحوم، والطويل الذي تباع فيه الألبسة والأحذية الشعبية والأدوات المنزلية وغيرها، مغلقة وتغرد خارج السرب.
لتشهد المدينة يوم أمس حركة نشطة، بسبب تهافت العاملين في دوائر الدولة، الذين قبضوا رواتبهم البارحة، على الأسواق للتبضع، ما انعكس على حركة النقل الداخلي، وسيارات التكسي العاملة في المدينة بشكل إيجابي.
وذلك في الوقت الذي وصل فيه إلى المدينة رئيس بعثة مراقبي الجامعة في سورية الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي، الذي استقبله محافظ حماة الدكتور أنس عبد الرزاق الناعم، وقائد الشرطة، اللذان وضعاه بالصورة الحقيقية للمدينة، التي تعرضت لعبث وتخريب المجموعات المسلحة، وأقسامها الشرطية للحرق بما فيها، وقتل عناصرها والتنكيل بجثثهم ورميهم في نهر العاصي.
وقد أكد الدابي أنه سيلتقي جميع الأطراف في حماة، من المؤيدين للنظام والمعارضين له، مشيداً بالتسهيلات التي قدمتها– وتقدمها السلطات السورية– لفريقه، وتمنى النجاح للمبادرة العربية، لأنه يريد الأمان لسورية، لتظل بخير.
وبعد ذلك جال الدابي في معظم أحياء حماة، وبشكل خاص في الساخنة منها، مثل «الحاضر والقصور والصابونية والجراجمة»، وحي «الحميدية» الذي شهد فيه مظاهرة تضم قرابة الـ500 متظاهر، راحوا يهتفون بعد خروجهم من الجامع بسقوط النظام وينددون بالسلطة، ويطالبون بالحرية، من دون أي تدخل من قوى حفظ النظام التي كانت على مقربة من موقع المظاهرة.
ومن ثم انطلق الدابي إلى مشفى حماة الوطني، لمعاينة عنصر من حفظ النظام واسمه «عبد الغني فنصة» الذي أصيب على دوار الأربعين بحجر في عينه صباح أمس، ليعود بعدها إلى فندق بسمان، لينضم إلى فريقه الذي استقبل عدداً غير قليل من المواطنين، الذين تحدثوا للوفد عن الاعتقالات التي تعرض لها أبناؤهم، وعن القناصة المنتشرة على سطوح الأبنية والتي تستهدفهم، ومن وجود الدبابات التي تؤرقهم وتضيق عليهم في أحيائهم– «وهو ما لم يجد له المراقبون أي أثر يدل عليه أو دليلاً يثبته».
كما التقى الدابي وفريقه شخصيات من المعارضة الوطنية، على انفراد التي بينت له آراءها في الأحداث التي شهدتها المحافظة، وكيفية تعاطي السلطات المحلية معها، وسبل الخروج من الأزمة الحالية.
كما استمع الدابي إلى مواطنين كثر من المدينة ومختلف أنحاء المحافظة، الذين عرضوا له بالوثائق ما تعرضوا له هم وآباؤهم وذووهم وأقرباؤهم من جرائم مروعة، على يد العصابات الإجرامية المسلحة، وعن عمليات الخطف والابتزاز التي عانوا ويعانون منها أشد المعاناة.
ليغادر بعدها الدابي إلى العاصمة دمشق قرابة الرابعة مساء، وليترك فريقه يمارس مهامه ومسؤولياته بحماة، بموجب البروتوكول الموقع بين الحكومة السورية والجامعة العربية.
على صعيد آخر أقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على قتل المواطن محمد أحمد الحمروش من مواليد مدينة صوران 1959م، والذي يعمل كسائق في شعبة صوران للحزب.
وأفاد مصدر رسمي : إن الشهيد الحمروش كان ذاهباً إلى مدينة طيبة الإمام في مهمة رسمية، وفي طريق العودة إلى صوران اعترضته مجموعة إرهابية مسلحة ونصبت كميناً له، وأطلق أفرادها نيران أسلحتهم الرشاشة عليه، ما أدى إلى إصابته بعدة طلقات نارية في مختلف أنحاء جسمه، مضيفاً: إنه جرى إسعافه إلى مشفى الجواش في مدينة طيبة الإمام، إلا أنه فارق الحياة حيث تم نقل جثمانه إلى مشفى حماة الوطني.
وأكد المصدر أن المجموعة المسلحة سطت على السيارة العائدة لشعبة الحزب يصوران واقتادتها إلى جهة مجهولة، وأن الجهات المختصة تتابع كشف ملابسات الحادث لإلقاء القبض على الفاعلين.
إلى ذلك نظم فرع شبيبة حماة حملة تبرع بالدم شارك فيها أكثر من 60 شاباً وشابة، من روابط فاطمة السقا وفهد قندقجي وإبراهيم حلاق وعلي حاج سعيد، دعما للقوات المسلحة وقوى الأمن والشرطة، وتقديرا لدورها في حماية الوطن والحفاظ على الاستقرار في مواجهة ما يتعرض له من مؤامرات، وتلبية للاحتياجات المتزايدة من الدم ومشتقاته للمستشفيات، والمحافظة على مخزون احتياطي كاف منه في بنك الدم، للمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين، ولاسيما أولئك الذين يحتاجون إلى نقل الدم كمرضى التلاسيميا وغيرها من الحالات الأخرى.
شام نيوز. الوطن