السرقة عند الطفل مرتبط بسلوك الوالدين

 

سامر طفل في الخامسة من عمره حضر من المدرسة وإذا بحوزته بعض الأقلام ولبراءته القصوى راح يتباهى بها أمام أخته التي يكبره ، بأنه يملك الكثير من الأقلام بينما هي مثلها وحين لمحت الأم تلك الأقلام بادرت بالسؤال بشيء من اللين وبوعده بمكافأة إذا هو أطلعها على مصدرها .

و لم يتردد الطفل في إعلامها بأنه أخذها من حقيبة زميلته إلا أن الأم طلبت منه إعادة الأقلام لزميلته وأفهمته بأن زميلته ستحزن إذا بحثت عنها ولم تجدها ثم وعدته بشراء المزيد من الأقلام له حين ذهابها على السوق و تابعت الأم ذلك وفي اليوم التالي عاد سامر مسرعاً إلى أمه وأخبرها بأنه أعاد الأقلام.

فالطفل بريء وساذج ومطبوع على الصدق والصراحة ، ولا يحمل في نفسه عند ولادته أي عيب من العيوب التي يكتسبها كبيراً بسبب سوء التربية وفسادها،و قد يمد يده ويستولي على ممتلكات غيره بلا علمه اعتقاداً منه بأن له فيها حق المشاركة وإنها نصيبه وملكه وهذه الحوادث كثيرة الوقوع عند الأطفال ، وبمجرد العودة إلى أسباب معظم السرقات البريئة وغير البريئة البيتية يكون الوالدان هما السبب الأساسي في سلوك طفلهما إي مسلك سيئاً كان أم إيجابياً .‏

و أشارت جريدة الفرات إلى أن علماء النفس أكدوا من خلال التحريات التي أجروها على بعض حالات السرقة لدى بعض الأطفال ، بأن تهنئة الطفل على ما حصل عليه علاقة وثيقة بتعلمه السرقة في المستقبل ، أما محاسبة الطفل وإفهامه بأن ما حصل عليه ليس ملكاً له يؤدي إلى تفتح مدارك مبهمة لديه ، توسع أفق تفكيره وتجعله يفرق بين السرقة والاقتناء إلا أن الأمهات يختلفن تجاه هذه الظواهر اختلافا كبيراً فمن الأمهات من تدعم هذا السلوك لدى ولدها وتجعل ما حصل عليه مكسباً ، لتدفع بطفلها في مرة لاحقة للحصول على المزيد ، الأمر الذي يجعل الطفل يعتاد السرقة ويستمتع بها مما يجعل من طريق مستقبله محفوفا بالمخاطر الأخلاقية والسلوكية الشاذة .‏

وأيضاً لابد من الحذر وبجدية من الأطفال ، فهم كآلة التصوير تنقل ما تراه أمامها وأنهم لا ينسون شيئاً ، لذكائهم الحاد ، فالخوف من التقليد العمى واقتباس العادات السيئة من والديهم ليس بشيء لا أهمية له ، بل له الأهمية القصوى .‏

و السرقات ليست وقفا على الفئة الفقيرة من الناس وحتى الأغنياء يتعاطونها ، فقد تعاطاها بعض نجوم السينما العالميين ، كالممثلة الأمريكية بزبارة سترايتد المليونيرة الشهيرة التي تتقاضى مليون ليرة عن الفيلم الواحد ، حيث دخلت هذه الفنانة محلاً كبيراً في لوس انجلوس وسرقت منه عشر زجاجات عطر باهظة الثمن ونصف دزينة ملابس داخلية وفي عام / 1973 / سرقت من مخازن الجادة الخامسة في باريس عدة أشياء ثمينة ولما شاع أمر سرقتها طلقها زوجها ( ليون كولد ) فعاشت مضطربة الأعصاب والنفس بسبب ما اعتراها من الشعور بالنقص الذي جعل حياتها جحيماً لا يطاق وبالعودة على السؤال عنها في صغرها وجد بأن أمها هي التي سهلت لها هذه الطريقة المعوجة بتغاضيها للمرة الأولى عن سرقة بسيطة ثم تأصلت هذه العادة وظلت طوال عمرها أسيرة لها وعبده .‏

 

 

شام نيوز