HAARETZ - حواجز امام السلام

تجميد البناء في المستوطنات يرمي الى خلق الثقة في أوساط الجمهور الفلسطيني في أن وجهة اسرائيل بالفعل هو انهاء الاحتلال في المناطق. التجربة الكبيرة التي تراكمت منذ اتفاق اوسلو، الذي وقع قبل 17 سنة، يدل، على أن السلام لا يتم بالطقوس الاحتفالية وبالاتفاقات الرسمية وحدها التي لا تضمن المصالحة. الزعماء يحتاجون الى دعم جمهورهم كي يحدثوا التغيير.
القيادة الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، نجحت بقدر مثير للانطباع في اقناع السكان الفلسطينيين بهجر الكفاح المسلح في صالح المسعى لترسيخ مجتمع مدني مزدهر. ولكن بعد سنوات طويلة من الحياة تحت الاحتلال والعنف يحتاج الفلسطينيون الى فترة غير قصيرة كي يصلوا الى استقلال اقتصادي وتشغيلي. حتى ذلك الحين سيضطر الاف المعيلين الفلسطينيين من الضفة البحث عن عمل في اسرائيل. اليوم نحو 25 الف فلسطيني يحملون تصاريح عمل في اسرائيل (وعدد كهذا ايضا يعملون في المستوطنات). كل صباح يسرون للوصول الى مواقع البناء والى الحقول في ارجاء اسرائيل.
مراسل «هآرتس» آفي يسسخروف والمصور دانييل بار أون وثقا في الاسابيع الاخيرة الظروف المهينة السائدة في حاجز قلنديا وحاجز بين لحم عند مدخل اسرائيل. كبار في السن وشبان يحشرون مع الفجر في اقفاص مكتظة، محشورون ومداسون، مهانون وغاضبون. الكثيرون منهم وصلوا الى هناك بعد أن تأخروا لغرض الفحص الامني في واحد من عشرات الحواجز الداخلية المنتشرة في ارجاء الضفة الغربية.
محافل الامن تشير الى أن أقلية طفيفة من العمليات «الارهابية» يقوم بها عمال فلسطينيون دخلوا اسرائيل قانونيا. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو يكثر من الحديث عن مفهوم «السلام الاقتصادي» وبموجبه فان تحسين الوضع الاقتصادي للفرد في المناطق هو الضمانة الافضل للسلام والامن. على نتنياهو أن يأمر جهاز الامن بتخصيص المقدرات اللازمة وتوجيه رجاله في كيفية التصرف للتسهيل على العبور من الضفة الى اسرائيل والتعامل باحترام مع الجيران. تغيير النهج تجاه الفلسطينيين هو شرط ضروري للسلام والمصالحة.
HAARETZ - اسرة التحرير