تحالــف تركيــا و«إخــوان» سوريــا يتخطّـى المعطــى الدينــي الــمشترَك

العلاقة التي تجمع بين تركيا من جهة، و"الإخوان المسلمين" السوريين من جهة ثانية، تحوّلت إلى حديث الساعة، وسط إعراب العديد من المراقبين عن اعتقادهم بأن أنقرة حسمت خيارها واختارتهم حليفاً مركزياً لها، ولدى هؤلاء المؤمنين بعمق "التحالف" الذي يجمع بين أنقرة و"إخوان" سوريا الكثير من الأدلة، قد يكون أبرزها واقع استضافة المدن التركية أربع مؤتمرات للمعارضة السورية حتى الآن، غلب عليها طابع الإسلاميين.
وفي السياق رأى مصدر تركي رسمي رفيع المستوى في حديث لصحيفة "الأخبار" أن "الإخوان المسلمين" السوريين والقيادة التركية ليسا حليفين طبيعيّين"، بدليل "حادثة جرت قبل اندلاع الأحداث في سوريا منتصف شهر آذار، عندما زار وفد قيادي من "الإخوان" السوريين أنقرة طلباً لمساعدة الحكومة التركية لإقامة وساطة مع النظام السوري"، موضحا ان "النتيجة كانت أن الوفد المذكور فشل حتى في نيل مواعيد للاجتماع مع الصف الأول من القيادة التركية".
أنقرة : نحن لا نشجّعهم على عقد مؤتمرات المعارضة عندنا ولا نمنعهم من فعل ذلك في الوقت نفسه .
من ناحيته يلفت مسؤول تركي رسمي، فضل عدم الكشف عن هويته ،إلى أنه "ليس فقط المعارضة السورية يمكنها أن تجتمع في تركيا، بل أي مجموعة سلمية أخرى يمكنها فعل ذلك".
وعن "المرونة" التركية الرسمية إزاء دخول وخروج المعارضين السوريين من وإلى الأراضي التركية، فيذكّر المسؤول في حوار مع صحيفة " الاخبار" بأن "شرط تأشيرة الدخول ملغى بين تركيا وسوريا، لذلك فإن لم تكن هناك مذكرات توقيف من الشرطة الدولية "الانتربول" بحق الداخلين إلى أراضينا، وإن لم تكن زيارات هؤلاء الأشخاص مناقضة لمسؤولياتنا الدولية، وإن لم يكونوا داعين لاستخدام العنف، فلا يمكننا فعل أي شيء معهم".
ويختصر المسؤول المشهد على الشكل التالي "نحن لا نشجّعهم على عقد مؤتمراتهم عندنا، ولا نمنعهم من فعل ذلك في الوقت نفسه". مشيرا إلى أن "تركيا هي الدولة الوحيدة القادرة على إبقاء علاقات جيدة مع جميع الأطراف، مثلما هي الحال عليه في العراق مثلاً، لأننا لا نحدد سياستنا الخارجية من منطلقات دينية أو مذهبية ولا من معايير تكوين الأحلاف" على حسب اعتقاده .
وعن العلاقة الحالية مع القيادة السورية، يستعين المصدر الرسمي بكلام وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو في طهران، حيث خاطب قيادة الجمهورية الاسلامية بـ"نحن نعيش جنباً إلى جنب في منازل من خشب، فإذا اندلع حريق عندكم، فسيصل إلى منازلنا، ولن يكون عندنا ترف القول إن ذلك شأن داخلي ولا يعنينا".
شام نيوز. الأخبار