لوكاشيفيتش: نساند بقوة كل من يسعى للحل السياسي للأزمة بسورية

أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن موسكو تساند بقوة كل من يسعى إلى الحل السياسي للأزمة في سورية مجددا استعداد موسكو لاستضافة حوار بين كل الأطراف في سورية.

ونقل موقع قناة (روسيا اليوم) عن لوكاشيفيتش قوله إن "روسيا ستستمر بالعمل الحثيث مع كل أطراف النزاع واللاعبين الخارجيين لدعم كل من يسعى لحل سياسي للأزمة في سورية".

وأضاف لوكاشيفيتش أن روسيا تنطلق من ضرورة استخدام جميع الإمكانيات لوقف العنف وبدء الحوار السياسي مشيرا إلى أنه من الضروري اتخاذ أي إجراءات لوقف العنف عبر حوار سوري داخلي واسع.

ولفت لوكاشيفيتش إلى أن موسكو مستعدة لاستضافة حوار دون شروط مسبقة في حين أن "رئيس ائتلاف المعارضة" يضع شروطا لبدء الحوار علما أن إعلان جنيف ينص على أن الحوار سيكون دون شروط".

وأضاف لوكاشيفيتش: نحن عرضنا خدماتنا وليقرر الجانبان والأهم هو بدء الحوار وأما أين ومتى فهو أمر ثانوي.

وقال لوكاشيفيتش: "للأسف الوضع يتدهور والمواجهات الداخلية لا تتراجع وتيرتها وسجلت اشتباكات بين المتطرفين أنفسهم" مؤكدا على أن المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ما زال يلعب دورا مهما تؤيده روسيا دون تغيير.

من جانبه اعتبر مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية اناتولي يغورين في تصريحات له أن ما يجري في سورية عدوان خارجي مدفوع الثمن وتدخل سافر بشؤونها الداخلية عبر مصطلح الغزو الالكتروني الأمريكي.

بدوره قال رئيس اتحاد الدبلوماسيين الروس بافل اكوبوف إن هدف الأمريكيين زرع أنظمة موالية لهم ولهذا لا تغيير بموقفهم حيال سورية.

الخارجية الروسية: بيانات الخارجية الأمريكية حول محادثات هاتفية بين لافروف وكيري غير دقيقة ولا تعكس الواقع

من جهة أخرى أعلن لوكاشيفيتش أن بيانات وزارة الخارجية الأمريكية حول تنظيم محادثات هاتفية بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري غير دقيقة ولا تعكس الواقع.

وقال لوكاشيفيتش خلال مؤتمر صحفي أمس "أود الرد على التصريحات الجديدة غير الدقيقة للممثلة الرسمية للخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند التي زعمت أن وزير الخارجية الأمريكي غير قادر لليوم الثاني على الاتصال بوزير الخارجية سيرغي لافروف" موضحاً أن موسكو تسلمت يوم 12 الشهر الحالي من واشنطن طلباً بتنظيم محادثة هاتفية عاجلة بين الوزيرين نظراً لإجراء تجربة نووية في كوريا الديمقراطية ولكن لم يكن بالإمكان في تلك اللحظة الاتصال هاتفياً بسبب جدول العمل المكثف لجولة العمل لوزير الخارجية الروسي في بلدان أفريقيا "وقد أبلغنا الجانب الأمريكي بذلك حالاً".

واعتبر المتحدث أن تصريحات نولاند لا تعكس ما جرى في واقع الحال حول تنظيم محادثة هاتفية بين وزيري الخارجية.

وحول الوضع حيال كوريا الديمقراكية أوضح لوكاشيفيتش أن وزارة الخارجية الروسية أوصت كل الأطراف المعنية بتسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية بالإحجام عن القيام بأي خطوات متسرعة داعياً كل دول المنطقة إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس.

واعتبر لوكاشيفيتش أن روسيا ستعمل على أن يكون رد مجلس الأمن "موازياً لمدى الخطر الذي تحمله التجربة النووية الكورية" إلا أنه رفض المعلومات التي تحدثت عن فرض روسيا الاتحادية عقوبات على كوريا الديمقراطية.

وأعرب عن قناعته بأن روسيا الاتحادية بصفتها مشاركاً نشطاً ضمن إطار المفاوضات السداسية الدولية وعضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي ستعمل على أن تتماشى ردة الفعل العقلانية التي سيقوم بها المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن مع حجم الخطر والتهديد الذي حملته التجربة مؤكداً أن إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية لا يشكل ذريعة لتنمية العضلات العسكرية وتوسيع التواجد العسكري في المنطقة في إشارة إلى المحاولات الأمريكية لزيادة حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية واستغلال التجربة النووية الكورية الديمقراطية لتعزيز تواجدها العسكري واللوجستي في المنطقة.

رئيس اتحاد الدبلوماسيين الروس: هدف الأمريكيين زرع أنظمة موالية لهم ولهذا لا تغيير بموقفهم يال سورية.. نائب مدير معهد الاستشراق: ما يجري في سورية عدوان خارجي

إلى ذلك أكد بافل أكوبوف رئيس اتحاد الدبلوماسيين الروس والسفير الروسي السابق في ليبيا في حديث لمراسل سانا في موسكو أن الهدف الأمريكي في سورية وأي مكان في العالم زرع أنظمة موالية لها وعلى شاكلتها مستبعدا حدوث تغيير بالموقف الأمريكي حيال سورية.

وقال:" إن هدفهم في زرع أنظمة موالية لهم وعلى صورتهم ومثالهم كان وما زال الهدف الأمريكي ولا أرى أي تغيير في موقفهم".

