لقاء أهل الشام

أكد المشاركون في لقاء أهل الشام الذي عقد في قصر العظم بدمشق اليوم رفضهم جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية والمس بسيادتها الوطنية.
وعبر المشاركون في البيان الختامي للقاء الذي دعت إليه الفعاليات الأهلية والشعبية في دمشق عن مساندتهم للجيش العربي السوري الباسل ورفضهم لاحتضان المجموعات الإرهابية المسلحة مؤكدين ان سورية شكلت في التاريخ المعاصر إحدى أهم قلاع الصمود في وجه المشروع الأميركي الصهيوني وأدواته المحلية من أصحاب النزعة الرجعية المرهونة للعواصم الغربية.
وقال المشاركون في بيانهم إن // تاريخ سورية الحافل بأبهى صور العيش المشترك والتسامح وقبول الآخر يحتم على كل مخلص لهذا البلد وكل صاحب انتماء له أن يقدس حرمات الوطن قولا وفعلا// مؤكدين أنه بناء على ذلك فان //دم السوري على السوري حرام وحرام على كل سوري مخلص أن يبادر او يشارك أو يقبل بأي قول أو تصرف يفضي إلى الاستخفاف بحرمة هذا الدم المصون //.
ولفت البيان إلى أن مقدرات وإمكانات الشعب العربي السوري هي نتاج تضحيات الآباء والأجداد وهي رصيد صمود هذا الشعب العظيم في كل معاركه النهضوية المقاومة معتبرا أن من يحاول المساس بهذه المقدرات من بنى تحتية ومؤسسات اقتصادية واجتماعية وأملاك عامة وخاصة يسهم بالإخلال بالأمن الاقتصادي والاجتماعي للوطن وبتمكين أعدائه منه.
وأكد المشاركون أن اشاعة الفهم الخاطئ لمبادئ الدين ونشر المفاهيم المشوهة المبتورة أدت ولاتزال تؤدي إلى مظاهر خطرة تهدد التجانس الاجتماعي والروحي للوطن عبر إطلاق الفتاوى التكفيرية الالغائية وإثارة النعرات الطائفية وهو الأمر الذي تحرمه كل الرسالات السماوية.
وعبر المشاركون عن دعمهم للبرنامج السياسي للخروج من الأزمة مؤكدين الحرص على الدور الريادي لسورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في مواجهة المخططات الاستعمارية.
وأكد أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي موفق الباشا في كلمة خلال اللقاء على التمسك بخيارات الشعب في الإصلاح والثوابت الوطنية والقومية ودعم المقاومة واعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وعلى تحرير الجولان العربي السورية حتى خط الرابع من حزيران عام 1967واستعادة الأجزاء المغتصبة والسليبة.
ولفت الباشا إلى أن البرنامج السياسي لحل الأزمة هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر لجميع السوريين والخروج أشد قوة وأمضى عزيمة وأكثر منعة ووحدة وبناء سورية المتجددة مشيرا إلى أن أهل الشام يستنهضون الماضي المجيد ويصنعون المستقبل بتلاحمهم وتكاتفهم ومحبتهم وتقع على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن كل ذرة تراب من أرض الوطن.
من جهته أكد الشيخ الدكتور محمد توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام//أن سورية والشام نسيج متماسك تعددت ألوانه وتكامل نسيجه وتوطدت قوته وخسأ من يريد أن يفرق بين أهلها والذل والعار لمن أراد لهذه الأمة ان تنهزم بعوامل التفريق والتشتيت والشرذمة لأنها ستبقى أمة واحدة بكل أطيافها وشرائحها متعاضدة تقاوم كل عوامل التفرقة تعيش بمحبة وسلام مع بعضها بكل أطيافها جنبا الى جنب كما كانت منذ آلاف السنين//.
وقال البوطي//قد تختلف المذاهب بينها لكن هذا الخلاف يغني الأمة ويقوي الحضارة ويوطدها لكن التكفير لم يقل به أجدادنا// متسائلا//إذا كنا مختلفين فهل ننهي الخلاف برمي الزيت على النار وتمزيق الاكباد وقتل الجار لجاره والأخ لأخيه وابن الوطن لابن وطنه.. ألم يورثنا أجدادنا هذا الوطن بهذه الأطياف التي نراها لكن هناك من يريد ان يقتل الواحد الآخر ونشر الفتنة بأوامر أمريكا وإسرائيل//.
وتابع البوطي//نلتقي ونتحاور ونبني هذا المجتمع يدا بيد.. نختلف فنتحاور..لكن لا نتقاتل//مضيفا//إن الذين يراهنون على تمزيق الامة وبدؤوا بتأليب شبابنا وزجهم في حمأة الفتنة السوداء التي عشنا عامين ونيف ونحن نعاني شدائدها نقول هنيئا لكم ارتماؤكم في أحضان أمريكا واستجداؤكم السلاح من هولاند
وغيره.
