لافروف: السوريون هم أصحاب الحل وليس أحد آخر

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن يؤدي المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 إلى إحلال السلام وحل الأزمة في سورية داعيا "المعارضة السورية" إلى تبني موقف شجاع والقدوم إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر.

ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله للصحفيين اليوم "نأمل أن يؤدي مؤتمر جنيف 2 إلى إحلال السلام وتسوية الأزمة في سورية ووقف العنف لتهيئة الظروف الضرورية لعودة المواطنين إلى بيوتهم ولتصبح سورية دولة مدنية وديمقراطية تضمن لمواطنيها حياة لائقة".

وأضاف "إن الشعب السوري هو الذي يجب أن يحل هذه القضية وليس روسيا أو الولايات المتحدة أو أوروبا أو دول الخليج".

وتابع "إن روسيا قلقة من تشتت المعارضة السورية" مؤكدا "أنه يجب أن تكون المعارضة بمختلف أطيافها ممثلة في مؤتمر جنيف 2".

كما أشار لافروف إلى أن روسيا نفذت مهمتها الخاصة بحث السلطات السورية على المشاركة في المؤتمر مضيفا إن روسيا والولايات المتحدة تعملان حاليا على تشجيع المعارضة على المشاركة في مؤتمر جنيف 2.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أكد أمس الأول أن "بلاده ترفض بشكل قاطع أي مبادرات حول سورية لا يجري التنسيق بشأنها مع مجلس الأمن الدولي" وقال "نحن على قناعة ثابتة بأنه لا يمكن حل القضايا الإنسانية في سورية إلا عبر إيجاد حل سياسي وعقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2"

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن الشهر الماضي عن تحديد الثاني والعشرين من كانون الثاني المقبل موعدا لعقد المؤتمر الدولي حول سورية وقد أعلنت الحكومة السورية عن مشاركتها في المؤتمر المذكور حرصا منها على التوصل إلى حل للأزمة في البلاد.

الخارجية الروسية: سنواصل العمل وفقا للنهج المبدئي للتسوية السياسية في سورية عبر جنيف 2 وإطلاق حوار سوري واسع

في سياق متصل أكدت الخارجية الروسية أن "موسكو ستواصل العمل وفقا للنهج المبدئي للتسوية السياسية في سورية عبر مؤتمر جنيف 2 وإطلاق حوار سوري واسع على أساس بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012"

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها نقله موقع قناة (روسيا اليوم): "نحن لا نزال متمسكين بكل القرارات والاتفاقات الدولية بهذا الخصوص بما في ذلك بنود البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني الكبار الأخيرة في إيرلندا الشمالية.. وإن موسكو تأمل بأن يعمل في نفس الاتجاه كل شركائنا الدوليين والاقليميين".

إلى ذلك أعربت وزارة الخارجية الروسية في بيانها اليوم عن قلقها من "تطورات الأوضاع في شمال سورية" حيث استولى إرهابيون مما يسمى "الجبهة الإسلامية" على مستودعات للسلاح تابعة لعصابات ما يسمى "الجيش الحر".

وقالت: "إن مثل هذه التطورات لا يمكن إلا أن تثير قلقا بما في ذلك على ضوء التحضير للمؤتمر الدولي حول سورية في جنيف".

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم أن عناصر متطرفة ترتبط بتنظيم القاعدة استولت قبل أيام "على مستودعات تحتوي على العتاد العسكري الامريكي الذي كانت الولايات المتحدة تسلمه للمسلحين في شمال سورية" الأمر الذي تسبب حسب الصحيفة "بصدمة لدى الولايات المتحدة" دفعتها إلى جانب بريطانيا لتجميد المساعدات "غير الفتاكة" للمسلحين.

إقامة واشنطن منظومة "الضربة العالمية الخاطفة" خطوة خطرة تهدد بزعزعة الأمن

في سياق آخر أعلنت الخارجية الروسية أن إقامة الولايات المتحدة منظومة "الضربة العالمية الخاطفة" تمثل خطوة خطرة تهدد بزعزعة الأمن.

