" خواريف " العيد.. على قارعة الطريق..!!!

 

ما يلفت نظر المتجول في شوارع دمشق خلال أيام عيد الأضحى المبارك هو انتشار خراف الأضاحي على قارعة الطريق، خاصة في المنطقة الممتدة من باب مصلى إلى الزبلطاني مروراً بمنطقة ابن عساكر، حيث تفوح الروائح غير الصحية الناجمة عن فضلات خراف الأضاحي وأعلافها إضافة إلى رائحة الدم المراق على الأرصفة، في مشهد قد يُنفّر للوهلة الأولى من يريد شراء أضحية يتقرب بها من خالقه عز وجل.

تبين وبشكل واضح غياب أشكال الرقابة كافة سواء الصحية منها أو التموينية وحتى رقابة المحافظة والبلدية.. إلخ.

وقد أبدى بائعو الأضاحي تذمرهم من هذا الوضع المزري، ورغبتهم بوجود مكان صحي منظم بشكل حضاري، مخصص لبيع وذبح الأضاحي، مؤكدين أنهم طالبوا الجهات المعنية وخاصة المحافظة ومنذ حوالى أربع سنوات بهذا الأمر على أن يدفعوا لقاء ذلك الرسوم المترتبة عليهم بشكل نظامي بدلاً من دفعهم مبلغ الـ 5600 ل.س كرسم مخالفة إشغال رصيف للمتر الواحد.

 ما يعني أن المحافظة تعرف وتعي تماماً أن هذا الوضع مخالف لشروط الصحة والسلامة، وهي ضمناً غير معترضة عليه، مع العلم أن الباعة المنتشرين على الأرصفة أكدوا أن ساحة المواسم التي أُنشئت منذ ثلاث سنوات لتكون سوقاً لبيع الأغنام بعد تجهيزها بالمذابح وقبان إلكتروني، تمّ إعطاؤها لتجار سوق الهال لقاء استثمارها بمبلغ (5) ملايين ليرة لبيع البندورة..!!!

واشتكى بعض البائعين -فضلوا عدم الإفصاح عن أسمائهم -من الدوريات الشكلية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وتسيرها بعض الجهات ذات الصلة كالمحافظة والصحة والبلدية والشرطة.. إلخ.. وتتحرش بهم لأخذ «العيدية» وإلا سيتم ترحيلهم مباشرة لأنهم مخالفون للقانون بإشغال الأرصفة، ما يضطر البائع دفع العيدية المقدرة ما بين 500- 1000 ل. لكل دورية، علماً أنه في اليوم الواحد تمر أربع دوريات على أقل تقدير، أي أن البائع يدفع حوالى 4000 ل.س كل يوم. وفي هذا السياق قال أحد البائعين: «إنه خلال أيام العيد الأربعة يدفع 50000ل.س مابين إشغال رصيف وعيديات للدوريات»، وربما هذا الكلام مبالغ فيه إلا أنه ليس ببعيد كثيراً عن الواقع..!!!

ومن الملاحظ هذا العام -حسب ما أكده الباعة- تدني مستوى الإقبال على الأضحية مقارنة بالعام الماضي نتيجة ارتفاع أسعار أغلب المواد الاستهلاكية علماً أن سعر كيلو الخروف القائم هذا العام لايختلف كثيراً عن العام الماضي ويترواح مابين 200- 230 ل.س وهي التسعيرة النظامية المقررة من المحافظة، وبالتالي فإن سعر الأضحية يصل إلى حوالى 15000 ل.س أو يزيد وهو مبلغ يعتبر لدى عامة الشعب كبيراً نسبياً إذا ما قورن بمستوى دخل المواطن، لاسيما أن للعيد مصاريف خاصة أخرى لامفر منها.

وقال أحد الباعة: إننا نشتري خرافنا من السوق المركزي بعدرا البلد أو دوما أو النشابية بسعر يترواح مابين 195- 200 ل.س للكيلو الواحد وربحنا لايتجاوز الـ 15 ل.س للكغ ، والبعض الآخر يأتي بخرافه من المحافظات الشرقية لبيعها في دمشق أملاً بربح أكبر.

يذكر أنه في آخر أيام عيد الأضحى المبارك حوالى الساعة الرابعة تنتهي عمليات ذبح الأضاحي، ويتوجب على الباعة كافة أن يقوموا بعمليات غسيل وتنظيف الأرصفة بشكل جيد بناء على تعليمات المحافظة وعلى نفقتهم الخاصة دون تقديم أي مساعدة من الجهات المعنية بهذا الخصوص

 

شام نيوز- جريدة البعث