مظاهرات حاشدة تعم تركيا وإحراق مكتب حزب العدالة والتنمية في أزمير

تجددت الاحتجاجات الشعبية التركية ضد سياسات حكومة رجب طيب اردوغان التسلطية في تركيا لليوم الثاني على التوالي واحتشد آلاف المتظاهرين الأتراك في الشوارع المحيطة بميدان تقسيم وسط اسطنبول بينما توجه المحتجون في أنقرة نحو مقر البرلمان.
وتعكس الاحتجاجات تزايد الاستياء الشعبي من ممارسات ونهج حكومة اردوغان وتشكل تعبيرا عن الرفض لسياساتها حيال الأزمة في سورية كما أفادت التقارير الإخبارية.
وقمعت الشرطة التركية مجددا الاحتجاجات مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لليوم الثاني لمنع حشود المحتجين من الوصول إلى ميدان تقسيم وسط اسطنبول الذي شهد اشتباكات عنيفة كما أفادت وكالتا الصحافة الفرنسية ورويترز.
وردد المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين وضعوا مناديل وأقنعة طبية "التوحد ضد الفاشية" و"استقالة الحكومة" وهم يحاولون التقدم في الشارع المؤدي إلى الميدان معبرين عن رفضهم لمحاولات حكومة اردوغان إحياء الوجه العثماني لمدينة اسطنبول عبر تنفيذها مشروع إقامة ثكنات عسكرية عثمانية واقتلاع أشجار في حديقة بميدان تقسيم وسط اسطنبول.
كما اشتبك المحتجون مع الشرطة في حي بشكطاش على شاطيء البوسفور بعد عبورهم جسرا في محاولة أخرى على ما يبدو للوصول إلى ميدان تقسيم فيما حلقت مروحية تابعة للشرطة فوق المدينة لمراقبة المتظاهرين في حين لجأ مئات الناشطين إلى مقر لإحدى النقابات بين فصلين من المواجهات حيث أقام أطباء فيها مركزا لتقديم الإسعافات الأولية خصوصا لمعالجة الإصابات الجلدية والتنفسية الناجمة عن الغازات المسيلة للدموع فيما أقام ناشطون آخرون خلية أزمة.
ومنعت الشرطة مجموعة من المتظاهرين من التوجه إلى البرلمان ومكاتب رئيس الوزراء في أنقرة.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مخزون الغاز المسيل للدموع بدأ ينفد لدى شرطة اسطنبول حيث كانت رسائل أجهزة اللاسلكي تحذر الوحدات وتطلب منهم "الاقتصاد" في استخدامه.
وانطلقت حركة الاحتجاجات المذكورة والتي تعد أكبر وأوسع التحركات التي تواجهها حكومة حزب العدالة والتنمية منذ تسلمها السلطة في عام 2002 .
وقال مسعفون إن الاشتباكات في اسطنبول أدت أمس الأول لإصابة حوالي ألف شخص بينما أفاد اتحاد الأطباء التركي أن نحو ستة من المتظاهرين فقدوا البصر بعد إصابتهم في العين بعبوات غاز.
وتعبيرا عن التحدي للحكومة التركية ورئيسها ردد المحتجون في حي جهانجير السكني في الشطر الأوروبي من المدينة التركية "طيب اردوغان انظر كم عددنا في مواجهتك" واصفين مسؤولي هذه الحكومة "بأنهم فاشيون أوغاد .. سئم الأتراك من ممارساتهم".
وكتب المتظاهرون على لافتة إلى جانب رسم كاريكاتيرى لاردوغان وهو يرتدي عمامة سلطان عثماني.. مخاطبا إياه "هؤلاء الناس لن ينحنوا لك" .
وفي العاصمة انقرة تجمع آلاف الأشخاص مطالبين باستقالة الحكومة كما أظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تجمع محتجين أيضا في موقعين في ازمير.
