NEWYORK TIMES - عبر البلاد .. مظاهرات ضد مشاريع بناء المساجد

فيما اشتعل غضب عارم بسبب مسجد قريب من غراوند زيرو (ارض برجي مركز التجارة العالمي) في منهاتن - نيويورك, اندلعت ايضا مواجهات حادة في مختلف أنحاء الولايات بشأن بناء مزيد من المسجد.
ففي مرفريزبورو بولاية تينيسي, شجب جمهوريون خطة انشاء مسجد ومركز اسلامي كبير , حيث انطلق مئات المتظاهرين اعتراضا على الخطة.
كما تجمع اعضاء جماعة تطلق على نفسها اسم "حفلة شاي" في كاليف , مصطحبين معهم الكلاب وحاملين لافتات مناوئة للاسلام, امام مسجد يصلي فيه مسلمون يوم الجمعة الماضي , متظاهرين ضد سعي هؤلاء المسلمين لبناء مسجد جديد على قطعة ارض فارغة جديدة.
وفي شيبويغان – ويسكونسن تظاهر رجال دين مسيحيون معترضين بشدة ضد جماعة مسلمة حصلت على رخصة لتحويل مخزن اغذية سابق يملكه طبيب مسلم الى مسجد .
ويقول بعض السكان الرافضين لوجود مساجد بالقرب من منازلهم , ان قلقهم الاساسي ينصب على حركة المرور والازدحام والضجيج الذي يمكن ان تتسبب بها هذه المساجد بالقرب من بيوتهم.. وهي نفس الاسباب "حسب تعبير بعضهم" التي تجعلهم يرفضون وجود كنائس او دور عبادة يهودية قرب بيوتهم.
على كل حال وخلال كل الاعتراضات والمظاهرات السابقة , يقول المعترضون على بناء المزيد من المساجد ان مشكلتهم تكمن في الاسلام نفسه, فقد اقتبسوا من ايات القرآن آيات اكدوا من خلالها انه حتى اكثر المسلمين أمركة يحلم بأن يتم استبدال القوانين الامريكية بالشريعة الاسلامية.
هذه المناوشات والمواقف الشعبية تعكس جدلا واسعا عبر الولايات الامريكية حول ماإذا كان الطريق الامثل لتدعيم القيم الديمقراطية الامريكية هو السماح للمسلمين بنفس مستوى الحرية الدينية التي يتمتع بها بقية الامريكيين , ام انه يجب ان يتم سحب الترحيب بهذا الدين الذي ينظر اليه على انه التهديد الاكبر.
في هذه الاثناء تتزايد في البلاد معاداة الاسلام, خاصة من قبل اصحاب المدونات على الانترنت –وبعضهم مسلمون سابقون- والذين تتم دعوتهم للحديث خلال المظاهرات وداخل الكنائس , والتركيز على ان الاسلام هو تاريخيا دين عنف, ولايتلاءم مع امريكا.
ولكن هؤلاء يتم دائما الرد عليهم , ففي الجماعات متعددة الاديان والتي يقودها رجال دين بروتستانت وكاثوليك وحاخامات ورجال دين من اديان ومعتقدات اخرى, يعمل هؤلاء على الدفاع عن الاسلام وانشاء المساجد..
غالبا ما تكون تحركات هؤلاء أبطأ من تحركات معارضي الاسلام والمساجد , الا ان اعدادهم تتزايد تدريجيا.
لقد أزال مشروع انشاء المسجد قرب غراوند زيرو في مانهاتن السفلى عقبة اخيرة من أمامه الاسبوع الماضي, عندما حيى كل من لجنة الحفاظ على معالم المدينة وعمدة نيويورك مايكل بلومبرغ قرار إنشاء المسجد من خلال خطاب قوي تم القاؤه حول حرية الدين والمعتقد.
وفيما يدعم عدد من الجماعات الدينية المشروع, مازال هناك الكثيرون يعارضونه, من بينهم جماعة يهودية ذات تأثير كبير تطلق على نفسها اسم "تحالف معاداة القذف والتشهير" , وجمهوريون بارزون مثل سارة بيلين ونيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب السابق.
ويقول امام احد المساجد في سان دييغو: "العائلات المسلمة تساهم بقوة في النشاط الاجتماعي هنا.. نحن نرسل الطعام الى بنك الغذاء المحلي, وكنا ارسلنا شاحنات محملة بالمؤن الى نيو أروليانز في اعقاب الاعصار كاترينا, وشاركنا في امسيات موسيقية واعياد الشكر مع مجلس الاديان المتعددة المحلي.... نحن نقوم بكل هذا ولكن لا احد يلاحظ, والان لاننا نريد ان نبني مركزا دينيا, يقفز الجميع ليصنع من الامر قضية كبرى".
لاري سلاسر وهو مورموني ويعمل سكرتير مجلس الاديان المتعددة في مورييتا – تيميكيولا , شارك في مظاهرة مؤيدة للمسلمين وحريتهم في بناء المساجد .. ويقول لاري: "انا اعرفهم جيدا, انهم اشخاص طيبون, امريكيون طيبون"..
اما عن المتظاهرين المناوئين لمشاريع بناء المساجد فيقول لاري: "لديهم مخاوف.. انهم خائفون.. لانهم لايعرفون هؤلاء المسلمين.. ان الحرية الدينية تقف الان على المحك.... هؤلاء المسلمون مواطنون امريكيون.. ولديهم كامل الحق في امتلاك أماكن يمارسون فيها عبادتهم , مثلهم مثل اي شخص آخر".
نيويورك تايمز - لاري غودستين - 8 - 8 - 2010
ترجمة سهير الذهبي