الزعبي: التضحيات هي التي جعلت من سورية صامدة وقوية

أقامت وزارة الإعلام والوكالة العربية السورية للأنباء سانا اليوم حفلا تأبينيا للزميل الإعلامي الشهيد علي عباس بمناسبة مرور 40 يوما على استشهاده وذلك في قاعة دار البعث بمبنى وزارة الإعلام.

وأشار وزير الإعلام عمران الزعبي في كلمته إلى مقام الشهداء النبيل والسامي بكل ما يعنيه النبل والسمو من قيمة عليا متوجها إلى أسرة الشهيد وذويه بالتقدير والاحترام لروح الشهيد عباس وعطائه ولكل اهله واحبائه واصدقائه وزملائه والعاملين في قطاع الإعلام في سورية.

وبين الوزير الزعبي ان الجميع يدرك ان ما قدمه الشهداء من رجال قواتنا المسلحة والمدنيين من النساء والرجال من تضحيات بكل مستويات التضحية واشكالها والعطاء هو السبب الحقيقي والمباشر لبقاء سورية صامدة مؤكدا أننا "خسرنا حضورهم في حياتنا كآباء وأزواج واخوة وأبناء.. لكن الدولة والوطن والشعب والأرض وسورية ربحت بفضل دمائهم وأرواحهم وشجاعتهم وصمودهم".

وقال وزير الإعلام.. "إن الشهادة سمة من سمات السوريين وجوهر سورية الفكرة الخلاقة قبل ان تكون الوطن الذي تجتمع فيها كل المكونات فهي جوهر الحضارة والانسانية والعيش الواحد".

وأشار وزير الإعلام إلى أن "الشهادة مشوار يبدأ بالتحلي بصفات وخصائص وينتهي بالتجلي لهذه الصفات تتخللها لحظة انسانية هي التخلي عن كل ما هو مغر ومادي من اجل ان يجسد الشهيد صفاته وخصائصه وايمانه القطعي الراسخ بسورية" مؤكدا أن الشهيد يتحلى بالنبل والاخلاق وبالغيرية والسمو والاستعداد للتضحية دون تمييز بين أبناء الوطن و"يؤمن ايمانا مطلقا لا يحده حد بالوطن هو ذلك الشهيد الذي يستطيع إنجاز عظمة الاستشهاد" مبينا "أنه عندما نصل بقناعاتنا ووجداننا وفكرنا وتربيتنا إلى هذا المستوى فان سورية باقية ابد الدهر حتى لو تآمرت عليها كل القوى الاستعمارية الغربية ودول اقليمية وعربية".

وأكد الوزير الزعبي انه لا خيار أمام السوريين الا الدفاع والذود عن سورية اذ ان سر بقاء سورية هو ان الاجيال التي سبقتنا من اجدادنا قاتلت دفاعا عن سورية ويجب علينا ان نقاتل اليوم دفاعا عن سورية من اجل احفادنا لافتا إلى ان المؤامرة على سورية في جوهرها وسرها المفضوح انهم يصارعون لأخذ سورية فيما نحن نقاتل دفاعا عن سورية.

وقال وزير الاعلام.. "إن اعداء الداخل هم من اسوأ الاعداء لأن العدو الذي يحمل السلاح ويمول مكشوف و لا سيما أولئك الذين يظنون انهم يعملون في السياسة ويجتهدون في صياغة الجمل والعبارات التي تعكس التآمر على سورية تحت عنوان حماية سورية والتغيير الديمقراطي معتبرا ان اسوأ انواع العدو هو ذلك الذي يريد ان يعتدي على انجازات الدولة السورية خلال مواجهتها للأزمة الراهنة".

وأضاف الوزير الزعبي.. "كما بنينا سورية قبل سبعة آلاف سنة وكما بنيناها في آذار 1963 وفي 16 تشرين الثاني عام 1970 مع القائد الخالد حافظ الأسد وكما قررنا ان نجدد بناءها مع السيد الرئيس بشار الأسد سنبقى نعمل لنبني سورية وكلما جربوا ان يهدموها سنبنيها بشكل افضل وكلما جربوا تخريبها سنعيد اعمارها وكلما قتلوا واحدا منا سيولد آخر وكلما ارتقى منا شهيد يوجد 23 مليون مواطن جاهزون لرفع العلم السوري".

وختم وزير الإعلام كلمته بالتأكيد على اننا ماضون بحتمية إلى تحقيق الانتصار قريبا جدا وأن أي سوري وطني يدرك جيدا ان المشروع التآمري على سورية سقط بكل أدواته وفي مقدمتها الأدوات الداخلية والخارجية قائلا.. "إن الاحتفاء اليوم بشهيد من شهداء وأبطال الإعلام السوري هو من علامات النصر".

