لا مطلقة ولا معلقة..و المعاناة تستمر..!!

تتعدد الخيارات أمام الإنسان خلال مسيرة حياته وقد يقبل بخيارات لا تناسب أفكاره وميلوله وأهواءه ولكنه يرضاها على مضض لأنها أفضل الخيارات أو كما يقول المثل : " خيارات أحلاها مر "
أما المرأة فلها في خياراتها شجون إذ أنها قلما تختار وفقاً لإرادتها التامة فقد يتدخل الأهل والمحيط من حولها بقراراتها كي تأت متوافقة مع عادات وتقاليد مجتمعها حتى أنها باتت " تقولب " نفسها وفقاً لمحيطها
والتقت جريدة العروبة عدد من النساء اللواتي رضين بقرارات صعبة تتعلق بالحياة الزوجية وتنعكس على حياتهن عامة فاخترن البقاء في ظل رجل يدعى " زوج " على أن يطلق عليهن كلمة " مطلقة" وهناك حالات كثيرة بعضهن فكرن في اللجوء إلى القضاء ولكن تراجعن في اللحظة الأخيرة عل ّالأمور تعود إلى ما كانت عليه
تكللت علاقة الحب التي جمعت بينهما بالزواج الذي أثمر طفلاً جميلاً ولكن يبدو أن الفقر الذي دخل من الباب جعل الحب يهرب من الشباك... فكثرت أولاً كلمات العتب وتحميل المسؤولية كلّ طرف على الطرف الآخر- ثم بدأت المشاكل تنتج خلافات توصل بعضها للسب والشتم وفي آخرها كان الضرب ... حملت تلك المرأة والتي مازال يطلق عليها اسم« عروس جديدة» «بقجة» ثيابها التي لم تزد عليها أي قطعة جديدة منذ زواجها... إنها مجرد بقجة تحمل بعض الثياب الرثة... وبعض من ملابس طفلها عادت إلى بيت أهلها « حردانة» لبضعة أيام ريثما يتحسن الحال... ولكن طال الانتظار ورفض الزوج أن يعيد زوجته وبعد أخذٍ ورد طالبت الزوجة بالطلاق ولكن كان الرفض سيد الموقف... «آسف أرفض الطلاق إلا إن تخليت عن كامل حقوقك المادية ...» كلمات جاءت كالصاعقة على الزوجة وأهلها ...
أما الزوج فقد تزوج بأخرى وتمر السنوات على هذه المرأة كالغيم الأسود الذي يعتم القلب تحاول جاهدة أن تؤمن مصروفها ومصروف ابنها فتعمل مستخدمة وتبلع الموس على الحدين... ليبقى العناد متحكماً بالطرفين هو لا يطلق وهي لا تتنازل .. ولاتريد « جرجرة » المحاكم. قصص كثيرة سمعناها عن هذا الوضع الذي كان شعاره الأول « المال» الذي لايريد أن يخسره الطرفان وهو شعار يبقى ماثلاً في العديد من القضايا المشابهة..
سميحة لها قصة أكثر غرابة فقد جنى عليها أهلها عندما طلبوا بعض « المظاهر الكاذبة» في ليلة العرس على حد تعبير العريس وقد« سندوا ظهورهم» كما يقول المثل بعقد القران الذي ثبت زواج ابنتهم قبل فترة وجيزة ولذلك وضعوا أرجلهم بماء بارد بأن العريس سوف يرضخ للطلبات ولكن المفاجأة أن العريس وأهله رفضوا تلك الطلبات الاستغلالية وترك لها الجمل بما حمل لأنه كان الأهم بالنسبة للعروس وأهلها وتزوج بفتاة أخرى ولكنه رفض أن يطلقها ... وبقيت على هذه الحال عدة سنوات محتفظة بمصاغ ذهبي لم تلبسه يوماً ... آملة بعودة العريس وتصادفنا حالات عديدة مشابهة تحدث لظرف مالاتطلب فيه الزوجة الطلاق ولكنها لا تنعم بحياة زوجية تحقق لها الاستقرار النفسي والعاطفي والاجتماعي كما حدث مع السيدة خلود فبعد عدة سنوات من الزواج عاشتها مع زوج لا ينجب هجرها زوجها ليجرب حظه مع أخرى ورغم الجرح الذي سببه لها مرتين لم تطلب منه الطلاق لأنه قريبها من جهة وعاشت معه سنوات« العِشرة» بحلوها ومرها... ولكن عندما لاحظت نظرات الاستغراب التي أبديتها أثناء حديثي معها قالت لي : «لا تستغربي ، لم يبق من العمر أكثر مما مضى...» وضحكت ضحكة جرفتها دموع عينيها...
السيدة جميلة لها قصة مشابهة ولكنها كانت هي التي لا تنجب فآثرت أن يتزوج زوجها عليها ولكن لا يطلقها لأن على حد قولها :« ظل رجل ولاظل حائط» فالنظرة قاتمة في مجتمعنا حول المرأة المطلقة ... ولكن بالمقابل زوجها لم يعطها حقوقها فقد هجرها بحجة أنه لا يستطيع اسكان « الضرتين» في منزل واحد... فبقيت مشتتة ما بين منزل ذويها وغرفة بالآجار ولولا راتبها الذي تتقاضاه آخر الشهر لاتدري ماذا كان حلّ بها... نظرة قانونية فيما يتعلق بنظرة القضاء إلى الموضوع أوجز لنا المحامي الأستاذ سليمان رضوان نقيب المحامين في حمص النقاط الأساسية حيث قال : في حال لم تطلب المرأة الطلاق يبقى الحال على ما هو عليه ويحق للزوج الزواج بأخرى وأن يعيش حياته إذا لم تقبل زوجته أن تعيش معه أما في حال أرادت الزوجة الانفصال فإنها تلجأ للقضاء لإقامة دعوى تفريق بينها وبين زوجها أمام المحكمة الشرعية والمحكمة بعد أن تنهي إجراءات التقاضي بينهما – يطلقا – وعندما يصدر الحكم ويكتسب الدرجة القطعية يمكن للزوجة أن تضع الحكم بدائرة التنفيذ وتطلب التضييق على زوجها بالحبس لقاء المهر والنفقة المستحقة وبالتالي مجبر هو أن يدفع وإذا لم ترد الطلاق فإنها ترفع دعوى نفقة أمام المحكمة الشرعية
شام نيوز