ورفضت الشرطة التدخل في إدرنة شمال غرب تركيا فيما تم إحراق مكتب لحزب العدالة والتنمية في ازمير.
ودون ناشطون على لوح معلومات عن تحركات قوات الشرطة والمتظاهرين في الأحياء والمدن الأخرى من المنتجعات الواقعة على بحر ايجة غربا إلى بلدات الشرق وعناوين الكترونية أو شهادات عن عنف الشرطة معتبرين أن الأخبار عن التعبئة مشجعة.
واندلعت شرارة الاحتجاجات بسبب مشروع تنفذه بلدية اسطنبول ويفترض اقتلاع عدد كبير من 600 شجرة تعتبر متنفسا لسكان المدينة إذ يؤكد معارضو المشروع أنه سيحول ساحة تقسيم إلى منطقة تجارية اسمنتية بلا طابع تهدف إلى كسب المال وستبعد السكان الذين كانوا يعتمدون الحديقة مكانا للتلاقي.
وتؤكد الأوساط المؤيدة للعلمانية في تركيا أن أردوغان يميل إلى الاستبداد والسعي إلى "أسلمة" المجتمع التركي.
وأفادت تقارير إخبارية أن الاحتجاجات الشعبية عبرت أيضا عن المعارضة لموقف الحكومة التركية من سورية وامتدت المظاهرات إلى مدن أخرى.
كما ذكرت تعليقات على موقعي تويتر وفيسبوك أن مظاهرات مماثلة ستنظم في الأيام القليلة المقبلة بمدن تركية أخرى بينها أنقرة وازمير وأضنة وبورصة.
الشرطة التركية تعتقل 939 شخصا خلال الاحتجاجات
وأقر وزير الداخلية في الحكومة التركية معمر غولر أمس أن الشرطة اعتقلت 939 شخصا في أكثر من 90 مظاهرة في أماكن مختلفة من البلاد.
ونقلت رويترز عن غولر قوله للصحفيين في تعليقات بثها التلفزيون الحكومي التركي "جرى اعتقال 939 شخصا في عدة مدن.. وتم الافراج عن البعض بالفعل".
وأضاف.. "إن 79 شخصا اصيبوا بجروح أثناء المظاهرات التي أثارتها خطط الحكومة لتحويل ثكنة ترجع إلى العهد العثماني إلى منطقة تجارية وسكنية في ميدان تقسيم في اسطنبول لكنها تحولت إلى مظاهرات واسعة لتحدي رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان".
المئات يتظاهرون في بروكسل دعما للمحتجين على سياسات حكومة أردوغان القمعية في تركيا
وتظاهر المئات في بروكسل أمس أمام البرلمان الأوروبي وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تضامنا مع المحتجين في تركيا.
ونقلت رويترز عن السياسية البلجيكية المحافظة بولدوك بيريا المولودة في تركيا قولها.. أنها قررت تنظيم الاحتجاج للتنديد بالطريقة التي قمعت بها الشرطة التركية المحتجين.
وأضافت "نأسف للطريقة التي تم التعامل بها مع الاحتجاج..الشرطة تلعب لعبة مهمة للسلطة.. ولا نستطيع قبول هذا لأن الطريق للديمقراطية لا يمكن معه قمع الناس بهذه الطريقة".
بدوره قال الناشط سيلين بارمان "قطعت اتصالات الانترنت تماما ولم يتمكن الناس من استخدام موقع تويتر أو مواقع الاعلام الاجتماعي.. وتقدم وسائل الإعلام المحلية في تركيا برامج وعروضا غبية طوال الوقت ولا يمكن أن ترى أي اخبار عما يجري".
ويشير منتقدو أردوغان إلى تسلطه وما يصفونه بتدخل حكومته في الحياة الخاصة في تركيا.