ونقل موقع روسيا اليوم عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله في حديث لصحيفة كوميرسانت الروسية "إن موسكو تتابع باهتمام ما يجري في الولايات المتحدة حول إقامة هذه المنظومة" مضيفا أنه "حتى في حال تغيير الخطط الحالية وعودة واشنطن إلى تزويد الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية للغواصات بذخيرة عادية ستعتبر هذه الذخيرة نووية وفقا لقواعد اتفاقية الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".

وكان نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري روغوزين حذر أمس من مغبة شن أي عدوان ضد بلاده مشيرا إلى أن روسيا "ستستخدم قواتها النووية في حال تمت مهاجمتها في ظروف محددة وعلى أي معتد أن يدرك ذلك".

وقال إن صندوق البحوث الواعدة الروسي سيعمل على وضع خطة عسكرية للرد على استراتيجية الضربة العالمية الخاطفة وهي الاستراتيجية الرئيسية التي تخطط لها الولايات المتحدة والمقصود هو سلاح "لا نووي" بوسعه توجيه ضربات فائقة الدقة إلى أهداف تقع في أي منطقة في العالم.

بوشكوف: واشنطن تحاول تعويض فشلها في سورية عبر التأثير على الوضع في أوكرانيا

من جانبه أكد أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أن "محاولة واشنطن التأثير على الوضع في أوكرانيا ناجمة عن رغبة الأمريكان بتعويض فشلهم في سورية".

ونقلت قناة روسيا اليوم عن بوشكوف قوله اليوم "إن لدى واشنطن بعد فشلها في سورية وكل هزائم سياستها الخارجية رغبة كبيرة في التعويض من خلال أوكرانيا وفي اظهار الغرب وكأنه يمسك بزمام المبادرة ولا يزال كالسابق القوة التي تحدد سير الأمور في العالم".

وأضاف "إن أوكرانيا تحولت إلى ساحة يحسم فيها ما إذا كان الغرب سيفقد زمام المبادرة أو يحتفظ بها".

ودخلت واشنطن أمس بقوة على خط الأزمة في أوكرانيا عبر لقاء سيثير الكثير من الجدل جمع"مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند مع متظاهرين أوكرانيين في ساحة الاستقلال في كييف" ويشكل تصرفها هذا تكرارا لحالات سابقة قام بها مسؤولون أميركيون بالتدخل المباشر بقضايا داخلية للدول ربما يكون أبرزها سلوك السفير الأميركي في سورية روبرت فورد الذي تجاوز كل الأصول الدبلوماسية ومارس كل أنواع التحريض ضد الدولة السورية منذ بداية الأزمة فى سورية.

ولفت بوشكوف إلى أن رد الفعل الهستيري هذا على رفض أوكرانيا توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وعملية الإنزال السياسي هناك ووصول الأمريكان رغم أن الشراكة مع أوروبا لا تخصهم كل ذلك يبين من كان وراء هذه الفكرة ..الخارجية الأمريكية نأت بنفسها حتى الآن لكن صبرها قد نفذ".

وقال المسؤول الروسي " إن ذلك يظهر ليس قوة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بل ضعفهما".

واعتبر بوشكوف أن تدخل الغرب في الأحداث الدائرة في أوكرانيا "يدل على أنه ينظر الى هذه البلاد وكأنها شبه مستعمرة له" موضحا أن ما تقوم به الدول الغربية في أوكرانيا هو عدوان سياسي حيث يشارك ممثلو هذه الدول في الاحتجاجات ويدعون إلى "النضال".

من جهته قال إيغور شوفالوف نائب رئيس الوزراء الروسي للصحفيين في أعقاب زيارة عمل الى الولايات المتحدة "إن روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات حول القضية الأوكرانية في أي اطار كان وإن الأهم هو تحقيق نتيجة"وأشار إلى أن روسيا أكثر مرونة من الاتحاد الأوروبي.

وكانت استطلاعات للرأى قد كشفت اليوم ان أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون أن على الولايات المتحدة التوقف عن لعب دور الشرطي العالمي وأن عليها ترك الدول التى تعانى من مشاكل أن تحل مشاكلها بنفسها.