"تجارة العبيد" تعود من جديد... لكن ... على الطريقة الحديثة

 

 

" حاضر بابا .... حاضر ماما " كلمات و جمل تدل على فحوى واحد لكن كل بأسلوبه لاختلاف العصر و الزمان و المكان ، فالفلبينية أو الأندونسية التي يتم استقدامها من بلادها للعمل في المنازل لم تعد تخضع لقوانين تجارة الرق و إنما صارت تخضع لقانون الحاجة إلى العمل و تأخذ في النهاية شكلا من أشكال هذه التجارة ..

فمع انتشار هذه الظاهرة صارت كل سيدة سورية تتمنى أن تُدخل خادمة إلى بيتها لتنظف و تطبخ  و تغسل و تقلم أظافرها و ربما لتنجب لها الأطفال أيضا ...!!  و صار لكل واحدة منهن " cv   " خاص بها يوضح صورتها و طولها و شكلها ومدى المهارات التي تتمتع بها و التي قد يكون التدليك و المساج و الاعتناء بالبشرة واحدة منهن ، فلم تعد مهمة الخادمة تقتصر على التنظيف و إنما صار لا بد لها أن تجيد اللغة الإنكليزية  بطلاقة و أن تكون حاصلة على شهادة جامعية  لكي يكون تربية الأطفال من نصيبها  ، و بذلك  تعددت فئات البروليتاريا العاملة في سوريا و صارت تصنف إلى فئة مثقفة تطلب راتبا جيدا و يوما ترفيهيا و إلى فئة لا تملك شهادات علمية و تضطر إلى العمل تحت كل الظروف  ..!!

 

تعذيب أو تبني للآسيويات ..وفقا للعائلة

وفي مكان بدمشق بمنطقة  ساحة الميسات قامت السيدة سعاد بتشغيل فتاة فلبينية الأصل لتنجز أعمال المنزل خاصة أنها بلغت من العمر ما يمنعها الحركة و الاهتمام بشؤون المنزل ، ومن ثم بدأت تدريجيا الاعتياد عليها بسبب مجيئها لعندها وهي تبلغ من العمر 23 عاما فشعرت و كأنها واحدة من بناتها بسبب نظافتها ورعايتها للعائلة ككل لذا بادلتها الاستلطاف و المعاملة الحسنة بل  صارت تغدق عليها بالهدايا و الثياب و حتى الذهب ، وما إن انتهى مدة عقدها و صار مكتب الاستقدام يطالب بها ليعيدها إلى بلادها حتى أصاب  السيدة العجوز الحزن لأنها لن تستطيع أن تجد واحدة في مثل أمانتها ، و في عائلة أخرى تشعر الخادمة الاندونيسية " ميلا " وكأنها أخت رابعة  للفتيات الثلاث اللواتي يعشن في المنزل فهي تقوم بتمشيط شعرهن و تجديله و يتبادلن الأحاديث و الأسرار بل و قد تختار لهن الثياب و تبدي رأيها في طريقة لباسهن و ترافقهن في الذهاب إلى نادي الرياضة لتشاركهم اللعب و ليس للاهتمام بهن ..

لكن وعلى صعيد آخر هناك العديد من العائلات التي عانت من بعض النماذج، و خادمات عانين من الأسر التي توظفها فالخادمة الفلبينية عندما تركت طفلين لها في بلادها و جاءت لتعمل لم تكن تتوقع أنها ستلاقي تلك المعاملة السيئة من ضرب و إهانة و عمل متواصل إضافة إلى التحرش من قبل رب المنزل و أولاده ، في حين قامت إحدى الخادمات بسرقة بعض الذهب و قطع أخرى خفيفة الوزن و خبأتها تحت أطراف السجادة الممتدة تحت فرش المنزل لكي لا ينتبه إليها أصحاب المنزل ، لكن النتيجة جاءت على عكس ما تتوقع و تفاجأت العائلة بذلك و قاموا بإعادتها إلى مكتب الاستقدام و التشغيل و استبدالها بأخرى ، لذا يلعب الحظ دورا مهما في هذه اللعبة التي تعتمد على شراء خادمات و ردهن بعد فترة قد تطول و قد تقصر و قد لا تنتهي ..!!!

 

" مربية " بدلا من " خادمة " للتستر على مفهوم " الرق "

أصدرت الدولة قانون 108 وقع عليه مجلس الوزراء يذكر كل من حقوق المربيات و الكفيل و حقوق المكتب و واجباتهم  ... هذا ما بدأ به رياض العبيد " مفوض في مكتب مرخص لاستقدام العمالة " ليؤكد على أن استقدام العمالة الأجنبية تتم بشكل نظامي و ليرفض هذا الهجوم الذي تعانيه مكاتب تشغيل العاملات لأن كل عاملة لها عقد نظامي و هي مسجلة بالتأمينات الاجتماعية و العمل ولم تعد تأتي عن طريق التهريب أو تخضع لعمليات البيع و الشراء العشوائية كما كان سابقا  بحسب ما أفاد ،وأضاف:

يُطلق اليوم على الخادمة اسم مربية لرفضنا مفهوم الرق الذي يُحكى عنه ، فهي تُسجل كعاملة ضمن وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل بعد ما نقوم بإنهاء  أوراقها في وزارة المالية و مديرية الشؤون الاجتماعية و الفحوص الطبية و عندما تدخل إلى سوريا نُطبق القانون 108 خلال 15 يوم من وصولها و إتمام حصولها على إقامة سنة كاملة التي نجددها كل عام .

و أكد العبيد أن من لم يعمل بهذه المعلومات يُطبق عليه قانون العقوبات و يغرّم ب 100 ألف ليرة سورية ، و أي حالة أخرى مخالفة للشروط فهي تتم عن طريق التزوير بالبلد المصدر و ليس عندنا خاصة أن اليوم صار هناك ما يسمى بالتنسيق بين المكاتب و بين السفارات عن طريق وزارة الخارجية وصارت توقع عقدها قبل الوصول إلى هنا، فلم يعد هناك هضم لحقوق " المربية " كما كان في السابق لا سيما بعد صدور القانون الذي يكفل حقوقهم و واجباتهم .

و أشار أيضا إلى أنهم يصادفون العديد من حالات عدم التوافق بين العائلة و الخادمة  فيقومون باستبدالها و إذا سببت لهم المشاكل لأكثر من مرة قد يعيدونها إلى بلدها ، و لفت إلى أنهم غالبا ما يقفون إلى جانب الخادمة لكي يضمنون حقوقها .

ومن جهة أخرى أفاد العبيد أن الخادمات يصنفن إلى عدة فئات مثل first time  والتي لا تملك أي خبرة وهي التي تغادر بلدها للمرة الأول و يكون راتبها 150 دولار، و " x" وهي التي تملك خبرات متعددة و لديها تجارب في العمل ببلدان عربية و أجنبية ويكون راتبها 200 دولار ، و تابع بأن كل واحدة يكون لديها سيرة ذاتية تبين مهاراتها في الطبخ و التنظيف ودراستها و الشهادات الحاصلة عليها . 

 

 

 شام نيوز- رامان آل رشي