آلاف الأتراك يحيون ذكرى الاعتداء الإسرائيلي على مرمرة

احيى الاف الاكراد مساء الاثنين في اسطنبول ذكرى مقتل تسعة منهم قبل سنة في اعتداء نفذته البحرية الاسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التي حاولت ضمن اسطول من سفن المساعدات الانسانية كسر الحصار على غزة في نهاية ايار/ مايو 2010.
وسار اكثر من عشرة الاف شخص على طول جادة الاستقلال، الشارع الرئيسي التجاري في اسطنبول وسط هتافات "ملعونة اسرائيل" و"اسرائيل قاتلة"، رافعين الاعلام الفلسيينة والمشاعل.
وكتب على اللافتات بالتركية والانكليزية والعبرية "انتظري يا فلسطين، مافي مرمرة آتية اليك"، و"من اسطنبول الى غزة، مقاومة"، في حين ضمت لافتة كبيرة صور "الشهداء الاكراد" التسعة. وهتف المتظاهرون "الله اكبر".
واكد منظمو اسطول المساعدات الانسانية الدولية مجددا الاثنين في اسطنبول تصميمهم على كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة قبل نهاية حزيران/ يونيو وذلك بالرغم من اعادة فتح الحدود بين مصر والقطاع.
وقال منسق الاسطول فانجيليس بيسياس في مؤتمر صحافي "نرحب من صميم القلب بقرار الحكومة المصرية اعادة تشغيل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة بصورة منتظمة، لكن حصار اسرائيل غير المشروع ما زال ساريا".
واضاف الناشط اليوناني ان "اسرائيل ما زالت تمنع الفلسطينيين من استخدام بحرهم وتقوم بتفتيش وتضييق القيود بشدة على السلع التي تخرج وتدخل من غزة واليها. لذلك علينا الاستمرار في تحدي هذا الحصار".
واكد بيسياس الذي كان يتحدث على متن سفينة مافي مرمره التي كانت في طليعة اول اسطول مساعدات توجه الى غزة وتعرض لهجوم كومندوس اسرائيلي في 31 ايار/ مايو 2010، ان خمس عشرة سفينة من مختلف موانىء البحر المتوسط ستبحر "بعد 20 يوما"، اي حوالى 20 حزيران/ يونيو، الى قطاع غزة.
واثار الهجوم على سفن المساعدات ومقتل الاتراك التسعة استنكارا دوليا واسعا وتسبب بازمة خطيرة في العلاقات بين تركيا واسرائيل.
وقد رفض بيسياس ايضا اقتراح السلطات الاسرائيلية لنقل الشحنات الانسانية الى غزة بعد تفتيشها للتحقق من انها لا تخفي اسلحة.
وقال "نرفض الدعوات لتسليم بضاعتنا عبر قنوات تسيطر عليها اسرائيل لان ذلك يعني القبول بنظام وحشي وغير شرعي".
وستلتقي سفن الاسطول الثاني الاتية من كندا واسبانيا والولايات المتحدة وفرنسا واليونان وايرلندا وايطاليا وتركيا في المياه الدولية الى جنوب قبرص، كما اوضح حسين اوروتش من منظمة الاغاثة الاسلامية، وهي منظمة خيرية تركية.
وستنقل السفن اضافة الى حوالى 1500 ناشط من مئة بلد، سلعا غذائية انسانية ومواد بناء --منها 600 الى 700 طن من الاسمنت، ولوازم مدرسية واجهزة طبية وادوية والعابا، كما اضاف اوروتش.
وعندما سألته وكالة فرانس برس عن رد فعل الناشطين في حال تعرضوا لهجوم اسرائيلي جديد --قبل سنة واجه ركاب مافي مرمرة الكومندوس الاسرائيلي بقضبان حديد وعصي بيسبول-- رفض اوروتش فرضية شن هجوم جديد.
وقال "هم لن يهاجموا. لا نعتقد انهم سيرتكبون مرة جديدة الخطأ نفسه "..." ان سفن الاسطول هي سفن سلام. وسيبحر الناشطون بهدوء".
واستبعد الموسيقي الاسرائيلي السويدي درور فيلر ممثل الفرع السويدي للاسطول، من جهته اللجوء الى العنف.
وقال "ما سيحصل سيكون منوطا بالاسرائيليين، فان اختاروا طريق السلام سيكون ذلك هادئا، وان اختاروا طريق العنف سيكون ذلك وللاسف عنيفا. لكننا لن نكون عنيفين".
وقد اعادت مصر السبت فتح حدودها مع قطاع غزة بصورة دائمة لتسمح وللمرة الاولى منذ اربع سنوات بحرية تنقل الاشخاص.
لكن الدولة العبرية انتقدت اعادة فتح معبر رفح، المعبر الوحيد في الجيب الفلسطيني الذي لا يخضع لسيطرة اسرائيل.
وحذرت الحكومة الكندية من جهتها الاحد من مشاركة كندية في اسطول جديد الى غزة واعتبرت ذلك بمثابة "استفزاز".
وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد "ان مبادرات المساعدة غير المسموح بها تشكل استفزازا ولا تساعد في شيء لبلوغ الهدف في مساعدة الشعب في قطاع غزة".
ودعا "الراغبين في تسليم شحنات انسانية" الى غزة الى القيام بذلك "عبر شبكات قائمة"، مثلا عبر تقديم هبات الى الصليب الاحمر والهلال الاحمر.
واكد بيرد "ان كندا تقر بهواجس "اسرائيل" المشروعة في مجال الامن وكذلك بحقها في حماية نفسها والدفاع عن سكانها من اي هجوم لحركة حماس او اي مجموعات ارهابية اخرى، خصوصا بمنعها تهريب الاسلحة".
وذكرت وسائل اعلام كندية عدة ان رئيس الوزراء ستيفن هاربر اعترض بنجاح في قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في دوفيل بفرنسا على ان يتضمن البيان الختامي اي اشارة الى "خطوط 1967"، اي حدود ما قبل الحرب العربية الاسرائيلية في حزيران/يونيو 1967، كقاعدة للتفاوض بشأن حدود الدولة الفلسطينية المقبلة.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما عبر عن هذه الفكرة في 19 ايار/مايو في خطابه الهام حول الاحداث التي يشهدها العالم العربي، وهو ما سارعت "اسرائيل" الى رفضه.