الدراما السورية في موسمها الحالي...أعمال مؤجلة وأخرى غير منجزة

قطعت الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني الحالي ربع المدة الزمنية التي يستغرقها العرض عادة (نحو ثلاثين حلقة) وبدا أن متابعة الأعمال لهذا الموسم لم ترق من حيث حجم وكثافة الفرجة الدرامية لمستوى المواسم السابقة ذلك أن الأحداث التي تشهدها البلاد أرخت بظلالها بشكل أو بآخر على المتلقي الذي يهرع إلى القنوات الإخبارية لتتبع شؤون البلد وتطورات الأحداث التي فرضت نفسها أيضاً بصورة أو بأخرى على صناع الأعمال الدرامية أثناء عمليات التصوير أو التسويق ما أدى إلى تأجيل أو توقف عدد من الأعمال الدرامية بينها مثلاً «المصابيح الزرق» و«شرف قاطع طريق» عن أعمال الروائي السوري حنا مينة حيث كانت المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في سورية في طريقها إلى إنتاج هذين العملين إيذاناً بعرضهما في رمضان الحالي إلا أن توقيف أو تأجيل العمل عليهما جعل المتلقي يخسر إلى حين ربما متابعة أعمال روائية سورية في أعمال درامية وهذه الخصوصية نادرة في الأعمال السورية التي تتجه دائماً إلى الأعمال الاجتماعية وأعمال البيئة الشامية أو تذهب إلى بدايات القرن الماضي إذ تتناول مراحل تاريخية بالتداخل والتقاطع مع الحالة الاجتماعية السائدة آنذاك.
 

هذا الموسم سجل عملاً يتناول قصصاً وحكايات من جبل العرب بصورة أقرب إلى الكوميديا حمل عنوان «الخربة» للكاتب ممدوح حمادة والمخرج الليث حجو الثنائي الذي اشتغل «ضيعة ضايعة» العمل الذي حقق جماهيرية غير مسبوقة وربما أراد كل من حمادة وحجو تكرار التجربة في بيئة أخرى إلا أن الصورة تبدو مغايرة وقد جانبها النجاح في الحصول على إعجاب المشاهد رغم أنهما في «الخربة» استقطبا نجمين كبيرين بحجم دريد لحام ورشيد عساف وإذا كان الثاني استطاع أن يمسك بخيوط الشخصية كما يبدو ويظهر براعة في الأداء إلا أن الأول دريد لحام بدا أنه خيب الآمال، ذلك أن الجمهور كان ينتظر من لحام حضوراً أقوى وعودة ربما مظفرة بعد انقطاع عن الشاشة الفضية وربما المشاهد مسبقاً رفع سقف توقعاته بمشاهدة لحام على نحو لافت نظراً للتاريخ الكبير الذي يقف عليه لحام والشهرة غير المسبوقة التي حققتها شخصية غوار التي ما إن خرج منها لحام حتى هبطت أسهمه لدى المتابعين.

 


مسلسل «الخربة» ورغم حجم النجوم المشاركين إلا أنه لم يتمكن من الملامسة الحقيقية لبيئة مثل منطقة اللجاة أو ربما خيارات صناع العمل لم تكن موفقة على النحو الذي يضمن نجاحاً كبيراً، وقد اختار الحلقات المنفصلة المتصلة في تسليط الضوء على ضيعة منسية ومهملة تعيش صراع عائلات تبعاً لذهنية مجتمعية تريد أن تكون في الصدارة الاجتماعية عن طريق إيقاع العائلة الأخرى بأكبر كم من المقالب والمطبات بانتظار الحلقات القادمة لتتوضح أكثر ملامح العمل ومدى قوتها.
على صعيد متصل بالموسم الدرامي الحالي بدا أن مسلسلات مثل «جلسات نسائية» و«الغفران» و«سوق الورق» و«الولادة من الخاصرة» هي الأقرب للمشاهدين من حيث موضوعاتها وطرق المعالجة والتناول وإن بدرجات تبعاً لكل عمل وخصوصيته وخاصة لتطرق عدد منها إلى الفساد والسلوكيات الهدّامة لروح المجتمع.

  


ويظل الحديث بتفصيل أكثر وبرؤى نقدية أعمق وأشمل مبكراً إلى حد ما، حيث تتوضح ملامح الأعمال وخيوطها ومدى الإجادة أو الإخفاق مع الحلقات القادمة من الأعمال وعلى غير صعيد لكن وعلى أي حال فإن حديثاً كثيراً وموسعاً ستشهده الساحة النقدية والإعلامية والجماهيرية للموسم الدرامي الحالي نظراً لخصوصية هذا الموسم وإن اجتاز «نيات» أو «توجهات» للمقاطعة من هنا وهناك لتبرهن الدراما السورية من جديد علو كعبها ومكانتها المتقدمة في قلوب المشاهدين وساعات بث القنوات التلفزيونية التي لم ترد لنفسها أن تكون خارج الموسم الرمضاني وإن بأعمال سورية قليلة ومحدودة ولو قدر لأعمال سورية كثيرة أن تنجز هذا الموسم كما كان مدرجاً في أجندات صناع المسلسلات من منتجين ومخرجين وفنانين لتغيرت صورة المشهد كثيراً.

 

شام نيوز.الوطن