تدشين محطة بوشهر النووية في إيران

بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين والروس، بدأت إيران أمس الاثنين، التشغيل التجريبي لمحطة «بوشهر» الكهروذرية، على حين قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا أمانو إنه يشعر «بقلق متزايد» تجاه الجوانب العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي وحث طهران على التعاون بالكامل مع مفتشيه.
 
يأتي هذا فيما رجح نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني أن تهاجم إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية إذا رأت ذلك ضرورياً لمنعها من تطوير سلاح نووي، على حين أبدت دول مجلس التعاون الخليجي قلقها من ملف إيران النووي مطالبة طهران بوقف ما سمته «التصريحات الاستفزازية والحملات الإعلامية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين دول المجلس وطهران».

 


ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» أن وزير الطاقة الروسي، سيرغي شماتكو، شارك في مراسم التدشين التجريبي للمحطة، في ميناء بوشهر المطل على الخليج جنوب إيران، إلى جانب وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي.
وأعلنت طهران في الرابع من أيلول الجاري، أن محطة بوشهر النووية أصبحت موصولة بشبكة الكهرباء الوطنية، وقالت وكالة الطاقة الذرية الإيرانية: إن المحطة انضمت إلى الشبكة بسعة 60 ميغاواطاً، ومن المتوقع أن يصل إنتاج المحطة، التي بدأ العمل فيها عام 1975، إلى ألف ميغاواط من الكهرباء عند التشغيل الكامل في كانون الأول القادم، أي نحو 2.5 في المئة من استهلاك الكهرباء الكلي في إيران، ويأتي هذا الإعلان بعد يومين فقط من تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت فيه إن إيران «تواصل تحدي قرارات الأمم المتحدة الرامية إلى وقف برنامجها النووي» مشيراً إلى «تزايد المخاوف من تطوير أسلحة نووية».

  

 


وأمس قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمجلس محافظي الوكالة: «إيران لا تبدي التعاون اللازم لتمكين الوكالة من التأكد بشكل موثوق به من غياب مواد نووية وأنشطة غير معلن عنها في إيران».
وجاء خطاب أمانو بعد يوم من إعلان إيران استعدادها لإجراء محادثات نووية جديدة مع القوى العالمية وبعثها برسالة إلى كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

 

 


ومنذ انهيار المحادثات بين إيران والقوى العالمية في كانون الثاني عرضت روسيا خطة تدريجية تتعامل فيها طهران مع المخاوف الغربية من سعيها لامتلاك أسلحة نووية على أن تكافأ مقابل ذلك بتخفيف العقوبات.
وتنفي إيران اتهامات الغرب بأنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية وتقول إن برنامجها يهدف إلى توليد الكهرباء.
وكان مشروع إنشاء محطة‌ بوشهر الكهروذرية قد بدأ في سبعينيات القرن الماضي بخبرات ألمانية، وفي أعقاب الثورة الإسلامية تولت روسيا، أوائل عام 1990 إكمال المشروع، ومن المقرر أن تبلغ طاقة المحطة من إنتاج الكهرباء، ألف ميغاواط في أواخر العام الحالي.
وستصبح إيران، البلد الثاني بعد باكستان التي تمتلك محطة نووية بين الدول الإسلامية الـ57.
ولوحت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بأن الحل العسكري سيكون دائماً مطروحاً على الطاولة في التعامل مع ملف إيران النووي.

 


وقال نائب الرئيس الأميركي السابق: «أعتقد أنهم سيفعلون ذلك»، رداً على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية، وقال ديك تشيني: «إيران تشكل تهديداً وجودياً (بالنسبة لإسرائيل) وسيفعل (الإسرائيليون) أي شيء عليهم فعله لضمان بقائهم والحفاظ على أمنهم».
ورداً على سؤال عما إذا كان رأيه يستند إلى نقاشات مع زعماء إسرائيليين، قال تشيني: «لا يمكن أن أنسبه إلى أي زعيم إسرائيلي معين»، مضيفاً: «لقد أجريت حوارات مع العديد من المسؤولين الإسرائيليين وأعتقد أنهم جميعاً ينظرون إلى إيران على أنها تهديد أساسي».

  

 


من جانبهم، دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إيران إلى وقف التصريحات الاستفزازية للمسؤولين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون، وأعربوا في بيان عن قلقهم البالغ «من مستجدات الملف النووي الإيراني»، مجددين «التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، خالية مــن أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية».

 

شام نيوز. وكالات