حريق هائل في معمل لصباغة الأقمشة يرعب أهالي حلب

تخوفاً من حدوث انفجار مفاجئ ، عاش أهالي كرم النحاس التابع لحي الميسرفي حلب ليلة أول أمس حالة رعب دامت لساعات بعد أن شب حريق هائل في مصبغة للأقمشة تابعة لأحد المواطنين مشيدة في وسط الحي الذي يقطنونه.
وقد أبدى عناصر فوج إطفاء حلب بإشراف آمر الزمرة المساعد عبد الفتاح حمدان شجاعة متميزة في إخماد الحريق والسيطرة عليه ومنع ألسنة النيران من الامتداد إلى الجوار وذلك بمشاركة 5 آليات إطفاء ولمدة دامت نحو ساعتين .
كما حضر إلى مكان الحريق عناصر التحقيق في قسم شرطة الشعار للكشف على ملابساته وبيان أسبابه .
وبين عناصر الإطفاء ان المنشأة تحتوي على خزانات كبيرة من الفيول والمازوت والزيوت ومواد من الأصبغة كلها قابلة للاشتعال وهي خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى كارثة حقيقية يصعب السيطرة عليها في حال اشتعالها .
وقد تجمع عدد من المواطنين حولنا أثناء وجودنا هناك وطالبوا بحماية منازلهم من هذه القنابل الموقوتة "المنشآت المخالفة" لأنها أماكن مليئة بالمواد الكيماوية والمواد القابلة للاشتعال.
وذكرت جريدة الجماهير الصادرة في حلب أن أحد الجوار ( فضل عدم الكشف عنه اسمه ) قال إن المواد المستعملة في هذه المصابغ والمنشآت هي مواد كيماوية مضرة بالإنسان والبيئة وتنفث سمومها دون عوازل ولا رقابة، ومعظم أولادنا مرضى بالربو والتهاب القصبات ، كما أشار أحدهم إلى أن هذه المنشآت غير مرخصة لا من الناحية الإنشائية ولا من الناحية الصناعية، فكيف قامت ولماذا لم تمنع منذ البداية؟ .
ومتابعة لهذا الموضوع اتصلنا بالمهندس فياض رشواني رئيس دائرة الرخص الصناعية بالمحافظة فأوضح أنه من غير الممكن أن يتم منح ترخيص إداري لمنشأة صناعية وسط حي سكني ، ولكن هناك العديد من المنشآت المرخصة منذ القديم ونتيجة التزايد السكاني أصبحت وسط التجمعات وبالتالي ستبقى تمارس عملها إلى حين يتم نقلها إلى المدينة الصناعية مشيرا إلى أنه في حال وجود شكاوى عن إقامة منشآت غير مرخصة يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها وفق القانون النافذ .
بدوره بين المهندس طلال الأسعد مدير الصناعة لجريدة الجماهير أن حلب تحتوي على أكثر من 40 ألف منشأة صناعية وتنحصر مهمة المديرية بترخيص الآليات ومتابعة المواصفات القياسية للمنشأة بحيث يتم أخذ عينات عشوائية من خطوط الإنتاج والوكلاء المعتمدين وإرسال هذه العينات إلى أحد المخابر المعتمدة لتحليلها والوقوف على مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية وفي حال المخالفة يتم تطبيق الإجراءات النافذة بهذا الخصوص ، والتحقق من شروط السلامة المهنية والأمن الصناعي في المنشآت المرخصة وكافة الأمور الصحية .
من جهته أوضح المهندس احمد حسام مخللاتي مدير شؤون البيئة أنه يوجد أكثر من خمسة آلاف منشأة ملوثة بحلب وأنهم معنيون بمتابعة تطبيق الشروط البيئية المطلوبة لكل صناعة وذلك ضمن محاور عمل يتم وضعها من قبل لجنة البيئة لكافة المنشآت الصناعية وتدقيق دراسات تقييم الأثر البيئي لها لاعتمادها من قبل لجنة خاصة في المديرية ويتم منح الموافقات البيئية الأولية والنهائية للمنشآت الصناعية الجديدة ومعالجة كافة الشكاوى التي ترد إلى المديرية عن طريق المحافظة أو الجهات الرسمية الأخرى .
وإننا إذ نضع هذه القضية على طاولة المعنيين فإننا نطالب بإيجاد حل سريع لهذه المعامل المشيدة من غير ترخيص وتفتقد للسلامة العامة والإنشائية، وإبعاد الخطر المحدق بالعاملين في هذه المنشآت وبالمواطنين من الجوار ، لافتين الى أنه قد وقعت حالات حريق وانفجار لمراجل بخارية في عدة منشآت في سنوات قريبة في هذا الحي .
شام نيوز