أردوغان وغل يقران بـ "أخطاء وتصرفات مبالغ بها" ضد المحتجين والمعارضة تؤكد أن ما يجري حراك شعبي
ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وجد أردوغان نفسه مضطرا بعد تحدي مواطنيه للإقرار بما سماها "الأخطاء" و "التصرفات المبالغ بها" التي ردت بها الشرطة على المتظاهرين الأتراك الرافضين لخططه في ساحة "تقسيم".
ونقلت (ا ف ب) عن أردوغان قوله "في اليوم الثاني من الاحتجاجات حقيقة كانت هناك بعض الأخطاء وتصرفات مبالغ بها أثناء رد الشرطة".
وفي محاولة لامتصاص الغليان الشعبي والالتفاف على جريمة جرح المئات من المحتجين السلميين صدر بيان عن وزارة الداخلية التركية قالت فيه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رجال الشرطة الذين تصرفوا بشكل غير مناسب".
من جهته اعترف الرئيس التركي عبد الله غل أن تظاهرات اسطنبول وصلت إلى "حد مقلق" داعيا إلى "تغليب المنطق".
وقال غل في بيان "يتعين علينا جميعا أن نتحلى بالنضج حتى يمكن للاحتجاجات التي وصلت إلى حد مقلق أن تهدأ" و دعا الشرطة إلى التصرف "بشكل متناسب مع حجم الاحتجاج".
وكان أردوغان أكد في وقت سابق أمس مضيه في تنفيذ خطط البناء المعدة لساحة تقسيم وسط مدينة اسطنبول متجاهلا موجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اجتاحت عدة مدن تركية رفضا لهذه الخطط.
وأكد أردوغان في كلمة ألقاها في اسطنبول أوردت ا ف ب جانبا منها أنه لن يتراجع عن المشروع المعد للساحة بما فيه بناء ثكنة عسكرية من العهد العثماني وقال: "السلطة كانت في الساحة أمس وستبقى فيها اليوم وستكون أيضا غدا لأن ساحة تقسيم لا يمكن أن تكون مكانا يستطيع المتطرفون أن يفعلوا ما يشاؤون فيه" في إشارة إلى المحتجين الذين صعدوا خلال الأشهر الماضية حراكهم الرافض لسياساته.
وتابع أردوغان.. "سنبني الثكنة العسكرية وفق خطط المشروع وليس من الواضح أن كان الموقع سيتضمن مجمعا تجاريا". ودعا أردوغان المتظاهرين في ساحة تقسيم التي تشكل تقليديا مركزا لإقامة التظاهرات إلى إنهاء تحركهم "على الفور" متذرعا بحجج "تأمين سلامة الناس وممتلكاتهم". في مقابل ذلك دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو حكومة حزب العدالة و التنمية وأردوغان إلى تحمل مسؤوليتهما تجاه ما يحدث منتقدا اعتداء عناصر الشرطة على المتظاهرين في "تقسيم".
وطالب كيليجدار أوغلو أردوغان في تصريح له بمطار اسنبوغا قبيل توجهه الى اسطنبول بسحب عناصر الشرطة من حديقة كزي وفقا لقرار اتخذته المحكمة حول وقف تنفيذ مشروع الإعمار في تقسيم وعدم وضع الشعب و الشرطة في موقع المواجهة.
وقال كيليجدار اوغلو "إن الشعب يحافظ على مدينته و يناضل من أجل ذلك و يعمل على حماية البيئة مبينا أن أردوغان ما زال يتجاهل مسؤولياته وهو يتحمل مسؤولية كل ما سيحدث اعتبارا من اليوم".
وأضاف كيليجدار اوغلو "إن عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك يحتجون على عمليات القمع التي تمارسها حكومة حزب العدالة والتنمية ضد الشعب ونحن لا نريد أن نعيش عهد النازية بتركيا في عام 2013 و نطالب بالحرية و الديمقراطية مذكرا بما قاله سابقا من أن تركيا تدار من قبل ديكتاتور إذ إن التطورات التي تشهدها تثبت صحة ذلك".
