نجوم الشاشة والميكروفون ضحايا زلات اللسان

ظاهرة أخطاء المذيعين والمذيعات على الهواء مباشرة من الظواهر القديمة التي أدت في كثر من الأحيان لفقدان المواقع والمناصب الكبرى فمن اشهر الأخطاء التي أحدثت دوياً هائلاً وقت حدوثها ما قاله الفنان سمير صبري لواحدة من الراقصات الشهيرات إبان فترة السبعينيات وكان يقدم برنامج النادي الدولي مداعباً إياها، إنتي من بلد الرئيس؟
الجملة قيلت بعفوية شديدة ولكنها لم تؤخذ على المحمل الحسن ودفع ضريبتها سمير صبري فقد ألغى البرنامج وتم التعتيم الإعلامي عليه وظل بلا عمل فترة طويلة، هناك ايضا خطأ اكثر خطورة ارتكبه الإذاعي الكبير جلال معوض دون قصد في بداية تولي الرئيس السادات الحكم، حيث أخطأ معوض في اسم السادات على الهواء مباشرة فبدلا من أن يقول:
الرئيس السادات في الإشارة إلى دخوله قاعة مجلس الشعب، حيث كان مقررا ان يلقي خطابا مهماً هناك، قال مذيع الثورة بكل حماس، الآن يدخل القاعة الرئيس جمال عبدالناصر ثم حاول تدارك الأمر ولكن كان السيف قد سبق العزل وسمع العالم كله ذلة اللسان التي لم يغفرها له الرئيس المؤمن فعاقبه بالفصل والإحالة إلى التقاعد!!
على صعيد آخر وفي مرحلة مختلفة أذاعة القناة الأولى خبر وفاة الفنان فريد شوقي وهو على قيد الحياة وتحملت رئيسة القناة الأولى حينئذ الإعلامية ملك إسماعيل المسئولية لكونها لم تتحقق من صحة الخبر الذي أذاعته مذيعة شابة فأحيلت ملك الى التحقيق وأصبحت مستشاراً لرئيسة التليفزيون سهير الأتربي وإزاء هذا التعسف من جانب القيادات في تطبيق القانون والمغالاة في العقوبة قامت برفع بدعوى قضائية وحكمت لها المحكمة بتعويض مالي ولكنها لم تعد إلى منصبها وأذكر أن المذيع الراحل رجب حسن بالبرنامج الثقافي بالإذاعة وقع في ورطة اشد من كل هذه المواقف، حيث قال اثناء قراءة نشرة الأخبار الرئيس المدمن محمد أنور السادات وكان يقصد المؤمن كما هو مكتوب بالإسكريبت وتم تسجيل الخطأ من جانب إدارة التنفيذ والمتابعة وخضع للتحقيق امام لجنة كان يرأسها المذيع الكبير محمود سلطان الذي رفع التقرير إلى رئاسة الجمهورية لتوقع الجاء المناسب فما كان من أنور السادات إلا أن أمر بحفظ التحقيق مؤكدا أن ما حدث مجرد خطأ عفوي وقع لتشابه كلمة مدمن مع كلمة مؤمن، خاصة أن التسجيل تكررت فيه كلمة مؤمن اكثر من مرة بينما لم ترد كلمة مدمن سوى مرة واحدة مما يثبت حسن النية وعدم القصد في الإساءة، هذه الواقعة رواها لكاتب السطور المذيع الراحل شخصياً الذي كان صديقاً عزيزا رحمة الله عليه.
وقد روى عدد من المذيعين الكبار في حلقة مهمة من حلقات الإذاعية الراحلة آمال العمدة في برنامج دعوة على السحور قبل وفاتها بعدة سنوات كثير من النوادر والحكايات حول ذلات اللسان والأخطاء الناتجة عن الإرهاق أو التوتر فتحدث الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي عن مواقف كثيرة صادفته خلال مشواره الإذاعي وكان بعضها مضحكا والبعض الآخر محرجا وكذلك المذيعة القديرة ايضا صديقة حياتي التي أمنت على كلام زميلها بأن الأخطاء الشائعة تأتي نتيجة التعب ومواصلة العمل فلي ظروف غالباً ما تكون استثنائية، وليسوا هؤلاء فحسب هم من وقعوا في أخطاء من هذا النوع ولكن القائمة مليئة بنماذج مختلفة من ألوان الفكاهة والأخطاء الجسيمة.
ما دعانا الى فتح هذا الملف هو الجدل الدائر حول ما نسب قوله إلى المذيعة رشا مجدي على الهواء مباشرة يوم أن وقعت أحداث ماسبيرو واعتبره البعض أحد عوامل إثارة الفتنة وهو ما قام وزير الإعلام أسامة هيكل بنفيه موضحاً أن التليفزيون المصري قام بالتغطية بشكل محايد ولم يعمد إلى إشعال أي فتنة بين عنصري الأمة، فيما أدلت رشا مجدي نفسها بتصريحات أكدت من خلالها انها لم تخرج عن الحدود المهنية في التغطية وأن القصور في المعلومات هو ما أدى الى تضارب الأقوال وعدم الشفافية وحدوث لبس في المفاهيم عند بعض من تعاملوا مع الموقف بحساسية طائفية.
وحال إنتهاء رشا مجدي من مداخلتها الأولى مع برنامج العاشرة مساء وقيامها بشرح الملابسات خفة حدة الأزمة تماماً واكتسبت المذيعة تعاطف الشارع المصري بمسلميه ومسيحييه، خاصة حين قالت رشا انها على استعداد لتقديم استقالتها فورا لو ثبت تورطها فيما يثير الفتنة لأنها حريصة كأي مواطنة مصرية على سلامة الوطن وأمنه ولا يمكنها أن تتسبب فيما يعكر الصفو بين المسلمين والأقباط.
بهذه الكلمات القليلات استطاعت مذيعة القناة الأولى احتواء الأزمة الى حد ما وتخفيف الصدمة وبالفعل نجحت بذكائها وخطابها العقلاني في تهدئة الرأي العام ليسدل الستار على الجانب الإعلامي من القضية.
شام نيوز - الديار