THE INDEPENDENT - ثلاثة عشر ميلا داخل الخط الأخضر

مستوطنة ارئيل

 

 

ترجمة سهير الذهبي

 

مستوطنة ارئيل التي تضم عشرين الف مستوطن لا تبعد الا مسافة قصيرة عن تل ابيب والساحل الفلسطيني عبر طريق سريع انشئ خصيصا لهذا الغرض.... وهي تحتوي مركزا رياضيا  ومسرحا جديدا سيفتتح قريبا وكلية ارتقت اخيرا الى مستوى الجامعة.

 



غير ان قربها من اكثر المدن الاسرائيلية انتعاشا يحمل في طياته الكثير من الخداع.. فارئيل تبعد حوالي ثلاثة عشر ميلا عن الخط الاخضر "وهو التعريف الذي تستخدمه اسرائيل للاشارة الى حدود عام 1967" ، ويمكن لموقعها ان يعرقل تكامل اراضي الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة، ما يحمل في طياته تحديا قويا للمحادثات المباشرة التي اعادها باراك اوباما الى الحياة.

المستوطنات التي تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، برزت بطريقة غير متوقعة كاحد اهم التحديات لتحقيق صفقة سلام تاريخية.

وعندما ينتهي التجميد الاسرائيلي لعمليات البناء الاستيطاني، فانه سيمهد الطريق امام اقامة الكثير من المباني الجديدة على يد المستوطنين المتدينين الذين يعارضن بقوة قيام دولة فلسطينية.

خليل التفكجي  رسام الخرائط الفلسطيني يعتبر هذا الامر مشكلة.. مشيرا بيده الى الخارطة التي تظهر مستوطنة ارئيل والكيفية التي يمكن لاسرائيل ان تقيم نقطة تفتيش فحسب على الطريق رقم 60 الذي يعتبر محور الشمال والجنوب الرئيس في الضفة الغربية للسيطرة على الحركة...  "واذا ضمت اسرائيل هذه المنطقة باكملها، فان ذلك يعني تقسم الضفة الغربية الى قسمين – شمالي وجنوبي". يضيف التفكجي.

مستوطنة أرئيل جزء مما يوصف ب"الاجماع الوطني الاسرائيلي" وهو تعبير يشير الى مجموعات المستوطنات، التي تضم مساحات كبيرة من الاراضي غير المستغلة، التي يحتمل ان تظل خاضعة لاسرايل بموجب اي اتفاق سلام نهائي.. وخلافا للمستوطنات الاخرى فان أرئيل تقع عدة اميال بعيدا عن الخط الاخضر.

والاشارة الى أرئيل باعتبار انها مستوطنة على مسمع من رئيس بلديتها رون ناخمان تثير ردا سريعا غاضبا "هذه بلدة. لا اريد وصفها بانها مستوطنة".

ويبدو ان التعبير مهم. فسكان أرئيل لا يعتبرون انفسهم مستوطنين.. اذ ان معظمهم هم من المهاجرين الروس الذين انتقلوا اليها بحثا عن مساكن ومدارس مناسبة.

ويقول روف كوهين الذي يعمل في مكتب رئيس البلدية:  "اسكن هذه المنطقة لانها بلدة جيدة. انها جيدة للاطفال وللسكن".


غير ان اسم "ارئيل" برز بشكل كبير الشهر الماضي عندما تعهد عدد من الكتاب والممثلين والمخرجين المعروفين بمقاطعة حفلات خمس فرق مسرحية في المركز الثقافي في ارئيل. وانضم اكاديميون اسرائيليون الى المقاطعة، قائلين بانهم لن يلقوا محاضرات في الجامعة او اي مؤسسة اخرى في الاراضي المحتلة.

ومنذ ان احتلت اسرائيل الضفة الغربية في العاشر من رمضان عام 1967، قام حوالي ثلاثمئة الف  اسرائيلي باقامة مساكن لهم على قمم التلال هناك. وفي الوقت الذي يعتبر الكثيرون العوامل الاقتصادية في مقدمة اولوياتهم، فإن دافع مجموعة من المستوطنين المتشددين كان المطالبة بارض "اسرائيل التوراتية".

 

THE INDEPENDENT - كاترينا ستيوارت