من جهة ثانية انتقد كيليجدار اوغلو وسائل الإعلام التركية ولاسيما القنوات التلفزيونية التي تمتنع عن نقل ردود الفعل الشعبية حيث عشرات الآلاف من المواطنين يحتجون على حكم ديكتاتوري و ممارساته القمعية ويطالبون بالحرية والديمقراطية.
بدوره أكد صلاح الدين دميرتاش الرئيس المشارك لحزب السلام و الديمقراطية أن ما يحدث في حديقة كزي لا يتعلق فقط بقطع الأشجار بل هو رد فعل شعبي ضد ممارسات حكومة حزب العدالة و التنمية السلبية مشيرا إلى أن حزبه يقف إلى جانب المقاومين في حديقة كزي و يقدر ردود الفعل الشعبية.
وشجب دميرتاش حكومة حزب العدالة والتنمية بسبب ممارسة العنف والقمع ضد المتظاهرين محذرا من أن بعض "الأطراف القومية والعنصرية" تعمل على تقويض حل المشكلة الكردية من خلال استغلال هذه المظاهرات بينما حزب السلام والديمقراطية يدعم النضال الشعبي ويطالب المواطنين بتوخي الحذر".
نائب رئيس حزب العمل التركي: ما يجري في تركيا ثورة ضد ديكتاتورية استمرت 11 عاما
من جانبه أكد نائب رئيس حزب العمل التركي بولنت اسين أوغلو أن ما يجري في تركيا من مظاهرات واحتجاجات هو ثورة ضد ديكتاتورية استمرت 11 عاما وضد سياسة خاطئة لحزب العدالة والتنمية وخنوعها لأوامر الأجنبي وضد سياسة حكومة رجب طيب أردوغان تجاه الشعب السوري.
وقال اسين أوغلو في تصريح للتلفزيون العربي السوري خلال مشاركته في مظاهرة احتجاجية في العاصمة أنقرة إن الشعب التركي اتخذ قراراه وهو لا يريد حكومة أردوغان لأن تركيا أعظم من أن تحكم من حزب العدالة والتنمية.
وبالتزامن مع الاحتجاجات المتواصلة اعتصمت مجموعة من المحتجين بينهم طلاب من جامعة اسطنبول التقنية أمام مبنى تلفزيون ان تي في احتجاجا على تجاهل الإعلام التركي المظاهرات الشعبية التي شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين في حديقة كزي بتقسيم وموقفه من هذه المظاهرات.
ولفت موقع ت 24 إلى أن تجاهل أغلبية القنوات التلفزيونية التركية لما تشهده تركيا من أحداث يثير التساؤلات حول فرض حكومة حزب العدالة والتنمية الرقابة على وسائل الإعلام التركية.
وفي ردود الفعل على قمع الاحتجاجات أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها بشأن "الاستخدام المفرط للقوة" من جانب الشرطة التركية ضد الاحتجاج الذي بدأ سلميا.
وفي واشنطن اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بالإعراب عن شعورها بالقلق من عدد الإصابات مشيرة إلى أنها تجمع معلومات بشأن هذه الواقعة.
وقالت جين باسكى المتحدثة باسم الخارجية الامريكية للصحفيين "نعتقد أن أفضل ما يضمن استقرار وأمن وازدهار تركيا على المدى البعيد هو تعزيز الحريات الأساسية للتعبير والاجتماع وتكوين جمعيات وهو ما يبدو أن هؤلاء الأفراد كانوا يفعلونه".
يذكر أن اردوغان أقدم على سجن المئات من ضباط الجيش التركي بذريعة "تآمرهم للقيام بانقلاب ضده" في السنوات الأخيرة كما يواجه أكاديميون وصحفيون وساسة أتراك محاكمات لاتهامات مماثلة.