بدوره أكد أحمد ضوا مدير عام الوكالة العربية السورية للأنباء سانا أن هذا اللقاء بمناسبة مرور اربعين يوماً على استشهاد الاخ والزميل والصديق الصحفي عباس يجمع بين العزة والافتخار باستشهاد أحد أهم كوادر وكالة سانا برصاص الإرهاب الغادر الذي يستهدف سورية وبين الحزن الشديد على فراق إنسان وفي.. محب..عطوف.. كان سخياً في عطائه وفي تعاونه مع زملائه وفي تقديم كل ما يستطيع لهم سواءً على المستوى المهني او الشخصي.

20120924-181939.jpg

وأشار ضوا إلى أن الشهيد عباس ترك في اعناقنا امانة عظيمة وهي الاستمرار بتقديم المزيد من العطاء في سبيل رفعة وسمو سورية العظيمة وفي خدمة الشعب السوري الذي سجل في سفر التاريخ صموداً سيكون فكراً وثقافة للبشرية جمعاء داعيا بالرحمة لجميع شهداء سورية ومنهم أبطال الإعلام السوري الذين قارعوا أشرس حرب إعلامية على وجه التاريخ.

ونوه العميد محمد حسن العلي مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية بالسيرة الطيبة للشهيد عباس حيث كان يحب الجميع دونما استثناء وقال.. "عرفناك وجها بشوشا ومبادرا سباقا إلى مد يد المساعدة للجميع دون تردد.. دمث الخلق صوتا جهوريا مدافعا عن الحق والقلم الجريء في قول الصدق".

وأضاف العلي.. "إن الشهيد عباس كان يدرك انه مستهدف كما كل الشرفاء في هذا الوطن الابي من قبل اعداء الوطن والعصابات الإرهابية المرتزقة ومع ذلك مضى في فضح المؤامرة ومن يقف وراءها وفضح اساليب القتل والترويع والخطف والتخريب التي تمارسها أدواتها".

20120924-182020.jpg

بدوره أشار نقيب المحامين نزار السكيف في كلمة له إلى ان الشهيد عباس انضم الى قافلة شهداء الوطن الذين نالت منهم اياد قذرة لتختلط دماؤه بدماء قادة وجنود ومواطنين ليؤكدوا ان الوطن سورية ما زال معافى وما زال في الساحة رجالات قادرين على تقديم الدم ليحيا الوطن.

واشاد السكيف بما كان الشهيد عباس يحمله من الاخلاق الكريمة في التهذيب والتواضع لزملائه حيث استطاع ان يجعل من كل ذلك رديفا مؤازرا له في عمله مضيفا ان الشهيد عباس غاب جسدا وبقي اثره بالقيم التي كان يحملها.

وعبر حسام عباس شقيق الشهيد في كلمة ذوي الشهيد عن شعور العائلة بالفخر والاعتزاز بشهادة ابنهم عبر منبر الإعلام الذي كان وسيبقى سيفا في وجه الباطل الذي تجسد بالهجمة الشرسة على سورية مشيرا إلى انه كان ابنا بارا واخا رؤوفا وصديقا مخلصا متفانيا في عمله محبا لوطنه وزملائه وهو ما يجعله وان غاب جسدا خالدا في وجدان وذاكرة كل من عرفه بما قدمه لأهله ووطنه.

20120924-182104.jpg

من جانبه أوضح محمود محمد رئيس اللجنة المهنية في وكالة سانا ان بلوغ الاهداف الكبرى في الحياة يستلزم تضحيات كبرى اشرفها واسماها الذود عن حياض الوطن وعزته وكرامته ونيل شرف الشهادة وهو ما حصل عليه الشهيد عباس بعد ان طالته يد الغدر والعدوان.

وأشار المحمد إلى ان الشهيد انضم إلى قافلة النور التي تضم كوكبة من الزملاء الإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية الوطنية المرئية والمقرؤة باعتباره أحد فرسان الكلمة المسؤولة الصادقة.

وكانت مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الزميل عباس في الحادي عشر من الشهر الماضي بمكان إقامته في جديدة عرطوز بريف دمشق.

والشهيد عباس من مواليد 1975 ضهر بركات في محافظة اللاذقية تخرج في كلية الإعلام دورة 1997-1998 وعين لدى الوكالة العربية السورية للأنباء عام 2002 وكان مكلفاً رئاسة دائرة الأخبار الداخلية قبل استشهاده.