COMICS .. فن قديم يظهر من جديد في ساحة الإبداع في مصر

 

"مصر 2060"، العالم لم يعد بحاجة إلى حكومات، وفي ظل نظام بلا حكومة سلم الجميع السلاح وبدأت مرحلة تعايش كبيرة.. حتى أطفال الشوارع أسسو حركة "الشارع لنا" التي اندمجت وساهمت في تطور الحياة، إلا أن الإرهابيين يحاولون السيطرة.. و"جاسم" انشق من "الشارع لنا" يحرّكه الجشع.. وعالم كهذا يحتاج لبطل مثل "داني" لتحقيق التوازن من جديد.

كان هذا جزءا من إحدى القصص المصورة المعروفة بفن الكوميكس والتي عرضت نماذجها داخل قاعة العرض الملحقة بالمركز الثقافي الألماني بالقاهرة "غوتة" كأحد نتائج ورشة العمل التي أشرف عليها المركز والتى ضمت فعالياتها عدد من حلقات النقاش حول فن الكومكس. وأشرف على فعاليات المشروع الذي أقيم تحت عنوان "التجربة الكوميكية" الألمانية "إيزابيل كرايتس" والمصري مجدي الشافعي.

وتعد كرايتس أحد أبرز رسامي الكومكس في أوروبا وهي معروفة بإنتاجها للقصص المصورة بنوعيها التاريخي والسياسي، وهي تقدم قصصا مصورة للبالغين على مستوى عال ومتقدم مستخدمة في ذلك أسلوب خاص جدا، علاوة على ذلك فهي ترسم أيضا في عدد من الصحف اليومية الألمانية إضافة إلى قصصها الموجهة للصغار التي وضعتها في قالب مصور.

ويعد مجدي شافعي أحد أشهر فناني القصص المصورة في مصر وعرف تحديدا بروايته المصورة "مترو" هذه الرواية المثيرة للجدل والتي تطرقت في مضمونها إلى الكثير من أوجه الحياة اليومية المصرية وذاع صيتها بشكل خاص بعدما تم توقيف مؤلفها مجدي الشافعي وصاحب دار النشر التي أصدرتها بتهم رأى البعض فيها تضييقا من قبل النظام السابق على حرية الرأى والإبداع أكثر منها محافظة على الآداب العامة كما كان معلنا.

أما الهدف من ورشة العمل كما يقول المنظمون لها فهو لفت الإنتباه إلى هذا الفن وتعريف الناس به كأحد الفنون الموجهة للكبار وليس للصغار فقط كما يتبادر إلى ذهن الكثيرين عن طبيعة هذا الفن، كما أن الهدف الآخر وهو الذي يضعه المنظمون في بؤرة إهتمامهم هو إنشاء حوار جاد بين المتخصصين في فن الكومكس والراغبين فى خوض هذه التجربة وهو الأمر الذي يأملون أن تظهر نتائجه على المدى البعيد من أجل النهوض بذلك الفن في مصر كأحد الوسائط الإبداعية التى تختلف كليا عن وسائط الكتابة الأخرى.

وكان المعرض وحلقة النقاش التي أقيمت على هامش الورشة قد شهدا حضورا لافتا من قبل عدد من الناشرين المصريين الذين أبدو حماسة فى تبنى أعمال كوميكية مستقبلا.

يذكر أن كلمة كومكس " "comics مشتقة من الكلمة اليونانية "komicos " والقريبة من مفهوم الكوميديا، وكانت تشير في البداية إلى نوعية الأعمال الهزلية المصورة التي تعتمد في الأساس على الصورة المرسومة بشكل متسلسل إلا أن معناها قد انسحب بعد ذلك على نوعيات أخرى بعيدة عن صفة الهزلية خاصة بعدما تطرق ذلك الفن إلى رؤى مختلفة أقرب ما تكون في صياغتها إلى الأعمال الأدبية.

ويرجع أول ظهور لفن الكومكس بشكله الحالي إلى بدايات القرن العشرين بالولايات المتحدة الأمريكية وانتشر من خلالها إلى كافة أنحاء العالم، واعتمد فى البداية على إعادة صياغة الأفلام والمسلسلات الكوميدية غير أنه تطرق بعدها إلى قصص المغامرة والحب والحرب، متخذا طريقه بعد ذلك إلى عالم الرواية المصورة.

كما يمكن العثور بسهولة على انعكاسات واضحة لذلك الفن في معظم الحضارات القديمة التي شاع فيها استخدام الصور والكلمات للتعبير عن الأحداث والوقائع المختلفة وهو ما نراه متمثلا أبلغ تمثيل على جدران المعابد الفرعونية والأعمدة اليونانية.