صحف وكتاب أتراك: ساحة تقسيم تحولت إلى رمز للتمرد ضد الممارسات الرجعية والفاشية لحكومة أردوغان
إلى ذلك أكدت صحيفة يورت التركية أن حديقة كزي في ساحة تقسيم التي انطلقت منها شرارة الاحتجاج تحولت إلى رمز للتمرد ضد الممارسات الرجعية والفاشية ونهب ثروات البلاد وتخريبها على يد حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس "إن برجوازية اسطنبول تتخذ لأول مرة موقفا واضحا ضد حكومة حزب العدالة والتنمية عبر إعلان رفضها المشاركة بمركز التسوق الذي ستتم اقامته في تقسيم "مشيرة إلى أن ردود الفعل الاجتماعية التي ظهرت ضد إجراءات هذه الحكومة الرجعية تعتبر نهاية الطريق لحكومة أردوغان.
بدورها اكدت صحيفة راديكال التركية أن قوات الأمن التابعة لحكومة أردوغان اعتدت على الفى متظاهر اغلقوا طريق اسكشهير في انقرة من أجل الوصول إلى مجلس الأمة التركي ورئاسة الوزراء للتظاهر أمامهما.
من جهته أشار موقع مهاليف غزيته إلى أن الاشتباكات تواصلت أمس بين المواطنين وعناصر الشرطة في تقسيم وبشيكتاش حيث ألقت عناصر الشرطة قنابل الغاز على مجموعة اجتمعت أمام إدارة المياه في تقسيم.
وأكد الموقع أن جميع المظاهرات التي امتدت من تقسيم إلى كل المدن التركية تنظم تحت شعار مشترك هو دعوة الحكومة للاستقالة والتضامن ضد الفاشية موضحا أن جميع شرائح المجتمع التركي تتدفق إلى ساحة تقسيم للمشاركة في المظاهرات ولتطالب باستقالة حكومة حزب العدالة والتنمية.
من جهتها أدانت مبادرة الفنانين الأتراك فى بيان لها أمس ممارسات حكومة أردوغان الفاشية والرجعية والمتطرفة مؤكدة دعمها للمظاهرات المتواصلة في تقسيم وجميع أنحاء تركيا.
واعتبرت مبادرة الفنانين في بيان نشره موقع صول خبر ان العنف والاعتداء والاستبداد الممارس ضد مظاهرة سلمية يعتبر محاولة اخيرة لاستبداد أردوغان وحكمه الفاشي والرجعي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.
كما أكدت أن الشعب التركي سيواصل نضاله ضد الاستبداد وأعمال النهب والسرقة والممارسات القمعية الدنيئة لافتة إلى أن اللصوص الاستغلاليين الليبراليين الجدد وأعوانهم في تركيا سيغادرون تركيا رغما عنهم.
بدوره قال الكاتب على بايرام اوغلو في مقال نشرته صحيفة يني شافاق "إن توجيه حكومة حزب العدالة والتنمية ضربة لمنظمات المجتمع المدني وآلاف المواطنين الذين رفضوا مشروع أرادت الحكومة تطبيقه في تقسيم أدى إلى ولادة ردود فعل اجتماعية وظهور غضب شعبى أمام الغضب السياسي".
وحذر الكاتب بايرام اوغلو من مغبة استمرار حكومة حزب العدالة والتنمية بممارسة القمع والفظاظة وان ذلك سيؤدي إلى استمرار المشكلة وتفاقم الأمور وزيادة ردود الفعل مبينا أن حكومة حزب العدالة والتنمية ترتكب نفس الاخطاء التي ارتكبتها الحكومات السابقة في موضوع الفظاظة وقراءة الحساسيات الاجتماعية بشكل خاطىء.
من جهته قال الكاتب الصحفي التركي عباس جميل في مقال نشره موقع مهاليف غزته أن أردوغان يواجه الآن ما واجهته جميع الحكومات القمعية مبينا أن ما يحدث في حديقة كزى ليس له علاقة بتقطيع الأشجار بل أنه تمرد على قمع الحريات والعنف الممارس من حكومة أردوغان.
