LOS ANGELES TIMES - الطبابة والمشافي على الفيس بوك.. والمرضى يعانون

في التاسع من نيسان ابريل الماضي وصل وليم ويلز الى غرفة الاسعاف في مركز سانت ماري  الطبي في لونغ بيتش مصابا بجروح قاتلة , فقد تلقى ويلز البالغ من العمر ستين عاما اكثر من عشر طعنات في رقبته من قبل زميل سكن له, وكانت حنجرته مقطوعة بشكل وحشي لدرجة يمكن القول معها ان راس وليم كان شبه مقطوع.

وفي المشفى وبدلا من التركيز على اسعافه ومحاولة انقاذه من قبل الطاقم الطبي , بدأ الممرضون وموظفون اخرون في المشفى بالتقاط صور للرجل ونشرها على الفيس بوك.

ونتيجة لهذا تم طرد اربعة من موظفي المشفى وتوجيه كتب تأديبية لثلاثة اخرين وفقا للناطق باسم مشفى سانت ماري... اما اتحاد نقابات العمال فاكد ان اثنين فقط من الممرضين كانا متورطين بهذه الفعلة, ولم يتم طرد احد.

ابق على تواصل دائم واحصل على اخر الاخبار من خلال بريدك الوارد على الفيس بوك:

ويواجه مسؤولو المشافي في كاليفورنيا وولايات اخرى مشاكل تتعلق بالفيس بوك ومواقع الكترونية اجتماعية اخرى .. حيث يكافحون لمنع موظفيهم من نشر صور المرضى والمصابين على صفحات المواقع الاجتماعية , وقد طبقوا سياسات قاسية في هذا الاطار , ومنعوا الموظفين من استخداد الفيس بوك وغيره اثناء ساعات العمل... وقد بـُدء بتطبيق هذه القوانين على الرغم من ان المشافي كانت تعتمد على هذه المواقع الالكترونية كنوع من الدعاية .

المحافظة على خصوصية المرضى  يجب ان تكون امرا هاما جدا بالنسبة للمشافي, خاصة مركز سيدار سيناي الطبي , ومركز سيزار بل فلوار الطبي , ومركز رونالد ريغان الطبي وكلها في جنوب كاليفورنيا حيث واجهت تحقيقات خلال السنوات الماضية بعد ان قام موظفون فيها بالدخول الى سجلات المرضى بما فيها سجلات لمرضى من المشاهير.

ويقول انطوني رايت الذي يعمل مدير قسم في احد المشافي : " انه امر سيء جدا ان تدخل من دون اذن لتضطلع على سجلات المرضى , فما بالك اذا أطلعت العشرات وربما المئات على هذه السجلات او الصور, وما بالك اذا نشرت هذه المعلومات على الانترنت... المرضى دائما يتوقعون منا الحفاظ على خصوصيتهم..".

وقبل نحو شهرين تم طرد ممرضة من مشفى تري سيتي في اوشين سايد بعد ان اكتشفت ادارة المشفى انها كانت تناقش اوضاع المرضى على الفيس بوك , وقد رفعت ادارة المشفى الامر الى وزارة الصحة في كاليفورنيا التي مازالت تحقق في الموضوع.

وقد بدات بعض المشافي بالطلب من الموظفين توقيع تعهدات بعدم نشر اي معلومات عن المرضى على الانترنت, حتى ولو لم يتم الافصاح عن اسماء المرضى او عن ارقام الضمان الصحي الخاصة بهم, فالمعلومات بحد ذاتها كافية احيانا للتعريف بالمرضى.

اما بالنسبة لحادثة مشفى سانت ماري فقد قام الممرضون بنشر صور وليم ويلز على الفيس بوك لمدة يومين قبل ان يبلغ عنهم زميل لهم ادارة المشفى... ويقول موظف اخر طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الطرد ان كثيرا من موظفي  المشفى عمم الصور وتابع نشرها.... ولاتزال وزارة الصحة تحقق في الحادثة الى جانب ثماني حوادث اخرى تتعلق بانتهاك خصوصيات المرضى .

وعادة ما يستخدم الممرضون في المشافي حساباتهم الفيسبوكية لتبادل المعلومات وطلب النصح والمشورة من بعضهم , وفقا لناطق باسم اتحاد نقابات العمال الذي يقول انه يعتقد انه من النادر ان يقوم الممرضون او موظفو المشافي بنشر معلومات سرية او غير مصرح بها او صور تخص المرضى على هذه المواقع, فالاتحاد حسب قوله يحث هؤلاء الموظفين بشكل دائم على عدم فعل ذلك .. ولكن احدى الممرضات في مركز سيدار سيناي تؤكد انها تعرف الكثير من الممرضين والعاملين في المشفى يقومون بنشر صور ومعلومات عن المرضى على الفيس بوك, وان الكثير من هذه العمليات تتم اثناء ساعات الدوام في المشفى.

لوس انجلوس تايمز – مولي هينيسي - 9 - 8 - 2010

ترجمة سهير الذهبي