" عيب .. لا يجوز " ..التربية الجنسية بين التنظيم والتقليد..!!

 كثيراً ما يصاب الأهل بالإحراج الشديد لدى سؤال الأولاد عن كيفية وجودهم على هذه الدنيا أو أسباب الاختلاف بينهم وبين الإناث من ناحية الشكل وخاصة الجهاز التناسلي وغالباً ما يكون رد الأهل ممزوجاً بالخجل والعصبية والرد العشوائي مثلاً/ عيب- أو عندما تكبر تعرف-أو من الله هذا الأمر أو غير ذلك من الحجج

 ويبقى هذا السؤال مخزناً في ذاكرة هذا الطفل حتى البلوغ ومعرفة الحقيقة إما من خلال من هم أكبر سناً أو من المناهج الدراسية أو من خلال الأفلام الإباحية والانترنت وغير ذلك وكل هذه الأمور تجعل الأطفال يخضعون لتربية جنسية غالباً ما تكون مشوهة بل تكون في كثير من الأحيان مغلوطة بأفكار مستوردة ليست من قيمنا الاجتماعية أو عاداتنا أو حتى شرائعنا الدينية.‏

ونادراً ما نجد عائلة تدرك خطورة هذا الموضوع وتعمل على إفهام الأطفال الحقيقة قبل سماعها من أحد ولكن بطريقة ممنهجة ومهذبة.‏

ولكي نسلط الضوء بشكل أكبر حول هذا الموضوع التقينا بالطبيب النفسي مصطفى شحادة الذي تحدث عن هذا الموضوع بإسهاب حيث نوه الدكتور شحادة إلى أهمية إيجاد ثقافة جنسية منظمة تتيح للأطفال المعرفة بهذه الأمور دون شوائب سلبية تجعل معها الأطفال هاجسهم وتفكيرهم المعرفة المتواصلة لهذه الأمور على حساب دروسهم وحياتهم اليومية المعتادة وأشار الدكتور مصطفى بأن كافة الإحصائيات تعتبر المصدر الأول للمعلومات التي يحصل عليها الأطفال حول العلاقة الجنسية تأتي من خارج الأسرة. وتأثير هذا النوع من التربية التجاهلية يتجاوز حدود التربية الجنسية إلى كافة العلاقات الاجتماعية. عندما يبحث الطفل عن معلومات مهمة حول حياته خارج نطاق الأسرة بالدرجة الأولى فهو يقع فريسة معلومات خاطئة ربما تدمر جزءاً مهماً من أحد أهم جوانب حياته كإنسان بالغ.‏

أما الدكتورة شيماء محمد علي وهي باحثة في الشؤؤن التربوية والاجتماعية ذكرت بأن التربية الجنسية هي الضحية الأولى للمجتمعات المحافظة التي تتعامل مع هذا الموضوع بتجاهل تام على مبدأ النعامة. طالما أن الجنس لا يدخل في نطاق الأحاديث اليومية فليس هناك داع للخوف. أثناء هذا الوقت يكتشف الطفل عند اقترابه من البلوغ تغيرات مهمة في تكوينه الجسدي يبحث عن تفسيرات لها خارج الأسرة لعدم قدرته على تناول هذا الموضوع مع أبويه.‏

والأطفال على العكس من الكبار يصدقون بسرعة كل ما يقال لهم، ثقتهم بالآخرين نابعة عن براءة يمكن أن تكون قاتلة في مجتمعات تكثر فيها المعلومات المغلوطة.‏

عند الصبية تبدأ المشكلات عند الاقتراب من سن البلوغ. فمن المعلوم أن البلوغ يأتي مع فارق زمني بين طفل وآخر، هذا التغير المهم يخلق تفاوتاً في فهم التكوين الجنسي. هذا التفاوت يجعل الطفل ضحية ما يرويه له رفاقه ممن سبقوه في هذا الطريق وهم في كل الأحوال لايعلمون أكثر منه بكثير سوى بعض الأقاويل مما سمعوه خلسة من الكبار.‏

عند الفتيات المشكلة أكبر كون الطفلة غالباً ما تقع ضحية إرهاب الأهل من الاقتراب من الذكور، الكبت عند الفتيات يجعلهن ينطوين على أنفسهن ويبتعدن عن كل مراكز الخطر.‏

بالنتيجة تعيش الطفلة حالة ذنب دائم من كونها فتاة. لا تستطيع أن تحتمل تكوينها الجسدي ولا تستطيع التعايش معه.‏

أما الطبيب النفسي هشام عبد الساتر قال: إن التربية الجنسية لا تحتاج إلى فن، أو خبرة أكثر من صراحة وجرأة. خوف الأهل من تناول هذه الأحاديث مع أطفالهم غير مبرر. وشرح التغيرات الجسدية التي ستطرأ قبل حدوثها يساعد الطفل على تقبلها أكثر . كما أن تقديم الأمثلة حول العلاقات بين البالغين من غير باب الذنب والخطيئة يجعل الطفل / والطفلة/ يتعامل مع الأمر ببساطة. والأهم من كل هذا التحدث مع الطفل حول هذه الأمور يجعله يلجأ لأهله أولاً ودائماً عندما يبحث عن معلومات حول أي مسألة تخص الجنس. وهذا بحد ذاته يسمح بمراقبة غير تطفلية لما يمكن أن يقوم به الطفل عندما يصل إلى سن البلوغ.‏

 

شام نيوز- الثورة