وأضاف الكاتب جميل أن "نار التمرد التى تم اشعالها في تقسيم تنتشر إلى جميع أنحاء تركيا "مبينا أن هذا التمرد ليس وليد اليوم بل أنه ناتج عن الأعمال الوحشية التى تمارسها عناصر الشرطة ضد الشعب منذ عشرة أعوام وفرض أردوغان سلطته على الشعب وتفجيرات الريحانية وتقديس تنظيم القاعدة وتسمية ما يسمى الجيش الحرالذي يرتكب جرائم وحشية ضد الشعب السوري مقاتلي الحرية.
وبين الكاتب جميل أن هذا التمرد عبارة عن احتجاج على تصاعد الديكتاتورية في تركيا ودعسها على العلم التركي واعتقال ضباط الجيش التركي وحتى العصي التي رفعها أوباما في وجه أردوغان.
من ناحيته قال الكاتب الصحفي التركي دوغان اكين إن "الواقع التركي الذي يخفيه الإعلام التركي خوفا من فقدان المال والعمل والمناقصات إضافة إلى تعرضه للقمع على يد حكومة حزب العدالة والتنمية ازال الرحمة من قلب هذه الحكومة ودفعها إلى ممارسة أعمال وحشية ضد الشعب التركي".
وذكر الكاتب في مقال نشره موقع/ت24/نقلا عن حسب حسين عوني موتلو محافظ مدينة اسطنبول قوله "إن عشرات آلالاف من المواطنين المحتجين الذين تجمعوا في حديقة كزي بتقسيم غرر بهم وهم مخدوعون يتم استغلالهم" على حد قول المحافظ.
وتساءل الكاتب عن سبب استغلال وخداع الناس من البعض حسب ادعاء موتلو وعما اذا كان هؤلاء الناس يتحدون قنابل الغاز نتيجة خداعهم.
وأوضح الكاتب أنه لا يوجد في العالم حكم ديمقراطي يسيطر عليه فكر السلطة بشكل كامل لافتا الى ان حكومة حزب العدالة والتنمية تفرض قوانينها على مجتمع يضم جميع الألوان والعقائد الدينية المختلفة بأوامر عقدة دينية معينة بشكل يتنافى مع مبادئء الديمقراطية.
كما أكد الكاتب التركي أنه في الدول الديمقراطية لا يتم فرض الأوامر على المجتمع واضاف "نعلم أن الاعلام التركي انصاع للاوامر وخضع لحكومة حزب العدالة والتنمية منذ حدوث مجزرة اولودره وحتى الاحداث الاخيرة ولكن لا يحق للحكومة توجيه الاوامر للمجتمع واجباره على طاعتها وهذا ما اثبته المتظاهرون في حديقة كزي بتقسيم حيث لن يبقى تمرد الشعب محصورا في الحديقة.
كما وصف عدد من الكتاب والصحفيين الاتراك ما يحدث من احتجاجات شعبية فى تركيا بالتمرد على ممارسات حكومة حزب العدالة والتنمية الفاشية ودليل على اقتراب هذه الحكومة الفاشية من السقوط.
الفيلسوف الأمريكي تشومسكي يستنكر استخدام الشرطة التركية العنف المفرط ضد المتظاهرين واصفا ما يجري بأنه أسوأ اللحظات المخجلة في تاريخ تركيا
واستنكر الفيلسوف الأمريكي المعروف وأستاذ اللغويات نعوم تشومسكي استخدام الشرطة التركية للعنف المفرط والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين فى ميدان تقسيم بوسط اسطنبول واصفاً تلك الأحداث بأنها "أكثر اللحظات المخجلة فى تاريخ تركيا".
وأضاف تشومسكي في تصريحات نقلتها صحيفة حرييت التركية أنه يؤيد منظمة العفو الدولية وغيرها من منظمات حقوق الإنسان التي أدانت عنف الشرطة التركية فى التعامل مع المتظاهرين الذين يحتجون على سياسة الحكومة التركية.