New York Times : واشنطن تجاهلت "الانتهاكات" في البحرين

 

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم السبت ان الحكومة الأميركية غضت النظر عن الشكاوى الأخيرة حول انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين قبل فترة من بدء القمع الدموي للمتظاهرين المطالبين بالتغيير.

وذكّرت الصحيفة بتصريحات سابقة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل شهرين رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة غير معنية باعتقال محامين وناشطين في مجال حقوق الإنسان في البحرين، عندما قالت "أرى الكأس نصف ممتلئ"، وأضافت "أعتقد بأن التغييرات التي تجري في البحرين أكبر بكثير مما أراه في العديد من الدول الأخرى في المنطقة وخارجها".

وأضافت الصحيفة أنه في ما يتعلق بالبحرين، لم تكن كلينتون الدبلوماسية الأميركية الوحيدة التي تميل لرؤية الكأس نصف ممتلئ، مشيرة إلى أن هذا التقييم "الزهري" للوضع في البحرين الذي يتناقض مع القمع الدموي للمتظاهرين، يظهر كيف أن الحكومة الأميركية تجاهلت الشكاوي الأخيرة حول انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.

وهذا يترك البيت الأبيض من جديد يناضل للتعامل مع حليف عربي يواجه قلاقل شعبية، وفي هذه الحالة، تقول الصحيفة، تتعقد الحسابات بسبب إشارات بأن البحرين تتعرض للضغط من قبل جارتها السعودية التي تعتبر أهم دولة في المنطقة من الناحية الإستراتيجية.

وذكرت انه في برقيات كشف عنها موقع ويكيليكس وصفت إدارتا بوش وأوباما بشكل متكرر البحرين بأنها أكثر انفتاحاً من جاراتها وأكثر توجهاً نحو الإصلاح وكانتا ترفضان انتقادات مجموعات حقوق الإنسان في المملكة.

وفي برقية تعود إلى  كانون الثاني 2010 انتقدت السفارة الأميركية في البحرين مجموعة "فيردوم هاوس" التي تعنى بحقوق الإنسان لتغيير تقييمها للبحرين من "حرة جزئياً" إلى "غير حرة" في مسحها العالمي لأوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية.

واتهمت السفارة المجموعة بأنها تتعرض للضغط من مجموعة شيعية أصولية تعرف ب"حق" و ترفض الإصلاحات الحكومية في البحرين.

وتشكك السفارة في برقية أخرى بتقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" يقول بأن الشرطة البحرينية تستخدم التعذيب في التحقيقات، وقالت انه يستند كثيراً إلى ادعاءات أعضاء في مجموعة "حق"، ولكنها حثت السلطات البحرينية على إجراء تحقيق فوري وذي صدقية.

ولكن الصحيفة تشير إلى ان الموضوع الذي لم تحاول السفارة الدفاع عن البحرين فيه هو حرية الإنترنت فانتقدت أكثر من مرة الحكومة لحجبها مواقع عديدة مثل المواقع الإباحية ومواقع القمار وأيضاً مواقع سياسية تديرها مجموعات سنية وشيعية متطرفة

من جهة اخرى أعربت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن "قلقها البالغ" إزاء تجدد الاشتباكات بين متظاهرين والشرطة في البحرين ودعت للتهدئة.

وقالت كاثرين آشتون في بيان لها "اشعر بقلق بالغ جراء تقارير جديدة بشأن استخدام قوات الأمن البحرينية للعنف ، واشعر بأسف شديد على الخسائر في الأرواح".

وطالبت المسؤولة الأوروبية جميع الأطراف المعنية في البحرين "بممارسة ضبط النفس والهدوء من أجل تجنب سقوط مزيد من الضحايا وأعمال العنف" وحثت سلطات البلاد إلى "احترام حقوق الإنسان الأساسية بما في ذلك حرية التعبير وحق التجمع".

وقالت إنه يتعين أن تبدأ محادثات بين الحكومة والمعارضة على الفور "دون إبطاء".

وقد تفاجأ الاتحاد الأوروبي بموجة من المظاهرات المؤيدة للديمقراطية تجتاح أنحاء العالم العربي والشرق الأوسط.

يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا يوم الاثنين المقبل لمناقشة رد فعل الكتلة الأوروبية تجاه الثورات.

كان من المتوقع أن يركز اجتماع الاتحاد الأوروبي على مصر وتونس، ولكن من المرجح ان تهيمن الاحتجاجات الأخيرة في عدد من الدول العربية على جدول أعمال الاجتماع.

ومن المقرر أن تغادر آشتون إلى مصر عقب انتهاء الاجتماع مباشرة، حيث ستجري محادثات مع النظام المؤقت الذين يدير شؤون البلاد.

 

شام نيوز - وكالات