وأكد ان قرار مصير ومستقبل هذا الوطن بيد أبنائه وليس بيد الغرباء ممن يتشدقون بالديمقراطية فلن نقبل وصاية وأن تفرض علينا أوامر التمزيق والتشتيت والشرذمة فنحن نريد أن نعيش على أرضنا ومن أرضنا ونبني مستقبلنا.
واعتبر البوطي أن من يحاربون سورية يحاربون الدين قبل الوطن لأن الدين الذي ندين به ونؤمن به يأمر بالتحابب والتآخي والتعارف مؤكدا أن لا مهادنة مع أعداء الله ومع الذين يريدون نشر الفتنة ومع قتلة الأئمة والعلماء والدعاة الذين أطفؤوا جذوة فاحيوا بذلك أمة.
وأضاف البوطي//قالوا إن مصر قاطعتنا فقلت هذا شيء طبيعي فمن كان صديقا لإسرائيل فهو عدو لنا ومن حقه ان يقاطعنا ونحن لا نعتب عليه في ذلك وهذا منطقي مع نفسه فالخائن ينبغي ان يكون خائنا ومن الصعب أن يكون مخلصا ووفيا//.
بدوره أكد الشيخ عبدالسلام الحراش من لبنان أن أهل الشام اسرة واحدة تؤكد وحدة أبناء سورية بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم حيث عاشوا منذ الأزل معا في هذا البلد يشكلون امة ستبقى خالدة وباقية في العقول والضمائر مشيرا إلى أن وقوف الجميع مع سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد لبناء سورية المتجددة بالقيم والمعايير ومحاربة الارهاب واعداء الوطن. وحيا الحراش دماء شهداء سورية حماة الديار موءكدا ان دماءهم لن تذهب هدرا وسوف تزهر وردا وأقحوانا داعيا الله أن يعيد السكينة والسلام إلى ربوع سورية.
من جهته أشار نيافة الاب جبراييل داوود إلى أن من ير هذا اللقاء يعرف ويسلم أن سورية بخير رغم الألم ونزيفها وجرحها الذي لم يندمل حيث يصبر ويصمد السوريون ويكابرون على الجراحات في سبيل قيام الوطن والانتصار في هذه الحرب الشعواء معتبرا أن هذا الاجتماع يثلج صدور المحبين ويضع خنجرا في قلب أعداء سورية التي بادلت كل العالم المحبة والتعاون ونشر ثقافة المحبة والتسامح.
وبين داوود ان من يرد استهداف الشام وسورية فانما يريد ضرب مهد الحضارات والديانات السماوية والفكر الانساني وطمس التاريخ والحضارة موءكدا ان لا سبيل للخروج من الأزمة الا بالحوار والحل السياسي تحت سقف الوطن ونبذ العنف والإرهاب.
كما ألقيت خلال اللقاء كلمات لذوي الشهداء وتجار وحرفيي وسيدات دمشق ورجال دين أكدت ان سورية ستخرج منتصرة من أزمتها اقوى رغم تآمر وتكالب الأعداء عليها بفضل تضحيات أبنائها وقوة جيشها وحكمة قيادتها ووعي ووحدة شعبها.
وأكد المشاركون في كلماتهم ان أعداء سورية حرفوا البوصلة عن هدفها الصحيح وهي تحرير فلسطين وتطهير المقدسات من رجس الصهاينة المحتلين وان صرخات الشعب الفلسطيني لم تحرك النخوة العربية والاسلامية بل فتحوا أبوابهم للغاصب واقاموا علاقات معه مبينين ان الاسلام هو اسلام الاعتدال والعقل والروح والترفع عن الشبهات ومحبة الاخ واحترام الجار.
وطالب المشاركون شيوخ الفتنة بالكف عن الفتوى بسفك الدم في سورية حتى يوفروا على انفسهم الانزلاق في مهاوي الخطر والنار ويدروءوا دماء إخوانهم وأهلهم التي تهدر في كل يوم داعين من ضل طريق الرشاد وركب موجة التكفير وعمل بالقتل والسلب والتدمير الى العودة لحضن الوطن.
وأكد ممثلو احياء دمشق في كلماتهم أن السوريين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل من احد وضرورة الاحتكام إلى العدل ولغة الحوار والمصارحة والمساهمة في الإصلاح ونبذ العنف وتحريم وتجريم الخطف والقتل والسرقة والترهيب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ورفض الفتنة.
وأشاروا إلى أن أعداء سورية يبثون الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويحطمون البنى الثقافية والعلمية والأخلاقية والاقتصادية عبر إشغال الناس بصراعات داخلية وصرفهم عن قضيتهم الأساسية وعدوهم الحقيقي وهو إسرائيل والصهيونية العالمية مشيرين إلى انتصارات رجال الجيش العربي السوري وتضحياته في كل شبر من ارض سورية ليعود الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.
حضر اللقاء ممثلون عن أحياء دمشق ووجهائها وفعاليات اجتماعية واقتصادية وأهلية ورسمية وحزبية ورجال دين وشيوخ عشائر وحشد كبير من أهالي دمشق.