وأعرب أكوبوف عن أسفه لما يجري في سورية لأن هذا غير مقبول موضحا أن روسيا كما الشعب السوري لا ترضى بما يجري لأن الشعب الروسي يعتبر سورية الدولة الصديقة تاريخيا لروسيا وشعبها.

ودعا أكوبوف إلى الحوار بين السوريين والعمل معا على إخراج المرتزقة الأجانب من بلادهم لأنه لا مبرر لاستمرار المواجهات المسلحة مذكرا بما قاله ذات يوم أحد وزراء خارجية الاتحاد السوفيتي السابق بأن عشر سنوات من المباحثات أفضل من يوم واحد من الحرب متمنيا الاستفادة من هذا القول المأثور.

بدوره أكد أناتولي يغورين نائب مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن مايجري في سورية هو عدوان خارجي مدفوع الثمن لدرجة أنه يمكن التأكد من المبالغ التي تدفع للمشاركين في الحرب على سورية موضحا أن الوضع فيها ومن خلال مصطلح الغزو الإلكتروني الأمريكي الذي تقوم به الولايات المتحدة عبر الصناديق وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة يثبت ذلك.

ورفض يغورين المقولات التي تتحدث عن "ثورة اجتماعية" في سورية معتبرا أن ما يجري فيها هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لسورية إذ أنهم بواسطة الوسائل الإلكترونية يحركون المجتمع ضد بعضه البعض وإن كانوا قد نجحوا بذلك في ليبيا فإنهم يريدون تمرير هذا العدوان في بلدان عدة ومنها سورية وفي بلدان أخرى.

وأدان يغورين المخططات الغربية والأمريكية الموجهة ضد سورية داعيا إلى التصدي لهذا العدوان وفضحه بكل الصور كونه سلوكا لا إنسانيا ولا علاقة له بشكل النظام السياسي الذي يصبو إليه كل شعب من الشعوب ومنها الشعب في سورية مؤكدا أن الوضع السوري هو من اهتمامات السوريين وهم سيحلون قضاياهم بنفسهم وليس من اختصاص الأمريكيين وأصدقائهم في قطر وتركيا.

وشدد يغورين على أن شعب سورية لا يقبل الضيم من أحد ويعرف كيف يتخلص من أعدائه وينتقم لشهداء وطنه مضيفا إنه لو كان العدوان بالطائرات والصواريخ لكانت الأمور واضحة تماما ولكن ما يجري هو غزو إلكتروني أمريكي لعقول البعض في البلدان العربية.

بدوره أشار دينغا خاليدوف نائب رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية إلى أن المجموعات الإسلامية المتطرفة ارتكبت أعمالا منافية للقانون وأن هذه الأعمال الإجرامية تطورت إلى عمليات حربية حقيقية بدعم مادي ومعنوي من قبل الدول الغربية وقطر وبمساعدة ما يسمى "تنظيمات المجاهدين المسلمين".

وأكد خاليدوف إن سورية منبع للثقافات والحضارات الإنسانية منددا بسرقة القطع الأثرية التي سرقت من المتاحف السورية التي تتمتع بقيمة علمية وتاريخية حيث يزيد عمرها على الألف والألفين عام لافتا إلى أن هذه الأعمال تصب في نهاية المطاف في مصلحة إسرائيل.

واستنكر خاليدوف ما أقدمت عليه العصابات الإرهابية من تدمير في سورية لأوابدها والذي يشكل دلالة تخلف هذه العصابات وجهلها كما فعلت قبل ذلك في العراق من سرقة وبطش بالتحف التاريخية التي تعود إلى حضارات ما بين النهرين العريقة متمنيا زيارة سورية في وقت قريب وألا تمتد يد الدمار إلى أوابدها التاريخية العريقة.

وجدد خاليدوف التأكيد على أن المجموعات الإرهابية المسلحة هي أدوات طيعة في يد القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لأنها تقوم بتخريب بلادها وهدم البنى التحتية تلبية لمطالب أعداد الوطن دون أن يعلموا بذلك.

من جهته اوضح أناتولي تسيغانوك رئيس مركز التوقعات العسكرية في موسكو في حديث مماثل لـ سانا فشل حلف الناتو في محاولته إسقاط القيادة في سورية مؤكدا أن الوضع تغير اليوم بشكل حاد لأنه من الضروري إدراك قوة الجيش العربي السوري.

وأكد تسيغانوك أن ما تقوم به تركيا سينعكس عليها بالسوء لأنها تنفذ قرارات الناتو وتدخل في مخططاته مذكرا بما فعلته في إجبار الطائرة المدنية السورية على الهبوط في مطار أنقرة.

وأشار الباحث العسكري الروسي إلى أن الحكومة التركية فشلت بمخططها لتكرار السيناريو الليبي ضد سورية لافتا إلى أنه يغيب عن بال الحكومة في تركيا بأنها معرضة لأخطار كبيرة في المستقبل لدى تحقيقها مآرب حلف الناتو نتيجة التنوع غير المتجانس للشعب في تركيا.

وأعاد تسيغانوك إلى الأذهان أن القذيفة التي سقطت على الأراضي التركية وأودت بحياة خمسة مواطنين أتراك العام الماضي كانت حسب تأكيدات أعضاء في البرلمان التركي من القذائف المستخدمة لدى حلف الناتو في الوقت الذي لا تملك سورية هذا النوع من القذائف ما يدل على أن العصابات الإرهابية المسلحة على الحدود هي التي أطلقت هذه القذائف.

وشدد تسيغانوك على سقوط أحلام الإدارة الأمريكية التي كانت تتنبأ بقرب سقوط سورية وقال إن سورية وروسيا والصين صمدوا في وجه الهجمة الغربية على قواعد القانون الدولي مشددا على أن روسيا لم تعد تثق بكلمة واحدة يطلقها الغرب.