NEWYORK TIMES- الكونغرس يوافق على تمويل الحربين.. ولكن الخلافات تزداد عمقا .

وافق الكونغرس الامريكي امس الثلاثاء على مشروع لتقديم تسعة وخمسين مليار دولار لتمويل حربي الولايات المتحدة.. الا انه ورغم اقرار المشروع فان التصويت عليه اظهر عمق الانقسامات والقلق بين النواب الديمقراطيين في الكونغرس بشأن استمرارية الحرب الامريكية في افغانستان والتي بدأت منذ تسعة أعوام.
التصويت على مشروع القانون والذي جاء بثلاثمئة وثمانية اصوات مقابل مئة واربعة عشر صوتا لصالح اقراره, والذي حظي بدعم كبير من قبل الجمهوريين, أتى في أعقاب تسريب وثائق وتقارير سرية من افغانستان أشعلت جدالات جديدة حول الحرب وجدواها , وحول نجاح استراتيجية الرئيس باراك أوباما المتعلقة بمكافحة التمرد.
إلا أن السيد أوباما وكبار مسؤوليه العسكريين أكدوا أن الكشف عن هذه الوثائق لا يجب أن يجبر الإدارة الامريكية على إعادة النظر في مسألة التزامها بالحرب. حيث قال أوباما خلال مؤتمر صحفي داخل حديقة الورود في البيت الابيض : "بينما أشعر بالقلق بشأن الكشف عن هذه الوثائق والمعلومات السرية من داخل ساحة المعركة وما قد يمكن ان ينتج عنه من تعريض افراد وعمليات عسكرية للخطر, إلا أن الواقع يظهر أن هذه الوثائق لا تكشف اي شيء لم نكشفه نحن سابقا بشأن افغانستان".
كما أكد مسؤولون في الادارة الامريكية أن تمرير مشروع الانفاق على الحرب والذي سيذهب الآن الى الرئيس أوباما من أجل التوقيع عليه, أظهر أن تسريب المعلومات السرية من أفغانستان لم يعرض دعم الكونغرس للحرب إلى أي خطر.. ويقول النائب الديمقراطي ستين هوير عن ولاية ميريلاند, وزعيم الاغلبية الديمقراطية في الكونغرس: "الرئيس أوباما يتخذ خطوات متوازنة وحكيمة في افغانستان, وهذا يحتاج الى دعمنا".
وخلال التصويت دعم 148 ديمقراطيا و160 جمهوريا مشروع قانون الانفاق على الحرب, الا ان 102 ديمقراطي انضموا الى 12 جمهوري عارضوا هذا الاجراء.
وتعود أسباب معارضة بعض الديمقراطيين لمشروع قرار الإنفاق الى رؤيتهم ضرورة اقتطاع جانب من اموال الانفاق على الحروب, للتركيز على انعاش الاقتصاد الامريكي الداخلي ومعالجة مشاكله وتعثره, والتركيز بشكل أكبر وسريع على قطاع التعليم.... إلا ان بعض الديمقراطيين الذين عارضوا المشروع قالوا إنهم تأثروا في قرارهم هذا بمسألة تسرب المعلومات السرية حول حرب افغانستان, والتي باتت تلقي ضوءا على معاناة الجنود الامريكيين في افغانستان, وتدعم الادعاءات بوجود عناصر استخباراتية باكستانية تقوم بمساعدة ودعم حركة طالبان.
"تم وضع جميع أجزاء اللغز الى جانب بعضها , والصورة الكاملة ليست جميلة على الإطلاق..".... يقول النائب جيم ماكغوفيرن الديمقراطي عن ماساتشوستس, متابعا: "الوضع بشع فعلا , أعتقد أن البيت الابيض مستمر في التقليل من أهمية وعمق المشاعر المناهضة للحرب هنا".
وفي جانب آخر من الكابيتول هيل وفي جلسة استماع للجنرال جيمس ماتيس قبل ان يتولى مهام قيادة المنطقة الوسطى والاشراف على الحربين في العراق وافغانستان, قام الديمقراطيون في اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ بالضغط علىيه حول سير هاتين الحربين.
السيناتور جاك ريد الديمقراطي عن رود ايلاند سأل الجنرال ماتيس عما إذا كان موعد انسحاب القوات الامريكية من افغانستان في تموز 2011 موعدا لبدئها بالتحرك نحو استراتيجة اكثر تركيزا وتكثيفا ومحدودية باتجاه مطاردة المتمردين من دون محاولة اعادة بناء افغانستان؟ .. جواب الجنرال ماتيس جاء بسرعة: "اعتقد ان هذا ما سيكون .. جنرال ريد".
ترجمة : سهير الذهبي