آن الأوان يا بلدنا ..

 

افهموها بقى‮.. ‬من قال إن هناك انتخابات؟‮.. ‬ومن قال إن النظام سوف‮ ‬يسمح بانتخابات حقيقية؟‮.. ‬ومن قال إنه قد‮ ‬يسمح بانتخابات سواء كانت فردية،‮ ‬أو بنظام القائمة؟‮.. ‬ومن قال إنه‮ ‬يريد أحزاباً،‮ ‬أو حتى مستقلين؟‮.. ‬من قال إن التليفزيون من دم دافعي الضرائب؟‮.. ‬وإنه حق للجميع،‮ ‬كما هو حق للحزب الوطني؟‮..

‬أنتم تحلمون‮.. ‬فلا أحد‮ ‬يهمه أن تشارك،‮ ‬أو تعزف عن المشاركة‮.. ‬لا أحد‮ ‬يهمه أن‮ ‬يقدم شهادة للوطن.. ‬نحن أمام حكم مؤبد‮.. ‬ثم نتحدث ظلماً‮ ‬عن ضعف الأحزاب‮.. ‬ونتحدث ظلماً‮ ‬عن فئات لا تشارك من الأصل،‮ ‬وأنها دائماً‮ ‬خارج السياق‮.. ‬ونتحدث طوال الوقت،‮ ‬عن المحظورة والمحظورين‮.. ‬مع أننا كلنا محظورون‮ ‬يا عزيزي‮! ‬

ليس‮ ‬غريباً‮ ‬أن‮ ‬يمنع التليفزيون،‮ ‬دعاية مدفوعة الأجر لمرشحي الوفد‮.. ‬وليس‮ ‬غريباً‮ ‬أن‮ ‬يمارس نفس الغباء‮.. ‬وهو‮ ‬يتحدث عن الفرص المتكافئة،‮ ‬وحق الأحزاب في الدعاية المجانية‮.. ‬كيف‮ ‬يذيع التليفزيون دعاية تقول‮: ‬آن الأوان‮ ‬يا بلدنا‮.. ‬أوان إيه؟‮.. ‬لسه بدري‮.. ‬والله لسه بدري‮.. ‬وحياة النبي لسه بدري‮.. ‬خليكوا قاعدين‮.. ‬شوفوا حملة‮ ‬الوفد ‬‭ ‬بتقول إيه‮: "‬يا بلدنا آن الأوان", ‭ ‬وشوفوا إزاي تتضمن ترويجاً‮ ‬للانضمام لعضوية الحزب‮.. ‬كما تتضمن شعارات مثل‮ "‬احتكار‮ ‬يعني إيه‮.. ‬إنه مفيش منافسين‮« ‬و»المنافسة في صالحك‮«‬‭ ‬و»التغيير بجد انضم للوفد‮« ‬و»آن الأوان تشارك‮.. ‬وتبطل تشتكي‮« ‬بالذمة ده كلام‮ ‬يفور الدم‮!‬

واضح أن الذين صمموا هذه الحملة الدعائية من كوكب تاني‮.. ‬كان ممكن‮ ‬يقولوا لسه بدري‮.. ‬كان ممكن‮ ‬يقولوا خليكوا قاعدين‮.. ‬وممكن كان‮ ‬يقولوا‮ "‬بنحبك‮ ‬يا وطني‮".. ‬علشان ترمى على الحزب الوطني‮.. ‬أما حكاية آن الأوان دي لا لا‮.. ‬الكلام ده مش ممكن‮ ‬يمر،‮ ‬لا على المحور ولا على الدائري‮.. ‬محور إيه‮ ‬يا راجل‮.. ‬انتوا فاهمين‮ ‬غلط‮.. ‬طيب مش لما الناس تعرف تترشح،‮ ‬تبقى حضرتك تعملها دعاية‮..

‬المرشحون مطالبون بشهادة جنسية،‮ ‬تقول إنهم مصريون،‮ ‬وليسوا هنوداً‮.. ‬تضمن منين أن المرشح‮ ‬يكون‮ "‬إسرائيلي‮" ‬لامؤاخذة‮!‬ عاوز تعرف الحكاية اخطف رجلك لمجمع التحرير‮.. ‬قدم ورقك للحصول على الجنسية‮.. ‬سيطلب منك سيادته،‮ ‬شهادة جدك وجدتك وعمك وعمتك‮.. ‬وطبعاً‮ ‬جدك مات وشبع موت‮.. ‬وكان مولود سنة‮ ‬1900وشوف بقى هتعمل إيه؟‮..

‬ليس الأصل أنك مصري الجنسية،‮ ‬وليس الأصل أنك مرشح سابق‮.. ‬سواء للمجلس المحلي،‮ ‬أو مجلس الشعب‮.. ‬ولا‮ ‬يوجد أي معني لهذا الطلب الغريب،‮ ‬في أوراق الترشيح،‮ ‬غير استبعاد الجميع،‮ ‬ليبقى الحزب الوطني وحده‮!‬

فاكرين الفتاة التايوانية التي تزوجت نفسها‮.. ‬وأقامت الفرح ودعت المعازيم،‮ ‬ولبست فستان الزفاف‮.. ‬ثم توجهت إلى استراليا،‮ ‬لتعمل شهر العسل وحدها‮.. ‬هكذا هو الحزب الوطني‮.. ‬لا‮ ‬يريد أحداً‮.. ‬لا‮ ‬يشاركه أحد‮.. ‬لا‮ ‬يلعب معه أحد‮.. ‬لا حزبي ولا مستقل‮.. ‬لا‮ ‬يقدم أوراقه،‮ ‬ولا‮ ‬يعمل دعاية‮ .. ‬ولا‮ ‬يعرف جنسيته إن كان مصرياً،‮ ‬أم سجلوه في الكمبيوتر‮ " ‬هندي‮".. ‬ولا‮ ‬يقول آن الأوان‮.. ‬ولا‮ ‬يطلب التغيير‮.. ‬لا على مستوي البرلمان،‮ ‬ولا على مستوى الرئاسة‮.. ‬هذه هي الحكاية من الآخر‮.. ‬افهموها بقى‮!‬  

محمد أمين

الوفد "المصرية"