الرواية و احتكار الخيال

عندما نقرأ رواية ما فلا بد لها من أن تدخلنا إلى عالمها لنعيش تفاصيلها بما يرفد به العقل ، فالراوية تختلف عن غيرها من صنوف الأدب في أنها تترك المجال أمام الخيال لكي يقترح الحلول الإخراجية ، و هذا غالبا ما يتخوف منه العديد من كتاب السيناريو بل و يصفونها بالجرأة حين يقدمون على تحويل رواية ما لعمل درامي أو فيلم سينمائي ، خاصة عندما نعلم أن هناك العديد من الروايات التي لم تُعرف إلا حين تم تحويلها إلى دراما ، و أن هناك روايات لم تنجح الدراما في تجسيدها ، فهل ينجح السيناريست و المخرج أن يحوّل الرواية إلى صور تلفزيونية تقارب فعلا مخيلة القارئ و المشاهد ويقدم له ما لم يتسن له اكتشافه ، أم أن اتباع هذا النوع من الدراما بشكل فرصة للكتاب للهروب لعدم وجود نصوص بين أيديهم ؟
هذا ما تساءل عنه المشاهد في اليوم السادس من الموسم الرمضاني الذي ضم بعض المسلسلات المأخوذة عن روايات مثل مسلسل ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي و التي هاجمت ريم حنا لعدم اطلاعها على السيناريو قبل البدء بتصويره ، بالإضافة إلى مسلسل أقاصيص مسافر الذي أُخذ عن قصص للأديب زكريا تامر و التي حولها إلى عمل تلفزيوني السيناريست منيف حسون و أخرجه خالد الخالد .
تقول الكاتبة السورية عنود خالد حول هذا الموضوع : " منذ القديم لجأ الكتاب إلى هذا النوع من النصوص الدرامية من حيث تحويل الروايات لمسلسلات تلفزيونية خاصة عندما كانوا يقومون بتحويل بعض الروايات إلى أعمال سينمائية كروايات نجيب محفوظ و روايات عالمية مثل ذهب مع الريح و البؤساء " و أضافت : " المسؤول عن تحويل الرواية لعمل تلفزيوني سيتحمل مسؤولية كبيرة لأنه سيقدم ما يتخيله الناس في عقولهم خاصة أن مخيلة القارئ تكون غنية بالمشاهد التي يراها من وجهة نظره هو لذا من المفترض أن تكون مخيلة القارئ و مخيلة الكاتب قريبة جدا من مخيلة الناس و هي مسؤولية كبيرة جدا ، ومن جهة أخرى ظهر العديد من الأفلام التي وجدناها أفضل من الرواية ذاتها ذاته كفيلم ذهب مع الريح و كذلك ثلاثية نجيب محفوظ من حيث الديكور و الإخراج و النص و التمثيل ... المبدأ جميل جدا لكنه صعب في الوقت ذاته ... و تابعت أيضا هذا لا يعد هروبا لاسيما أن فكرة تحويل الروايات لمسلسلات أصعب من ابتكار سيناريو خاص و هو موضوع موجود منذ القدم
شام نيوز – خاص