WASHINGTON POST: أمريكا مستاءة من دعم العراق لسورية

كشفت صحيفة وشانطن بوست الامريكية أن مسؤولين أمريكيين أعربوا عن استيائهم من دعم الحكومة العراقية للنظام السوري سياسيا وماليا, فضلا عن توقيع اتفاقيات التعاون بين البلدين مؤخرا ,على غرار ما تفعل إيران.
وذكرت الصحيفة أن "مسؤولين أمريكيين أعربوا عن استيائهم من دعم الحكومة العراقية تدعم سياسياً ومالياً النظام السوري، على غرار ما تفعل إيران، وعلى عكس السياسة الأميركية التي تريد تكوين تحالف من الدول العربية لعزلة النظام السوري".
وكانت السلطات العراقية أبدت في الاشهر الاخيرة دعمها ووقوفها إلى جانب القيادة السورية, مشيرة إلى أنها عززت من تواجد قواتها العسكرية على طول الحدود مع سورية، لمنع عمليات التسلل إليها، ومنع تهريب أسلحة إلى جماعات تقوم بأعمال مسلحة داخل سورية.
كما أعرب المسؤولون الأمريكيون عن "خيبة أملهم نتيجة اتفاقيات التعاون بين العراق والحكومة السورية مؤخرا"، مشيرين إلى أن "دولاً شرق أوسطية أخرى ترددت في التخلي عن النظام السوري في وقت لا تزال فيه نتيجة الانتفاضة يلفها الغموض".
وأوضحت الصحيفة أن "بغداد تستضيف حالياً وفدين سوريين، ووقّعت معهم اتفاقيات لتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين, كما عرضت عليهم بغداد تقديم دعم سياسي".
وكان وفد سوري برئاسة وزير التجارة محمد نضال الشعار توجه إلى العراق في زيارة استغرقت أسبوع, حيث أسفرت الزيارة عن توقيع معاهدة جديدة لدعم العلاقات التجارية بين البلدين.
وأفادت الصحيفة أنه "بعد مؤشرات متعارضة من بغداد حول دعم النظام السوري، شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على رفض تغيير النظام في سورية, موضحاً رفضه للموقف الأميركي الداعي إلى تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم , وهو الموقف السياسي نفسه لإيران، حيث دعا الرئيس الإيراني إلى عدم التدخل في الشأن السوري وترك دمشق تقوم هى بالإصلاحات الداخلية الضرورية".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن أواخر الشهر الماضي أن سورية دولة محورية في المنطقة وهي قادرة على تجاوز محنتها من خلال الإصلاحات, مشيرا إلى أن العراق وما فيه وإسرائيل ولبنان والأردن كلها معرضة للاهتزاز في حال اهتز الوضع الداخلي في سورية, في حين أعلن الرئيس الإيراني مرارا دعمه للنظام السوري ورفضه التدخل الأجنبي في شؤون سورية الداخلية .
وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرات القادة العراقيين جاءت متعارضة مع مساعى الولايات المتحدة كسب تأييد حلفائها فى الشرق الأوسط في إطار حملتها لعزل النظام السوري الذي يعاني أيضا من تخفيض الكثير من الدول العربية العلاقات معه.
وتمارس عدة دول غربية, وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطات على سورية من خلال فرضها حزمة عقوبات, كما صعدت مواقفها من النظام السوري لتصل إلى الدعوة الصريحة للرئيس بشار الأسد لترك السلطة والتنحي, بسبب ما أسمته استخدام السلطات السورية القمع والعنف بحق المدنيين.
وترى الحكومة السورية أن ممارسة الدول الغربية, وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية, الضغوطات على سورية جاء بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين وتحالفها مع إيران, مستنكرة هذا الضغوطات الغربية لأنها تستهدف "التدخل بشؤون سورية الداخلية"، في وقت تسعى فيه لحفظ أمن البلاد والانخراط في حوار وطني شامل يؤدي لاستكمال خطط الإصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وتأتي التطورات في وقت تشهد عدة مدن سورية منذ منتصف آذار الماضي مظاهرات تتركز يوم الجمعة تنادي بمطالب عامة كالحريات وتحسين مستويات المعيشة وغيرها, وتطلق شعارات مناهضة للنظام, ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المواطنين وقوى الأمن والجيش بنيران جماعات مسلحة, وذلك بحسب المصادر الرسمية, في حين تتهم منظمات حقوقية الحكومة باستخدام العنف بحق المتظاهرين واعتقال العديد منهم.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 2900 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم منذ بدء الأحداث في سورية , في حين تشكك السلطات الرسمية بصحة الأرقام وتقول إن 1400 شخصا لقوا حتفهم نصفهم من العسكريين نتيجة تصديها لعصابات مسلحة.
شام نيوز - وكالات